عبد الله بهمن، ذلك الفنان الكويتي الذي خطف الأضواء منذ بداياته، لا يزال محط اهتمام الإعلام والجمهور على حد سواء. ومن بين أكثر الأسئلة التي يطرحها المتابعون حوله: هل هو سني أم شيعي؟ تتفرع هذه التساؤلات من فضول معرفي واجتماعي، نظرًا لتعدد المذاهب الدينية في الكويت، وارتباط بعض الأسماء الفنية بمواقف معينة أو انتماءات مجتمعية تثير الجدل أو الجاذبية. لكن، ماذا نعرف فعلاً عن خلفيته الدينية؟ وكيف أثرت على مسيرته الفنية وعلاقته بالجمهور؟ هذا ما سنستعرضه بالتفصيل.
أقسام المقال
عبد الله بهمن يؤكد انتماءه المذهبي
في أكثر من لقاء إعلامي وتفاعل مباشر مع جمهوره على منصات التواصل، صرّح عبد الله بهمن بانتمائه للمذهب الشيعي بشكل واضح وصريح. لم يتردد في إعلان ذلك، بل أكد فخره بهويته المذهبية، معتبرًا أن الاختلاف بين المذاهب لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الأحكام المسبقة. وقد نال هذا التصريح تقدير واحترام فئة واسعة من المتابعين، بينما واجه بعض الانتقادات من أطراف أخرى، وهو أمر مألوف في المجتمعات المتعددة مذهبيًا.
مسيرة فنية حافلة بالإنجازات
بدأ عبد الله بهمن مسيرته الفنية عام 2007، بعد أن أنهى دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت. دخل المجال بقوة عبر أول أدواره في مسلسل “عرس الدم”، ثم شارك في عدد من الأعمال التي ثبتت اسمه على الساحة الخليجية. من أبرز المسلسلات التي لمع فيها: “زوارة خميس”، “كريمو”، “البيت المسكون”، و”أسرار القلوب”. امتاز بأسلوب تمثيلي تلقائي وطبيعي جعله قريبًا من المشاهد. كما كان حريصًا على تجسيد أدوار متنوعة، ما بين الكوميديا والدراما والتراجيديا.
حياة شخصية متوازنة بعيدًا عن الأضواء
رغم الأضواء التي ترافقه أينما حل، يفضل عبد الله بهمن أن تبقى تفاصيل حياته الشخصية ضمن دائرة الخصوصية. تزوج في البداية من الفنانة هنادي الكندري، غير أن هذا الزواج لم يدم طويلًا، وقد انتهى بالانفصال لأسباب وصفها الطرفان بأنها “خاصة”. لاحقًا، تزوج من امرأة خارج الوسط الفني تُدعى نور، ويحرص على الظهور معها ومع ابنتهما “مريم” في مناسبات محدودة تعكس دفء العلاقة الأسرية. ويظهر من خلال حساباته الرسمية اهتمامه الكبير بالأسرة، والتقدير العميق لدور الأبوة.
تفاعل الجمهور مع تصريحاته المذهبية
إعلان عبد الله بهمن عن مذهبه الديني لم يكن حدثًا عابرًا في الوسط الفني الخليجي، بل أثار موجة من النقاشات والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي. البعض اعتبرها خطوة شجاعة تعكس صدق الفنان وشفافيته، فيما رأى آخرون أن من الأفضل تحييد الدين عن الوسط الفني لتفادي الاستقطاب. لكن بهمن، بطريقته المتزنة، أكد أن الإيمان شأن شخصي، وأنه يحترم جميع المذاهب والطوائف. هذا الموقف جعله يحظى بتقدير فئات واسعة من جمهور متعدد الخلفيات في دول الخليج.
عبد الله بهمن بين الوسط الفني والمجتمعي
يحظى عبد الله بهمن بعلاقات طيبة داخل الوسط الفني، حيث يُعرف عنه الاحترام المتبادل والتعاون مع زملائه من مختلف التوجهات. لم تُسجل له مواقف عدائية أو نزاعات حادة، بل يظهر دائمًا بروح إيجابية في اللقاءات الإعلامية والفعاليات الفنية. وفي المناسبات الدينية والاجتماعية، يحرص على التفاعل مع الجمهور بكل محبة، سواء في عاشوراء أو المناسبات الوطنية، مما يعكس صورة فنان منفتح على محيطه وواعٍ بحساسيته.
خاتمة: فنان يعتز بهويته ويُبدع في مجاله
في ختام المقال، يظهر عبد الله بهمن كنموذج للفنان الواعي، الذي لا يخجل من إعلان قناعاته، دون أن يجعل منها أداة للاستعراض أو إثارة الجدل. هو فنان اختار أن يكون صادقًا مع نفسه وجمهوره، ونجح في الحفاظ على توازن دقيق بين شخصيته الخاصة وعمله الفني. ويُعد اليوم أحد الأسماء اللامعة في الدراما الخليجية، بفضل موهبته، وهدوئه، واحترامه لمعتقدات الجميع. وبغض النظر عن مذهبه، يبقى عبد الله بهمن رمزًا للفن النظيف والإنسانية العميقة.