تُعد الفنانة السورية القديرة إيمان عبد العزيز واحدة من الأسماء البارزة في الساحة الدرامية السورية، وبرزت بشكل لافت في العديد من الأدوار التي تركت بصمة في قلوب المشاهدين. ولكن بعيدًا عن الأضواء والكاميرات، عاشت الفنانة حياة أسرية مفعمة بالمشاعر والتحديات، لاسيما فيما يتعلق بعلاقتها بأبنائها. في هذا المقال، نغوص في تفاصيل حياة أولاد إيمان عبد العزيز، ونكشف عن الجوانب الإنسانية والعائلية التي لا يعرفها الكثيرون، مع التطرق إلى المآسي والأفراح التي مرت بها في رحلتها كأم وفنانة.
أقسام المقال
عبد الرزاق حكيم: الابن الأكبر لإيمان عبد العزيز
عبد الرزاق حكيم هو الابن البكر للفنانة إيمان عبد العزيز، وقد وُلد في مطلع ثمانينات القرن الماضي، وعاش حياة هادئة بعيدًا عن الوسط الفني، حيث لم يظهر في الإعلام كثيرًا. كان معروفًا في محيطه بشخصيته الهادئة واهتمامه بأسرته الصغيرة، فهو أب لطفلين كان يحرص على تربيتهما في بيئة مستقرة.
في السادس من أبريل 2025، استيقظ الوسط الفني السوري على خبر مفجع بوفاة عبد الرزاق عن عمر يناهز 43 عامًا، دون الكشف عن سبب الوفاة. وقد نعت نقابة الفنانين السوريين – فرع دمشق – الراحل بكلمات مؤثرة، فيما انهارت والدته الفنانة إيمان عبد العزيز عند تلقيها الخبر، وسط موجة كبيرة من التضامن والدعم من زملائها الفنانين.
المأساة لم تكن فقط في فقدان الابن، بل في حجم الحب الذي كانت تكنّه له، إذ كانت تعتبره السند الأكبر لها، وكان يرافقها في كثير من المناسبات العائلية. وقد عبرت في لقاءات سابقة عن مدى تعلقها بأولادها، وحرصها على أن تبقى قريبة منهم دائمًا.
الابن الأصغر لإيمان عبد العزيز
أما ابنها الأصغر، فلم يظهر كثيرًا في الإعلام، ولم يُعرف عنه الكثير من التفاصيل الشخصية، إلا أن إيمان عبد العزيز تحدثت عنه في أحد لقاءاتها، موضحة أنه لا يزال يعيش معها في نفس المنزل، وأنه لم يتزوج بعد، وتربطها به علاقة قوية جدًا.
وفي هذا الإطار، أشارت الفنانة إلى أنها تجد في وجوده معها دعمًا نفسيًا كبيرًا، خاصة بعد فقدان الابن الأكبر، إذ بات الابن الأصغر يشكل جزءًا محوريًا من يومياتها، ويحرص على رعايتها ومرافقتها في زياراتها الطبية والمناسبات.
وعبّرت في أكثر من مناسبة عن أنها لا تشعر بالوحدة أبدًا، طالما أولادها بجانبها، مشددة على أنها تفضل البقاء معهم في بيتها الذي تملكه، ولا تفكر إطلاقًا في الانتقال أو العيش بمفردها.
إيمان عبد العزيز: الأم والفنانة
عُرفت إيمان عبد العزيز بكونها فنانة ملتزمة ومحافظة على قيمها العائلية، حيث رفضت في أكثر من مرة أن تترك أولادها من أجل السفر أو العمل لفترات طويلة. وقالت في تصريحات سابقة إنها كانت دومًا تختار الأعمال التي لا تبعدها كثيرًا عن أولادها، حتى لا تتأثر علاقتها بهم.
وقد أثرت هذه العلاقة القوية بأبنائها في اختياراتها الفنية، حيث غابت عن بعض الأدوار رغم أهميتها لأنها كانت تتعارض مع ظروفها الأسرية. هذه التضحيات جعلت الجمهور يحترمها أكثر، ويرى فيها نموذجًا للفنانة التي لا تضع الشهرة فوق مسؤولياتها كأم.
حضور الأبناء في محطات حياة والدتهم
لم يكن أولاد إيمان عبد العزيز بعيدين عن مسيرتها الفنية، فبالرغم من أنهم لم يعملوا في المجال الفني، إلا أن دعمهم المتواصل كان له أثر كبير على استمراريتها. وقد ظهروا في عدة مناسبات اجتماعية وفنية برفقتها، وكانوا دومًا إلى جانبها في أوقات التكريم أو الأزمات الصحية التي مرت بها.
وفي إحدى المناسبات، عبرت الفنانة عن فخرها بأولادها، مؤكدة أنهم لم يخذلوها يومًا، وأنهم السبب الرئيسي في صمودها بعد فترات الانكسار والمرض. وأضافت أن ما تحصده من حب الجمهور اليوم، يعود إلى الاستقرار النفسي الذي وفره لها أولادها، خاصة في فترات الغياب الطويلة عن الشاشة.
التفاعل الجماهيري مع فاجعة الوفاة
عقب إعلان وفاة عبد الرزاق حكيم، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعازي والمواساة، حيث عبّر آلاف المتابعين عن حزنهم الكبير، وانهالت التعليقات الداعمة من جمهورها الذين اعتبروا أن هذه الخسارة لا تطالها فقط كأم، بل تمس كل من عرفها كإنسانة قبل أن تكون فنانة.
وقد كتب عدد من الفنانين السوريين رسائل تعزية ومواساة عبر حساباتهم الشخصية، مشيدين بطيبة قلبها وقوة تحملها، ومؤكدين أن مصابها هو مصاب لكل الوسط الفني. هذه الحملة من الدعم الجماهيري والفني ساعدت على تخفيف وقع الفاجعة، وأظهرت أن محبة الناس هي السند الحقيقي في أوقات الألم.
خاتمة: أمومة إيمان عبد العزيز بين الفن والحياة
لا يمكن فصل حياة إيمان عبد العزيز الفنية عن شخصيتها كأم، فقد جسدت في الواقع صورة المرأة السورية الأصيلة التي تجمع بين العطاء المهني والحب العائلي. قصة أولادها، وخاصة فقدانها المؤلم لابنها الأكبر، تُظهر كم كانت الأمومة محورًا أساسيًا في حياتها، وكم أن إنسانيتها تُعد جزءًا لا يتجزأ من صورتها في أعين جمهورها.
اليوم، ومع استمرارها في تقديم الأعمال الفنية، تظل إيمان عبد العزيز مثالاً على القوة والصبر، وعلى الفنانة التي تُلهم ليس فقط بما تقدمه على الشاشة، بل بما تعيشه خلف الكواليس من تفاصيل إنسانية مؤثرة.