طلال باسم وأخوه فهد باسم

في السنوات الأخيرة، شهدت الدراما الخليجية صعود عدد من النجوم الشباب الذين أثبتوا حضورهم بقوة، ومن أبرز هؤلاء النجمين الكويتيين طلال باسم وأخوه الأكبر فهد باسم. نشأ الشقيقان في عائلة فنية عريقة، وكان والدهما المنتج والممثل الشهير باسم عبد الأمير هو البوابة الأولى التي عبروا من خلالها إلى عالم الفن. بالرغم من تشابه البدايات، فإن كلاً منهما رسم لنفسه مسارًا فنيًا مختلفًا، وتمكن من ترك بصمة خاصة به في ذاكرة الجمهور. من خلال هذا المقال المفصل، سنغوص في حياة ومسيرة كل من طلال وفهد باسم، لنكتشف كيف صنع كل منهما لنفسه اسمًا بارزًا وسط ساحة فنية مزدحمة بالنجوم.

طلال باسم: النجم الصاعد في سماء الدراما الخليجية

وُلد طلال باسم عبد الأمير في 23 سبتمبر عام 2000 بالكويت، وترعرع في أجواء مليئة بالفن والمسرح، حيث كان يرافق والده إلى مواقع التصوير منذ طفولته. دخل طلال مجال التمثيل في سن صغيرة، وبدأ يظهر على الشاشة منذ عام 2008، مما سمح له بأن ينضج فنيًا في وقت مبكر. يتميز طلال بكاريزما واضحة وأداء طبيعي، ساعده على التنقل بين أدوار الشاب الطيب، والعاشق، وأحيانًا الشخصيات المركبة ذات الأبعاد النفسية.

كان مسلسل “أمينة حاف” نقطة تحول في مسيرته، حيث أدى دورًا بارزًا أكسبه شهرة واسعة، خصوصًا في موسم رمضان 2021. ومن بعدها، تنوعت مشاركاته بين أعمال درامية واجتماعية مثل “نبض مؤقت”، و”عالقون” و”عزيز الروح”. كما ظهر في أعمال كوميدية ومسرحية أثبت فيها امتلاكه لحس فكاهي ملفت. طلال يهوى التحديات ولا يرضى بتكرار نفسه، ويحرص دائمًا على تطوير أدواته التمثيلية.

بعيدًا عن الشاشة، يتمتع طلال بحضور نشط على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يشارك متابعيه بلقطات من حياته اليومية وكواليس أعماله الفنية. وفي أكثر من مناسبة، صرّح بأنه يفضل التركيز على مسيرته في هذه المرحلة وعدم الانشغال بالشائعات أو القضايا الجانبية التي تلاحق النجوم عادة.

فهد باسم: الفنان المتألق وصاحب المسيرة الطويلة

فهد باسم وُلد في 5 يناير 1992، وهو الابن الأوسط لعائلة عبد الأمير. منذ سن مبكرة، أبدى شغفًا كبيرًا بالمسرح والتمثيل، وبدأ مشواره الفني الفعلي في عام 1998 من خلال مشاركته في عدد من المسرحيات الموجهة للأطفال. وبعد سنوات قليلة، انتقل إلى شاشة التلفزيون، حيث أطل في مسلسلات عديدة حظيت بنجاح كبير. فهد يتمتع بخبرة تراكمية كبيرة جعلته من أكثر الممثلين الشباب احترافًا في جيله.

شارك فهد في عشرات الأعمال، من أبرزها “حياتي المثالية”، “عندما لا ينفع الندم”، و”أمينة حاف”، حيث أثبت أن لديه قدرة على تقمص الشخصيات المختلفة والتأثير على المشاهدين بأسلوبه الهادئ والعميق. لم يقتصر حضوره على الشاشة الصغيرة، بل شارك أيضًا في أعمال مسرحية وسينمائية، وكان آخرها فيلم “غميضة”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه في السينما الخليجية.

أما عن حياته الشخصية، فقد تزوج فهد في عام 2016 من فتاة بحرينية وأنجب منها توأمًا من البنات، ريم وجمانة، اللتين يحرص على عدم إظهارهما في وسائل الإعلام حفاظًا على خصوصيتهما. ويصفه زملاؤه بأنه إنسان متواضع وملتزم، يهتم بالتفاصيل، ويعتبر نفسه فنانًا في تطور دائم.

البيئة الفنية وتأثيرها على مسيرتهما

لا يمكن الحديث عن الشقيقين طلال وفهد دون الإشارة إلى والدهم، باسم عبد الأمير، الذي لعب دورًا محوريًا في تنمية موهبتهما. كمنتج وممثل، كان الأب داعمًا وموجهًا منذ اللحظة الأولى، لكنه في الوقت ذاته ترك لهما مساحة كافية لاكتشاف أنفسهما بعيدًا عن الضغط. كثيرًا ما تحدث الأب في مقابلاته عن فخره بنجليه، مؤكدًا أن كل واحد منهما شق طريقه باجتهاده، وليس فقط بسبب اسمه العائلي.

هذا المحيط الفني أثر بشكل إيجابي على الشقيقين، فمنذ الصغر كانا على تماس مباشر مع كبار الممثلين والمخرجين، مما أسهم في صقل شخصيتيهما ومهاراتهما. ولعل ما يميز تجربتهما هو تباين أسلوبيهما؛ فبينما يميل فهد إلى الأدوار الواقعية والهادئة، يميل طلال إلى الشخصيات الشبابية السريعة الإيقاع، وهذا التنوع أعطى لكل منهما هوية مستقلة.

التعاون المشترك بين الشقيقين

رغم أن طلال وفهد لم يتشاركا كثيرًا في الأعمال الفنية، إلا أن هناك بعض التجارب التي جمعت بينهما، وكان لها وقع خاص على الجمهور. فاجتماعهما في عمل واحد يمنح المشاهد فرصة لرؤية الانسجام الفعلي بينهما، والذي يتجاوز حدود التمثيل إلى علاقة الدم والألفة. ومن المتوقع أن يتكرر هذا التعاون في المستقبل ضمن أعمال جديدة، حيث عبر كلاهما عن رغبته في تقديم مشروع يجمعهما بطريقة مبتكرة ومختلفة.

كما يسهم وجودهما معًا في بعض الفعاليات والمهرجانات في تعزيز حضورهما الإعلامي، إذ يحرصان على دعم بعضهما البعض، سواء أمام الكاميرات أو خلفها، مما يعكس صورة عائلية متماسكة ومليئة بالحب والتفاهم.

ختامًا

يختصر الشقيقان طلال وفهد باسم صورة حقيقية عن النجاح المبني على الموهبة والاجتهاد والاستمرارية. فرغم أنهما انطلقا من نفس البيت، فإن كلًا منهما شق طريقه بطريقته الخاصة، وبصمته التي لا تُشبه الأخرى. مع استمرار عطائهما، من المتوقع أن يتركا إرثًا فنيًا طويل الأمد في سجل الدراما الخليجية. وما بين الشاب المتألق طلال، وصاحب الخبرة العميقة فهد، تظل عائلة عبد الأمير أحد الركائز المهمة في المشهد الفني الكويتي والعربي.