تُعد أمية ملص واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، حيث تركت بصمة واضحة في عالم الفن بفضل موهبتها الاستثنائية وتعدد أدوارها. ولدت في دمشق عام 1971 لأسرة فنية، فوالدها المخرج السوري الشهير محمد ملص، ووالدتها باحثة موسيقية، مما جعل الفن جزءًا لا يتجزأ من حياتها منذ الصغر. تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1992، وبدأت مسيرتها الفنية في السنة ذاتها، لتشارك بعدها في عشرات الأعمال التي عززت مكانتها كممثلة متعددة المواهب. تزوجت من الكاتب لقمان ديركي وأنجبت منه ابنتين، لكن حياتها العائلية لم تخلُ من التحديات، خاصة بعد انفصالها وابتعادها عن أولادها الذين يعيشون الآن في فرنسا.
أقسام المقال
أمية ملص وأولادها في فرنسا
عاشت أمية ملص تجربة عاطفية معقدة مع أولادها، شاهي وشيرين، وهما الابنتان اللتان أنجبتهما من زوجها السابق لقمان ديركي، الكاتب والشاعر السوري. بعد انفصالها عنه، انتقلت الابنتان للعيش مع والدهما في فرنسا، حيث يقيم هناك بصفة لاجئ. هذا الانفصال الجغرافي لم يمنع أمية من الحفاظ على علاقة وثيقة مع ابنتيها، إذ تحرص على زيارتهما بشكل دوري للاطمئنان عليهما، معتمدة أيضًا على وسائل التواصل الحديثة للبقاء على اتصال دائم.
تتحدث أمية في لقاءاتها عن مدى ارتباطها العاطفي بأولادها، مشيرة إلى أنها تسعى دائمًا لتوفير الدعم المعنوي لهما رغم المسافات. هذه العلاقة تعكس جانبًا إنسانيًا من شخصيتها، بعيدًا عن الأضواء، حيث تظهر كأم تحمل همومًا عادية بعيدًا عن بريق الشهرة.
بداية أمية ملص الفنية
انطلقت مسيرة أمية ملص الفنية بقوة بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان أول ظهور لها في فيلم “الليل” عام 1992، وهو من إخراج والدها محمد ملص. هذا العمل لم يكن مجرد بداية عابرة، بل كان بوابة لعالم التمثيل الذي أثبتت فيه قدرتها على تقمص الشخصيات المتنوعة. في العام التالي، انضمت إلى نقابة الفنانين السوريين، لتبدأ رحلة طويلة مليئة بالإنجازات.
علاقة أمية ملص بوالدها تثير الجدل
شكلت علاقة أمية ملص بوالدها المخرج محمد ملص محور نقاش واسع بين المتابعين. فقد كشفت أمية في عدة مناسبات عن توتر هذه العلاقة، مشيرة إلى أنها شعرت بغياب الدعم العاطفي منه خلال طفولتها. الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل تفاقم بعد انفصاله عن والدتها وزواجه من إحدى صديقاتها المقربات، وهو ما اعتبرته أمية صدمة كبيرة أثرت على علاقتهما. ورغم ذلك، تؤكد دائمًا احترامها لتاريخه الفني، مما يظهر تعقيد المشاعر التي تجمعها به.
أمية ملص تتحدث عن الحياة العائلية
في حواراتها، تطرقت أمية إلى تجربتها كأم وزوجة، موضحة أن زواجها من لقمان ديركي بدأ بحب كبير لكنه انتهى بالانفصال. تصف هذه العلاقة بأنها كانت مشروطة، حيث كان الحب يعتمد على تحقيق توقعات معينة لم تكن دائمًا متوافقة مع شخصيتها. هذا الجانب من حياتها يبرز قدرتها على التوازن بين الالتزامات العائلية والمسيرة الفنية، حتى في ظل التحديات التي واجهتها بعد ابتعاد أولادها.
أمية ملص في أول أعمالها
كان فيلم “الليل” بداية مميزة لأمية ملص، حيث أظهرت موهبة مبكرة في تجسيد الشخصيات العميقة. العمل، الذي أخرجه والدها، يروي قصة إنسانية تدور في إطار درامي، وقد شكل نقطة انطلاق ساهمت في تعريف الجمهور بقدراتها التمثيلية منذ اللحظة الأولى.
تألق أمية ملص في باب الحارة
حقق دور “بوران” في مسلسل “باب الحارة” شهرة واسعة لأمية ملص، حيث أصبحت واحدة من أيقونات الدراما الشامية. بدأت مشاركتها في الجزء الأول عام 2006، واستمرت في تقديم الشخصية عبر أجزاء عديدة، مما جعلها من النجمات القلائل اللواتي حافظن على حضورهن في هذا العمل الضخم.
أمية ملص في أعمال لاحقة
توالت نجاحات أمية مع أعمال لاحقة مثل “الجوارح” عام 1995، و”الفصول الأربعة” عام 1999، ثم “الزير سالم” و”الخوالي” في مطلع الألفية. كما برزت في “خالد بن الوليد” و”على حافة الهاوية”، لتثبت قدرتها على التأقلم مع الأدوار التاريخية والاجتماعية على حد سواء.
أعمال أمية ملص المتنوعة
شملت مسيرة أمية ملص أكثر من 60 عملًا، منها “يوميات مدير عام”، “حمام القيشاني”، “عطر الشام”، “وردة شامية”، “شارع شيكاغو”، و”زقاق الجن”. هذه الأعمال أظهرت تنوعها بين الكوميديا والتراجيديا، مما عزز مكانتها كفنانة شاملة قادرة على جذب الجمهور بمختلف الأذواق.
أمية ملص بعيدًا عن الأضواء
رغم شهرتها، تحافظ أمية على خصوصية حياتها، مفضلة الابتعاد عن الأضواء خارج إطار العمل. تركز على علاقتها بابنتيها وتطوير موهبتها، بعيدًا عن الجدل الذي قد يرافق الفنانين. هذا التوازن يعكس شخصية هادئة تسعى للاستمرارية دون التضحية بقيمها الشخصية.