مع تزايد التأثير المتنامي لمنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الكلاب نجومًا رقمية قادرة على جذب الملايين من المتابعين عبر مقاطع قصيرة مليئة بالمرح والعفوية. في عالم أصبح فيه المحتوى المرئي وسيلة للتأثير والإلهام، تحولت بعض الكلاب إلى أيقونات حقيقية عبر تطبيقات مثل تيك توك وإنستغرام. لم تَعُد هذه الحيوانات اللطيفة مجرّد رفقاء للإنسان، بل صارت لها جمهورها الخاص، وعلاماتها التجارية، وحتى صفقات الرعاية الإعلانية. وفي هذا المقال، نستعرض أبرز الكلاب التي نجحت في كسب قلوب الجماهير وصناعة محتوى فريد تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.
أقسام المقال
جيفبوم: البوميرانيان الأشهر على الإطلاق
“جيفبوم” هو واحد من أوائل الكلاب الذين صعدوا إلى الشهرة العالمية من خلال وسائل التواصل. يمتلك هذا الكلب الصغير من سلالة البوميرانيان قاعدة جماهيرية ضخمة تتجاوز 9 ملايين على إنستغرام، بالإضافة إلى عدد هائل من المتابعين على تيك توك. ما يميّزه ليس فقط شكله الظريف وفرائه المنفوش، بل أيضًا شخصيته النشيطة والمرحة. يظهر جيفبوم في مقاطع متنوعة يرتدي فيها ملابس أنيقة، ويؤدي حركات مرحة تجذب الأطفال والكبار على حد سواء. وقد شارك في عدد من الحملات الإعلانية العالمية، مما جعله رمزًا لعصر الكلاب المؤثرة.
بودجي: الكلب الذي خطف القلوب بصوته
من أشهر كلاب تيك توك، يُعد “بودجي” رمزًا للمرح والفكاهة. يشتهر بودجي بصوته الغريب المعروف باسم “أوا أوا” والذي أثار موجة من التفاعل العالمي، حيث تم استخدام صوته في آلاف المقاطع الساخرة والتقليدية. وعلى الرغم من وفاته في عام 2021، إلا أن إرثه الرقمي ما زال حيًا من خلال مقاطع الفيديو التي ما زالت تُعاد مشاركتها حتى اليوم. قصة بودجي تؤكد كيف يمكن لصوت كلب صغير أن يُصبح ظاهرة رقمية تُثير البهجة في كل مكان.
تونا: الجمال في الاختلاف
“تونا” هو كلب صغير مزيج بين تشيهواهوا وداشهند، تميّزه أسنانه البارزة وفكه المائل الذي يمنحه مظهرًا فريدًا من نوعه. ورغم أن البعض قد لا يعتبر مظهره تقليديًا، إلا أن تونا أثبت أن الاختلاف قد يكون مصدرًا للجاذبية. تونا لديه أكثر من 1.9 مليون متابع على إنستغرام، حيث يشارك يومياته البسيطة واللطيفة التي تلقى إعجابًا واسعًا. يتم التبرع بجزء من أرباحه لدعم مراكز رعاية الحيوانات، مما جعله ليس مجرد كلب مؤثر، بل أيضًا صاحب رسالة.
ماكسين: كلب المغامرات والسفر
“ماكسين” هو كلب من سلالة كورجي يُعرف بمغامراته حول العالم. يظهر في فيديوهات تيك توك وهو داخل حقيبة ظهر خاصة، يصطحبه مالكه في رحلات إلى الجبال والشواطئ والمدن العالمية. يضم حسابه أكثر من 4 ملايين متابع، وغالبًا ما يُستخدم كمصدر إلهام لمحبي السفر مع الحيوانات الأليفة. يشجّع ماكسين المتابعين على دمج كلابهم في نمط حياتهم اليومي والترحال، مما جعله سفيرًا غير رسمي للسفر مع الكلاب.
برودي: بطل الإرادة والتحدي
برودي هو كلب نجا من إصابة خطيرة في وجهه، مما أدى إلى تشوّه دائم في بنيته الوجهية. ومع ذلك، لا تزال شخصيته مرحة ومليئة بالحيوية. يتابع برودي أكثر من مليون ونصف على إنستغرام وتيك توك، وتُظهر مقاطعه حب الناس وتقديرهم لقوة الإرادة وقبول الاختلاف. قصته تُستخدم كثيرًا في حملات التوعية ضد التنمر، ودعم الحيوانات التي تعرضت لإصابات أو ظروف صعبة.
دوج ذا بج: أيقونة الأزياء التنكرية
من المستحيل الحديث عن كلاب إنستغرام دون ذكر “دوج ذا بج”، الكلب البج صاحب الملامح المعبرة والضحكة العريضة. يُظهر دوج في كل صورة شخصية مختلفة، حيث يرتدي ملابس تنكرية تعكس شخصيات سينمائية أو رموز ثقافية شهيرة. تجاوز عدد متابعيه 3 ملايين، وظهر في عدة برامج تلفزيونية، بل وتعاون مع شركات أزياء للحيوانات لإطلاق مجموعات مستوحاة من أذواقه المرحة.
مارني: رمز الألفة والحنان
رغم وفاتها في 2020، لا تزال “مارني” إحدى أيقونات إنستغرام التي تثير الحنين. كانت مارني كلبة من سلالة Shih Tzu عُرفت بلسانها المائل وابتسامتها المستمرة. بدأت شهرتها بعد أن تم إنقاذها من أحد الملاجئ، وسرعان ما جمعت ملايين المعجبين حول العالم. كانت تزور دور الرعاية والمستشفيات، مما جعلها مصدر سعادة حقيقي لكثير من الناس.
باو: سفير الكلاب الراقية
“باو” ليس كلبًا عاديًا، بل هو رمز للترف والموضة. يعيش باو حياة فاخرة تُعرض تفاصيلها في منشوراته اليومية، من ملابس تحمل توقيع ماركات عالمية إلى جلسات تصوير احترافية ومناسبات خاصة. يتابع باو أكثر من 160 ألف شخص على إنستغرام، ويُعد من الكلاب النادرة التي جمعت بين الأناقة والظرافة في آنٍ واحد.
كلاب عربية على السوشيال ميديا
في العالم العربي أيضًا بدأت بعض الكلاب تكتسب شهرة واسعة، مثل كلب الإنفلونسر “ريان السعودي”، وكلبة الإنفلونسر المصرية “ميرو”، حيث أصبحت حساباتهم مكانًا لتوثيق لحظات عفوية من اللعب والتدريب والرحلات. هذه الحسابات تُسهم في تعزيز ثقافة الرفق بالحيوان وتربية الكلاب في مجتمعاتنا، وتفتح المجال أمام محتوى محلي جديد ينافس عالميًا.
خاتمة
إن شهرة الكلاب على تيك توك وإنستغرام لم تعد مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبحت جزءًا من الثقافة الرقمية الحديثة. هذه الكلاب، بحركاتها البسيطة وملامحها الطريفة، تُسهم في رسم الابتسامة على وجوه الملايين. ومن خلال تفاعل المتابعين معها، يتعزز الرابط بين الإنسان والحيوان، وتُبرز قصصهم معاني الوفاء، الحب، والتنوع. إنهم سفراء عفويون للعاطفة، وصناع محتوى مؤثر، وحضورهم المتزايد يعكس حاجتنا إلى البهجة في عالم سريع ومليء بالتحديات.