يُعدّ أيمن بهنسي واحدًا من أبرز الفنانين السوريين الذين تركوا بصمة واضحة في عالم الدراما والمسرح، حيث بدأ مشواره الفني منذ سنوات شبابه الأولى، ملتحقًا بمسيرة طويلة امتدت لعقود. ولد هذا الممثل الموهوب في الأول من يناير عام 1948 في مدينة القاهرة، لكنه نشأ وترعرع في سوريا، حيث بدأت علاقته بالفن تتشكل مبكرًا. اشتهر بهنسي بأدواره المتنوعة، وخاصة شخصية “أبو قاسم” في مسلسل “باب الحارة”، التي جعلته اسمًا مألوفًا في كل بيت عربي. لكن قبل أن يصل إلى هذه المرحلة من الشهرة، عاش بهنسي شبابًا مليئًا بالتجارب الفنية والتحديات التي صقلت موهبته وأعدته لما هو قادم.
أقسام المقال
- بدايات أيمن بهنسي الفنية في الشباب
- أيمن بهنسي يدخل عالم المسرح مبكرًا
- تعاون أيمن بهنسي مع كبار الفنانين في شبابه
- أول أدوار أيمن بهنسي السينمائية
- غياب أيمن بهنسي المؤقت عن الفن
- عودة أيمن بهنسي مع مسلسل مرايا
- أيمن بهنسي يصل إلى الشهرة مع باب الحارة
- حياة أيمن بهنسي الشخصية في شبابه
- إرث أيمن بهنسي من شبابه إلى اليوم
بدايات أيمن بهنسي الفنية في الشباب
في سنوات شبابه، لم يكن أيمن بهنسي مجرد هاوٍ للفن، بل كان شابًا طموحًا يبحث عن مكان له في عالم التمثيل. بدأ مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي، حيث كان عمره لا يتجاوز العشرين عامًا تقريبًا. في تلك الفترة، انضم إلى فرق فنية شعبية، منها فرقة “السيوف الشعبية” التي كانت تعتمد على تقديم العروض التراثية. لم تكن هذه البداية مجرد خطوة عابرة، بل كانت أساسًا مهّد له لاحقًا للتعامل مع أشكال مختلفة من الفنون، سواء في المسرح أو السينما. كان شغفه واضحًا، وإصراره على تعلم الحرفة جعله يتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه.
أيمن بهنسي يدخل عالم المسرح مبكرًا
لم يقتصر نشاط أيمن بهنسي في شبابه على العروض الشعبية فقط، بل اتجه أيضًا إلى المسرح الذي كان بمثابة مدرسة حقيقية له. في تلك الفترة، شارك في عدد من المسرحيات التي كانت تعكس روح العصر، مثل “ضيعة تشرين” و”كاسك يا وطن”. هذه الأعمال، التي قد لا تكون معروفة للجيل الجديد اليوم، كانت بمثابة انطلاقته الأولى التي أظهرت قدرته على الوقوف أمام الجمهور مباشرة. كان المسرح بالنسبة له مساحة للتعبير عن موهبته الطبيعية، حيث تعلم كيف يجمع بين الأداء الحي والتواصل مع المشاهدين، وهو ما أفاده لاحقًا في أعماله التلفزيونية.
تعاون أيمن بهنسي مع كبار الفنانين في شبابه
في مرحلة شبابه، حظي أيمن بهنسي بفرصة التعاون مع أسماء لامعة في الوسط الفني السوري، مثل ياسر العظمة ودريد لحام. هذه التجربة لم تكن مجرد صدفة، بل كانت نقطة تحول كبيرة في حياته الفنية. عمل مع ياسر العظمة في وقت مبكر، حيث كان الأخير يتمتع بموهبة واضحة حتى في شبابه، وكان له تأثير كبير على بهنسي. كذلك، شارك مع دريد لحام في أعمال سينمائية ومسرحية، مما ساهم في صقل أدواته كممثل شاب يبحث عن هويته الفنية. هذه العلاقات الفنية أعطته ثقة كبيرة وفتحت أمامه أبوابًا جديدة.
أول أدوار أيمن بهنسي السينمائية
لم يتوقف طموح أيمن بهنسي عند المسرح، بل انتقل إلى السينما في ثمانينيات القرن الماضي، وهو لا يزال في مرحلة الشباب الناضج. قدم أول أدواره السينمائية في فيلم “التقرير” عام 1986، حيث أظهر قدرة لافتة على تقمص الشخصيات. وبعد ذلك بعامين، شارك في فيلم “الكفرون” عام 1990 إلى جانب دريد لحام، وهو عمل سينمائي آخر أضاف إلى رصيده الفني. هذه الأدوار، رغم أنها لم تجعله نجمًا كبيرًا في ذلك الوقت، كانت خطوات أولية مهمة أثبتت أنه قادر على التأقلم مع متطلبات الشاشة الكبيرة.
غياب أيمن بهنسي المؤقت عن الفن
بعد تجربته السينمائية الأولى، اختفى أيمن بهنسي عن الأضواء لفترة ليست قصيرة. لم تكن هذه الفترة معروفة بتفاصيلها بشكل واسع، لكن يبدو أنها كانت مرحلة للتأمل وإعادة تقييم مسيرته. ربما كان يبحث عن فرص أكبر أو يعمل على تطوير مهاراته بعيدًا عن الجمهور. هذا الغياب لم يدم طويلًا، إذ عاد لاحقًا في التسعينيات ليبدأ مرحلة جديدة في حياته الفنية، لكن تلك الفترة من الابتعاد أثارت تساؤلات حول ما كان يخطط له هذا الفنان الشاب آنذاك.
عودة أيمن بهنسي مع مسلسل مرايا
بعد غيابه، عاد أيمن بهنسي إلى الشاشة الصغيرة في عام 1999 من خلال مسلسل “مرايا” مع ياسر العظمة. هذا العمل كان بمثابة نقطة انطلاق جديدة له، حيث أظهر فيه نضجًا فنيًا كبيرًا مقارنة بأدواره السابقة. “مرايا”، بأسلوبه الساخر والناقد، سمح لبهنسي بإبراز جانب مختلف من موهبته، مما جعله يترك انطباعًا قويًا لدى المشاهدين. هذه العودة مهدت الطريق لما سيأتي لاحقًا من شهرة واسعة.
أيمن بهنسي يصل إلى الشهرة مع باب الحارة
رغم كل التجارب التي مر بها في شبابه، إلا أن الشهرة الحقيقية جاءت لأيمن بهنسي مع مسلسل “باب الحارة”. في هذا العمل الذي بدأ عرضه في 2006، لعب دور “أبو قاسم”، صاحب الحمام الساذج والبسيط الذي أحبه الجمهور. هذا الدور جعله اسمًا معروفًا في العالم العربي، وأثبت أن سنوات شبابه التي قضاها في صقل موهبته لم تذهب سدى. شخصية “أبو قاسم” أصبحت رمزًا من رموز الدراما السورية، وكانت ثمرة جهود طويلة بدأت منذ أيامه الأولى في الفن.
حياة أيمن بهنسي الشخصية في شبابه
على الصعيد الشخصي، عاش أيمن بهنسي حياة هادئة نسبيًا في شبابه. تزوج من سيدة سورية بعيدة عن الوسط الفني، وأنجب منها ثلاثة أبناء، من بينهم ابنة تُدعى جنة. اختار بهنسي أن يبقي حياته الخاصة بعيدة عن الأضواء، مفضلاً التركيز على عمله الفني. هذا الاستقرار العائلي ربما ساهم في إعطائه الثبات الذي احتاجه لمواصلة مسيرته الفنية بثقة.
إرث أيمن بهنسي من شبابه إلى اليوم
إن ما حققه أيمن بهنسي في شبابه لم يكن مجرد بداية عابرة، بل كان أساسًا متينًا لبناء مسيرة فنية غنية. من المسرح إلى السينما، ثم التلفزيون، استطاع أن يجمع بين خبرات متنوعة جعلته ممثلاً متعدد المواهب. اليوم، وبعد عقود من العطاء، يظل بهنسي رمزًا للفنان الذي بدأ من الصفر وعمل بجد ليصل إلى قلوب المشاهدين. شبابه كان مرحلة حاسمة أثبتت أن الموهبة الحقيقية، مع الإصرار، قادرة على تحقيق المستحيل.