يُعد أيمن بهنسي أحد الأسماء البارزة في عالم الفن السوري، حيث ترك بصمة لا تُنسى في الدراما والسينما والمسرح على مدى عقود. وُلد هذا الفنان الموهوب في الأول من يناير عام 1948 في حي الصالحية بدمشق، لكنه قضى جزءًا من طفولته في القاهرة، مما أضاف إلى شخصيته لمسة ثقافية متنوعة. بدأ مسيرته الفنية منذ سن مبكرة، حيث انطلق في عالم الرقص الشعبي قبل أن يتحول إلى التمثيل، ليصبح لاحقًا أحد الوجوه المألوفة للجمهور العربي، خاصة من خلال دوره الشهير كـ”أبو قاسم” في مسلسل “باب الحارة”. في هذا المقال، نستعرض طفولة أيمن بهنسي وانطلاقته الأولى، مع تسليط الضوء على محطات مهمة في حياته ومسيرته الفنية.
أقسام المقال
أيمن بهنسي يبدأ حياته في القاهرة
على الرغم من أن أيمن بهنسي وُلد في دمشق، إلا أن عائلته انتقلت إلى القاهرة في فترة مبكرة من حياته. هذه المدينة، التي كانت مركزًا ثقافيًا وفنيًا نابضًا بالحياة، شكلت بيئة أولية أثرت في نشأته. لم تتوفر تفاصيل كثيرة عن سنواته الأولى هناك، لكن يُعتقد أن تعرضه للحركة الفنية المصرية ألهم شغفه المبكر بالفنون. كان التنقل بين دمشق والقاهرة بمثابة جسر ثقافي أثرى خياله، وربما زرع فيه بذور الإبداع التي أزهرت لاحقًا في أعماله.
طفولة أيمن بهنسي تنطلق مع الرقص
في سن مبكرة، وجد أيمن بهنسي نفسه منجذبًا إلى عالم الرقص الشعبي. انضم إلى فرقة “السيوف الشعبية”، وهي تجربة أولية كشفت عن موهبته الجسدية وقدرته على التعبير من خلال الحركة. لم يكن الرقص مجرد هواية، بل بوابة دخل منها إلى عالم الفنون الأوسع. هذه الفترة من حياته، التي قضاها وهو صغير، أظهرت شغفه بالتواصل مع الجمهور، وهي سمة رافقته حتى أصبح ممثلاً معروفًا.
أيمن بهنسي يعمل في وزارة الثقافة
خلال سنوات دراسته الثانوية، بدأ أيمن بهنسي العمل لدى وزارة الثقافة السورية. هذه الخطوة جاءت كجزء من حياته المبكرة، حيث كان يبحث عن استقرار مادي بجانب طموحاته الفنية. لم تكن هذه الوظيفة مجرد عمل روتيني، بل فرصة للاقتراب أكثر من الأوساط الثقافية والفنية في دمشق. هنا بدأ يرسم ملامح مستقبله، حيث تعرف على أشخاص وأفكار ساعدته لاحقًا في الانتقال إلى المسرح والتمثيل.
انطلاقة أيمن بهنسي من المسرح
مع نهاية مرحلة الشباب وبداية العشرينيات من عمره، اتجه أيمن بهنسي إلى خشبة المسرح، حيث وجد فيها متنفسًا لموهبته. كانت مسرحية “غربة” واحدة من أوائل أعماله المسرحية التي قدمها، وأظهرت قدرته على تقمص الشخصيات بعمق. هذه التجربة شكلت نقطة تحول، إذ انتقل من الرقص إلى التمثيل، مستفيدًا من خلفيته في التعبير الجسدي ليضيف لمسة خاصة إلى أدائه.
أول أفلام أيمن بهنسي في السينما
بدأ أيمن بهنسي مسيرته السينمائية في منتصف الثمانينيات، حيث شارك في فيلم “التقرير” عام 1986. هذا العمل كان بمثابة البوابة التي أدخلته عالم الشاشة الكبيرة، حيث قدم أداءً لفت الأنظار. تبعه بعد سنوات فيلم “الكفرون” عام 1990، بالتعاون مع الفنان الكبير دريد لحام، وهو ما عزز مكانته كممثل واعد في السينما السورية.
عودة أيمن بهنسي عبر التلفزيون
بعد فترة غياب عن الأضواء، عاد أيمن بهنسي إلى الجمهور من خلال التلفزيون في مسلسل “مرايا” عام 1999 مع الفنان ياسر العظمة. هذا العمل أعاد إحياء مسيرته، وأظهر قدرته على التكيف مع الأدوار المتنوعة. كانت هذه العودة بمثابة إشارة إلى أن الفنان الذي بدأ صغيرًا في الرقص والمسرح، أصبح الآن نجمًا متعدد المواهب.
أيمن بهنسي يشتهر بباب الحارة
لا شك أن شخصية “أبو قاسم” صاحب الحمام في مسلسل “باب الحارة” هي التي جعلت من أيمن بهنسي اسمًا مألوفًا في كل بيت عربي. بدأ ظهوره في الجزء الأول من المسلسل عام 2006، وقدم شخصية ساذجة وطيبة القلب أحبها الجمهور. استمر في تقديم هذا الدور عبر الأجزاء العشرة الأولى، مما جعله رمزًا من رموز الدراما الشامية.
أعمال أيمن بهنسي الأخرى
إلى جانب الأعمال المذكورة، شارك أيمن بهنسي في مسلسلات أخرى مثل “الدبور” بجزأيه، و”عودة غوار: الأصدقاء” حيث لعب دور “لؤوس السجين”، وكذلك “بروكار”. كما ظهر في أعمال لاحقة مثل “حارة القبة” بشخصية “آصف بيك”، و”ولاد سلطان” بدور المختار، و”الكندوش”. هذه الأدوار أكدت تنوعه وقدرته على الاستمرار في تقديم محتوى مميز حتى اليوم.
حياة أيمن بهنسي الشخصية
بعيدًا عن الأضواء، اختار أيمن بهنسي حياة هادئة. تزوج من سيدة من خارج الوسط الفني، ورُزق منها بثلاثة أبناء، وحرص على إبعادهم عن عالم الفن ليختاروا مساراتهم الخاصة. هذا القرار يعكس شخصيته التي تجمع بين التواضع والتركيز على الأسرة، بعيدًا عن صخب الشهرة.
أيمن بهنسي والتواصل مع الجمهور
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، يحرص أيمن بهنسي على البقاء على اتصال بجمهوره من خلال صفحته الرسمية على إنستغرام. يشارك صورًا وفيديوهات من حياته اليومية وأعماله، خاصة تلك المتعلقة بـ”باب الحارة”، مما يظهر تقديره لمحبيه الذين رافقوه منذ بداياته وهو صغير حتى الآن.