تُعد زهرة الخرجي واحدة من أعمدة الفن الكويتي والخليجي، لما تملكه من موهبة فطرية وحضور آسر على الشاشة والمسرح. استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا مميزًا وسط نجمات جيلها، وواجهت خلال مسيرتها تحديات عدة صقلت شخصيتها، وجعلت منها أيقونة فنية وإنسانية في آنٍ واحد. في هذا المقال نسلط الضوء على أبرز محطات حياتها، ومعلومات دقيقة حول عمرها، أبنائها، زوجها، مذهبها، بالإضافة إلى لمحات من تجربتها الشخصية والفنية.
أقسام المقال
زهرة الخرجي: عمرها وتاريخ ميلادها
وُلدت الفنانة زهرة الخرجي في 15 يناير من عام 1962، أي أنها تحتفل بعيد ميلادها الـ63 في عام 2025. تنتمي زهرة إلى مواليد برج الجدي، المعروف بالانضباط والطموح والإصرار، وهي صفات جسدتها بوضوح في رحلتها الفنية الطويلة. رغم التقدم في العمر، ما زالت تحافظ على تألقها وحيويتها، وتشارك في الأعمال الفنية بنفس الشغف الذي بدأت به. من اللافت أنها لا تُخفي عمرها بل تتحدث عنه بفخر، معتبرة أن النضج والسنوات أكسبتاها خبرة وعمقًا أكبر في أداء أدوارها.
زهرة الخرجي: حياتها الأسرية وأبناؤها
تزوجت زهرة الخرجي في مرحلة مبكرة من رجل خارج الوسط الفني، وأنجبت منه ولدًا وبنتًا. إلا أن هذا الزواج لم يدم طويلًا، وانتهى بالانفصال، وكانت لهذه التجربة تأثيرات عاطفية عميقة عليها، خاصة بعد أن حُرمت من حضانة أبنائها لفترة من الزمن. لاحقًا، تحدثت زهرة عن ألم هذا الفقد، وكيف أنها استعاضت عنه بالتركيز في الفن والعمل. وبالرغم من هذا البُعد، تُكن لأبنائها محبة عميقة، وتُتابع تطوراتهم من بعيد، ولا تُخفي أمنيتها بأن تجمعها الأيام بهم بشكل دائم.
زهرة الخرجي: زوجها الثاني
في عام 2005، تزوجت زهرة الخرجي من المخرج الكويتي المعروف أحمد الحليل، ودام هذا الزواج أربع سنوات فقط، إذ انتهى بالطلاق في عام 2009. لم تُرزق بأبناء من هذا الزواج، ولكن العلاقة بين الطرفين اتسمت بالاحترام المتبادل، بحسب ما صرحت به في لقاءات إعلامية لاحقة. بعد طلاقها، قررت زهرة التركيز على عملها الفني، ورفضت الخوض في تجارب عاطفية جديدة معلنة أن الفن هو شريكها الدائم.
زهرة الخرجي: مذهبها الديني
زهرة الخرجي تعتنق الديانة الإسلامية وتنتمي للمذهب السني. ورغم أن توجهاتها الدينية لم تكن أبدًا موضع جدل أو استعراض إعلامي، إلا أنها عُرفت بحرصها على القيم الإنسانية والأخلاقية في حياتها وسلوكها العام. أكدت في أكثر من مناسبة أن المذهب لا يحدد إنسانية الفرد، بل أفعاله واحترامه للآخرين، ولهذا نالت احترام الجمهور من مختلف الطوائف والخلفيات.
زهرة الخرجي: مسيرتها الفنية وبداياتها
بدأت زهرة الخرجي مسيرتها في عالم الفن عام 1983 من خلال مسرح الطفل، وكانت البداية بمثابة انطلاقة قوية دفعتها إلى مزيد من التعمق في هذا المجال. تألقت في أدوار متعددة، وتمكنت من كسب إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، خصوصًا في الأعمال الدرامية والاجتماعية. من أبرز أعمالها: “جرح الزمن”، “دروب الشك”، “البيت بيت أبونا”، “مع حصة قلم”، و”أم البنات”. أما في المسرح، فقد شاركت في أعمال مثل “صح لسانك” و”الخادم الآلي” و”عالمكشوف”، حيث برزت موهبتها الكوميدية والدرامية بشكل متوازن.
زهرة الخرجي: تجربتها مع المرض وعودتها للفن
في عام 2005، فُجعت زهرة الخرجي بإصابتها بسرطان الثدي، مما شكل صدمة كبيرة لها ولجمهورها. انتقلت لتلقي العلاج في العاصمة البريطانية لندن، حيث خضعت لعملية جراحية وجلسات علاج كيميائي استمرت قرابة السنتين. رغم الألم والمعاناة، قاومت المرض بإيمان وإيجابية، وعادت إلى الكويت بعد شفائها، أكثر قوة وإصرارًا. عبرت عن امتنانها للدعم الجماهيري الكبير، الذي كان أحد دوافعها لتجاوز المحنة. جسّدت هذه التجربة الصعبة في بعض أعمالها لاحقًا، لتكون مصدر أمل لكل من يمر بظروف صحية مماثلة.
زهرة الخرجي: محبة الجمهور والتفاعل الجماهيري
تحظى زهرة الخرجي بقاعدة جماهيرية واسعة في الكويت والخليج وحتى في بعض الدول العربية، حيث يُثمن جمهورها صدقها في الأداء وقربها من هموم الناس. حضورها عبر وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر بساطتها وإنسانيتها، إذ تتواصل مع محبيها من خلال منشورات صادقة وصور عائلية وأخرى من كواليس أعمالها. غالبًا ما تتلقى إشادات ودعوات ودعمًا كبيرًا من جمهورها، خاصة في المناسبات الخاصة أو الأزمات، ما يعكس مكانتها الراسخة في قلوب الناس.
زهرة الخرجي: إرثها الفني وتأثيرها
زهرة الخرجي ليست مجرد فنانة، بل تُعد مدرسة تمثيلية قائمة بذاتها، حيث استطاعت أن تجمع بين الأداء الكلاسيكي والتجريبي، الكوميدي والتراجيدي. أثرت الساحة الفنية الخليجية من خلال تبنيها لموضوعات اجتماعية جريئة، واهتمامها بإبراز قضايا المرأة والهوية والثقافة. لم تكن فقط وجهًا مألوفًا على الشاشة، بل معلمة ومُلهمة للعديد من الممثلات الشابات اللاتي اقتدين بها. بفضل اتزانها الفني وأدائها المتقن، أصبحت رمزًا للمرأة الخليجية القوية والمثابرة.