ديانة أمية ملص

تُعد أمية ملص واحدة من أبرز نجمات الفن السوري، حيث تركت بصمة واضحة في عالم التمثيل بفضل موهبتها الاستثنائية وحضورها القوي على الشاشة. ولدت في دمشق عام 1971، ونشأت في أسرة فنية متميزة، فوالدها المخرج السوري محمد ملص، ووالدتها باحثة موسيقية. بدأت مسيرتها الفنية في أوائل التسعينيات بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، لتصبح لاحقًا واحدة من الأسماء اللامعة في الدراما العربية. اشتهرت بأدوارها المتنوعة التي جمعت بين القوة والعمق، مما جعلها محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

ما هي ديانة أمية ملص؟

تثير ديانة الفنانين دائمًا فضول الجمهور، وفي حالة أمية ملص، فإنها تنتمي إلى الديانة الإسلامية. ورغم أنها لا تتحدث كثيرًا عن تفاصيل حياتها الدينية بشكل علني، إلا أن نشأتها في بيئة سورية تقليدية تشير إلى التزامها بالقيم الاجتماعية والثقافية التي تتماشى مع الإسلام. كما أنها أشارت في بعض اللقاءات إلى أهمية الروحانيات في حياتها، مما يعكس جانبًا من شخصيتها يتسم بالهدوء والتأمل بعيدًا عن الأضواء.

أمية ملص وحياتها الشخصية

على الرغم من شهرتها الكبيرة، تظل أمية ملص شخصية محافظة على خصوصيتها. تزوجت من الكاتب السوري لقمان ديركي، وأنجبت منه ابنتين هما شاهي وشيرين. لكن هذه العلاقة لم تستمر، حيث انفصلت عن زوجها لاحقًا، ويعيش الأب مع ابنتيه في فرنسا حاليًا. تحدثت أمية في مناسبات نادرة عن علاقتها بابنتيها، واصفة إياهما بـ”القلب والروح”، معبرة عن حبها العميق لهما رغم المسافات التي تفصلها عنهما.

علاقة أمية ملص بوالدها المخرج محمد ملص

كشفت أمية في لقاءات سابقة عن تفاصيل مثيرة حول علاقتها بوالدها المخرج محمد ملص. أوضحت أنه على الرغم من إعجابها الكبير بموهبته الفنية واحترامها لمسيرته كمخرج، إلا أنها شعرت بنوع من الجفاء العاطفي من جانبه. أكدت أنها شقت طريقها في عالم الفن بمفردها دون مساعدة مباشرة منه، معتمدة على شغفها وإصرارها للوصول إلى مكانتها الحالية.

أمية ملص وبداياتها الفنية

انطلقت رحلة أمية ملص الفنية في عام 1992 بمشاركتها في فيلم “الليل”، وهو العمل الذي أخرجه والدها محمد ملص. كانت هذه الخطوة الأولى التي مهدت لها الطريق نحو عالم التمثيل. بعدها بعام، انضمت إلى نقابة الفنانين السوريين في 1993، لتبدأ مسيرة حافلة بالأعمال المتنوعة التي أثبتت من خلالها قدرتها على تقمص الشخصيات المختلفة.

أمية ملص في مسلسل “باب الحارة”

يبقى دور “بوران” في مسلسل “باب الحارة” واحدًا من أبرز الأدوار التي قدمتها أمية ملص. جسدت شخصية الابنة الكبرى لأبو عصام ببراعة، مما جعلها علامة فارقة في مسيرتها الفنية. شاركت في جميع أجزاء المسلسل من الجزء الأول حتى الحادي عشر، وحظيت بشعبية واسعة بفضل هذا الدور الذي أظهر قدرتها على تقديم شخصية شامية أصيلة بكل تفاصيلها.

أمية ملص وأعمالها السينمائية

لم تقتصر موهبة أمية على الدراما التلفزيونية فقط، بل تألقت أيضًا في السينما. بعد ظهورها الأول في “الليل”، شاركت في أفلام أخرى مثل “الحب في الغابة” و”الحب هو الحياة”، حيث أظهرت تنوعًا كبيرًا في اختيار الأدوار. حصلت على جوائز عدة، منها جائزة أفضل ممثلة في مهرجان دمشق السينمائي عن دورها في “الليل”، مما يعكس تقدير النقاد لموهبتها.

أمية ملص في المسرح والتلفزيون

امتدت مسيرة أمية لتشمل المسرح، حيث قدمت عروضًا مميزة مثل “ملك لير” و”الزير سالم”. أما في التلفزيون، فقد شاركت في أكثر من 60 عملًا، بدءًا من “الجوارح” في 1995، وصولاً إلى أعمال حديثة مثل “زقاق الجن” في 2023. تنوعت أدوارها بين الدراما الاجتماعية والتاريخية والكوميدية، مما جعلها فنانة شاملة بكل معنى الكلمة.

أبرز أعمال أمية ملص الأخرى

إلى جانب ما سبق، شاركت أمية في العديد من الأعمال التي تركت أثرًا كبيرًا، مثل “زمان الصمت”، “حمام القيشاني”، “خالد بن الوليد”، “الخوالي”، “بقعة ضوء”، و”وردة شامية”. كما ظهرت كضيفة شرف في مسلسل “شارع شيكاغو”، مما أضاف إلى رصيدها تنوعًا لافتًا. تستمر أمية في تقديم أعمال جديدة، مثل “طالبين القرب” الذي صورته مؤخرًا، لتبقى حاضرة بقوة في الساحة الفنية.

رؤية أمية ملص للمجتمع والفن

في لقاءاتها، عبرت أمية عن آرائها حول المجتمع الشرقي والفن. أشارت إلى أن بعض العقليات لا تزال متمسكة بأفكار قديمة، خاصة في تقبل الأدوار الجريئة التي تؤديها، مؤكدة أن الدراما بالنسبة لها مهنة تهدف إلى تحقيق الذات. كما عبرت عن رغبتها في أن تكون صوتًا مؤثرًا في الوسط الفني، داعية إلى تقديم فرص للموهوبين الأكاديميين فقط.

أمية ملص بعيون الجمهور

يراها الجمهور فنانة صادقة ومتمكنة، قادرة على نقل المشاعر بسلاسة. حضورها القوي وأداؤها الطبيعي جعلاها محبوبة على نطاق واسع، سواء في الأدوار التراجيدية أو الشعبية. تظل أمية ملص رمزًا للموهبة السورية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، محافظة على مكانتها كواحدة من أهم نجمات جيلها.