نجاح سفكوني، اسمٌ لامع في سماء الفن السوري، يمتلك تاريخًا طويلًا من الإبداع والتميز في الدراما والمسرح. وُلد هذا الفنان القدير في مدينة حمص عام 1946، وبدأ مشواره الفني من خشبة المسرح المدرسي ليصبح لاحقًا أحد أبرز أعضاء المسرح القومي السوري. اشتهر بقدرته على تجسيد الشخصيات المعقدة بأداء متقن، حيث أضفى على كل دور لمسة خاصة جعلته محط إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء. بعيدًا عن الأضواء، يعيش سفكوني حياة هادئة مع عائلته، التي طالما شكلت جزءًا أساسيًا من استقراره الشخصي، بعيدًا عن صخب الشهرة ووسائل التواصل الاجتماعي.
أقسام المقال
نجاح سفكوني يفضل عائلته بعيدًا عن الأضواء
على الرغم من تألقه الفني، اختار نجاح سفكوني أن يبقي حياته العائلية بعيدة عن عدسات الكاميرات وأحاديث الإعلام. تزوج من سيدة لا تنتمي إلى الوسط الفني، وهي خطوة تعكس رغبته في الحفاظ على خصوصية أسرته. أثمر هذا الزواج عن ولدين، لم يسلكا طريق الشهرة مثل والدهما، بل فضلا حياة هادئة بعيدة عن الإعلام. هذا الاختيار يعكس شخصية سفكوني الهادئة خارج الشاشة، حيث يفضل الانعزال عن ضوضاء الشهرة لصالح استقرار عائلته.
لم يظهر أي من أفراد عائلته في مناسبات فنية أو لقاءات إعلامية، مما يجعل المعلومات عنهم شحيحة للغاية. يبدو أن هذا النهج مقصود من قبل الفنان السوري، الذي يرى في عائلته ملاذًا آمنًا بعيدًا عن متطلبات المهنة الفنية التي قد تؤثر أحيانًا على الحياة الشخصية. هذا التوازن بين الحياة العامة والخاصة يعكس حكمة سفكوني في إدارة نجوميته.
نجاح سفكوني بدأ مشواره من المسرح المدرسي
انطلقت رحلة نجاح سفكوني الفنية منذ سن مبكرة، حيث كان المسرح المدرسي أولى خطواته نحو عالم التمثيل. في مدينة حمص، أظهر موهبة لافتة جعلته ينتقل لاحقًا إلى مسرح الشبيبة، ثم إلى المسرح المحلي والجوال والتجريبي، ليستقر أخيرًا في المسرح القومي السوري. هذه المسيرة المتنوعة شكلت أساسًا متينًا لما حققه لاحقًا في التلفزيون والسينما، حيث أثبت أن المسرح كان حبه الأول ومصدر إلهامه.
نجاح سفكوني يتألق في وقائع العام المقبل
كانت نقطة تحول كبيرة في حياة سفكوني الفنية عندما اختاره المخرج سمير ذكرى لبطولة فيلم “وقائع العام المقبل” عام 1985. هذا العمل لم يكن مجرد بداية على الشاشة الكبيرة، بل تتويجًا لموهبته حيث حصد عنه عدة جوائز. الدور الذي قدمه أظهر قدرته على الانتقال من المسرح إلى السينما بسلاسة، مما عزز مكانته كأحد أبرز الممثلين السوريين في تلك الفترة.
نجاح سفكوني ينجو من حادث سير خطير
في عام 2016، عاش سفكوني لحظات عصيبة عندما تعرض لحادث سير مروع أثناء عودته من تصوير مسلسل “أحمد بن حنبل” بين سوريا ولبنان. كان برفقة مهندس الديكور موفق السيد، ونجا الاثنان بأعجوبة من الموت. هذه الحادثة تركت أثرًا كبيرًا في حياته، لكنها لم تثنه عن مواصلة مسيرته الفنية، بل عاد للعمل بنفس الحماس والاحترافية.
نجاح سفكوني يترك بصمة في باب الحارة
لا يمكن الحديث عن مسيرة سفكوني دون ذكر دوره الشهير كـ”أبو عزام” في مسلسل “باب الحارة”. هذا الدور جعله اسمًا مألوفًا في كل بيت عربي، حيث جسد شخصية الزعيم بحضور قوي وأداء مميز. ورغم الجدل الذي أثير حول تحول المسلسل إلى عمل تجاري، إلا أن سفكوني دافع عن مشاركته معتبرًا أن الفنان يجب أن يتكيف مع متطلبات السوق دون التخلي عن حرفه.
نجاح سفكوني ينتقد زملاءه في الوسط الفني
في لقاء نادر بعد غياب إعلامي دام عشر سنوات، أطلق سفكوني تصريحات جريئة عام 2022، انتقد فيها بعض زملائه في الوسط الفني. من بينهم سلوم حداد الذي رأى أن اختياره لمسلسل “جوقة عزيزة” لا يتناسب مع تاريخه الفني، وكذلك نسرين طافش التي قال عنها إنها “تجيد الرقص في الحياة أكثر من المسلسلات”. هذه التصريحات أثارت ضجة، لكنها عكست شخصيته الصريحة التي لا تهاب قول الحقيقة.
أهم أعمال نجاح سفكوني الفنية
إلى جانب “وقائع العام المقبل” و”باب الحارة”، قدم سفكوني مجموعة واسعة من الأعمال التي تركت أثرًا في الدراما السورية. شارك في مسلسلات مثل “عمر وجمال” بدور سهيل بن عمرو، و”الهيبة” بشخصية عمران، بالإضافة إلى “الولادة من الخاصرة” الجزء الثالث، “يوميات مدير عام”، “امرؤ القيس”، و”شهر زمان”. في السينما، برز في أفلام مثل “الوعد” عام 2002، “رحمة للعالمين” عام 2008، و”الليل الطويل” عام 2009. كما خاض تجربة الدبلجة في أعمال مثل “مورتال كومبات” و”الأميرة الجميلة”، وأثبت تنوع موهبته من خلال تقديم برامج إذاعية ناجحة.
بهذا التاريخ الفني الغني، يبقى نجاح سفكوني رمزًا للإبداع السوري، مع عائلة شكلت له سندًا بعيدًا عن الأضواء، مما سمح له بالتركيز على فنه وترك بصمة لا تُنسى في عالم التمثيل.