تُعد سامية الجزائري واحدة من أبرز نجمات الفن السوري، حيث تركت بصمة لا تُمحى في عالم الدراما والكوميديا على مدار عقود طويلة. ولدت هذه الفنانة القديرة في 25 نوفمبر 1946 بمدينة دمشق، ونشأت في أسرة متواضعة بأحد أحيائها القديمة. اشتهرت بأدوارها الكوميدية التي منحتها لقب “سيدة الكوميديا السورية”، وبفضل حضورها الطاغي وموهبتها الاستثنائية، أصبحت رمزًا فنيًا يحظى بحب الجماهير في سوريا والوطن العربي. مسيرتها التي بدأت بالصدفة في ستينيات القرن الماضي جعلتها شاهدة على تطور الدراما السورية، حيث شاركت في عشرات الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، لتظل حتى اليوم اسمًا لامعًا في سماء الفن العربي.
أقسام المقال
ما ديانة سامية الجزائري؟
سامية الجزائري مسلمة، وقد نشأت في مدينة دمشق التي تُعرف بأغلبيتها المسلمة. على الرغم من أنها لم تتحدث بشكل علني عن تفاصيل دينها، فإن انتماءها إلى عائلة تحمل اسمًا عربيًا تقليديًا مثل “الجزائري” يتماشى مع السياق الثقافي والاجتماعي للمجتمع السوري. فضلت الفنانة القديرة التركيز على مسيرتها الفنية بدلاً من إلقاء الضوء على حياتها الشخصية، مما جعل هذه المعلومة تبقى بعيدة عن فضول الجمهور، لكنها تظل جزءًا من هويتها الطبيعية كسورية عاشت في بيئة إسلامية.
سامية الجزائري وبداية مشوارها الفني
دخلت سامية الجزائري عالم الفن بمحض الصدفة عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها. في عام 1963، التقت بالمخرجة السورية قسمت طوزان في أحد أحياء دمشق القديمة، حيث لفتت انتباهها بشخصيتها التلقائية والمرحة. اقترحت عليها المخرجة خوض تجربة التمثيل، فكانت الإجابة الجريئة من سامية: “أي، بمثل، شو خايفة منك؟”، لتبدأ بعدها رحلتها مع تمثيلية “أبو البنات” التي أدت فيها دور ممرضة. هذه الخطوة الأولى فتحت لها الأبواب لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز نجمات جيلها، حيث عملت بعد ذلك موظفة في المسرح العسكري قبل أن تنطلق نحو الشهرة.
لماذا لقبت سامية الجزائري بسيدة الكوميديا؟
لم تكتفِ سامية الجزائري بأدوار عادية، بل برعت في تقديم الكوميديا بطريقة جعلتها تتفوق على كثير من زملائها. أدوارها في مسلسلات مثل “عيلة خمس نجوم” و”يوميات جميل وهناء” أظهرت قدرتها على إضحاك الجمهور بسلاسة وعفوية. شخصيات مثل “أم أحمد بلاليش” و”أم محمود” أصبحت علامات فارقة في تاريخ الدراما السورية، مما منحها لقب “سيدة الكوميديا السورية”. هذا التميز جاء من موهبتها الطبيعية وقدرتها على الجمع بين الضحك والعمق الإنساني في آن واحد.
سامية الجزائري ودور الأم في حياتها وفنها
رغم أن سامية الجزائري لم تتزوج ولم ترزق بأبناء، إلا أنها أبدعت في تجسيد شخصية الأم على الشاشة. لم تكن الأمومة جزءًا من حياتها الشخصية، لكنها عوضت ذلك بتقديم أدوار أمهات أثرت في المشاهدين. سواء كانت أمًا كوميدية مرحة أو شخصية درامية مؤثرة، استطاعت أن تضفي لمسة إنسانية خاصة جعلت الجمهور يشعر بصدق أدائها. اختيارها لهذا النوع من الأدوار يعكس قدرتها على تحويل تجربتها الشخصية إلى إبداع فني.
علاقة سامية الجزائري بأختها صباح الجزائري
تشارك سامية الجزائري رابطًا عائليًا وفنيًا مع أختها الصغرى صباح الجزائري، وهي ممثلة سورية بارزة أيضًا. ولدت صباح في 1955، وانطلقت في مسيرتها الفنية بعد سامية، لكن الأختين لم تتشاركا كثيرًا في الأعمال الفنية المشتركة. رغم ذلك، ظلت علاقتهما قوية، حيث تنتميان إلى عائلة دمشقية تجمع بين البساطة والموهبة. صباح، التي تزوجت وأنجبت، شكلت تباينًا مع حياة سامية العازبة، لكنهما تشاركتا حب الفن والتفاني فيه.
سامية الجزائري تواجه التنمر في سن الشيخوخة
في السنوات الأخيرة، تعرضت سامية الجزائري لموجة تنمر بعد ظهورها في صور من كواليس مسلسل “الكندوش” عام 2020. الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انتقدوا ملامحها التي بدت متأثرة بعلامات التقدم في السن، لكن آخرين دافعوا عنها، مشيرين إلى أن جمالها الطبيعي دون عمليات تجميل يعكس أصالتها. هذه التجربة أثارت جدلًا حول نظرة المجتمع للفنانين مع تقدم العمر، لكنها لم تؤثر على مكانتها كأيقونة فنية.
جوائز حصلت عليها سامية الجزائري
على مدار مسيرتها، حصدت سامية الجزائري العديد من الجوائز التي كرمت إبداعها. في 1996، نالت جائزة أفضل ممثلة عربية عن دورها في “عيلة 6 نجوم” من مهرجان التلفزيون العربي السوري، وفي 1997 كررت الإنجاز عن “يوميات جميل وهناء” من مهرجان قرطاج. كما حصلت على تكريم من مهرجان القاهرة عام 1990 عن فيلم “كفرون”، وفي 2008 كرمتها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا عن مجمل أعمالها، لتتوج مسيرة حافلة بالنجاح.
أبرز أعمال سامية الجزائري الفنية
امتدت مسيرة سامية الجزائري لأكثر من ستين عامًا، قدمت خلالها أعمالًا متنوعة. بدأت في 1963 مع “أبو البنات”، ثم شاركت في “مذكرات الحصاد” عام 1968، و”صح النوم” عام 1972. في الثمانينيات، تألقت في “مرايا” مع ياسر العظمة، وفي التسعينيات أصبحت نجمة الكوميديا بأعمال مثل “عيلة خمس نجوم” و”يوميات جميل وهناء”. من أفلامها البارزة “كفرون” مع دريد لحام عام 1990، واستمرت حتى 2022 مع “الكندوش”، لتثبت أنها فنانة لا تعرف التوقف.