عدد المسلمين في البحرين 

تُعد مملكة البحرين من الدول العربية التي تميزت عبر تاريخها بمزيج ثقافي وديني فريد، حيث تلتقي الأبعاد الدينية بالتركيبة الاجتماعية والسياسية في صورة معقدة لكنها متماسكة. ورغم صغر مساحتها الجغرافية، إلا أن البحرين تستقطب اهتمامًا كبيرًا في المنطقة لما تمثله من نموذج خاص للتعدد المذهبي والتمثيل الطائفي. ويُعتبر الإسلام الدين الأساسي في البلاد، حيث يُشكل المسلمون الغالبية العظمى من السكان، ما ينعكس على تفاصيل الحياة اليومية، والقوانين، ومؤسسات الدولة، والعلاقات المجتمعية داخل المملكة.

التركيبة السكانية والدينية في البحرين

تُظهر الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية أن عدد سكان مملكة البحرين بلغ في عام 2025 ما يقارب 1.64 مليون نسمة. وتتوزع هذه الكتلة السكانية بين المواطنين البحرينيين بنسبة تقارب 47%، والوافدين الأجانب بنسبة تصل إلى 53%. هذا التداخل بين السكان المحليين والأجانب أنتج تنوعًا ثقافيًا ودينيًا واضحًا، لكن يبقى الإسلام هو الدين الغالب، ويُعد العامل الموحد الأبرز في البلاد.

عدد المسلمين في البحرين

تشير التقديرات إلى أن نسبة المسلمين في البحرين تبلغ نحو 70.2% من إجمالي السكان، أي ما يعادل أكثر من 1.1 مليون نسمة، بحسب أحدث التحديثات السكانية في 2025. ومن الملاحظ أن نسبة المسلمين بين المواطنين البحرينيين تصل إلى 99.8%، بينما تتباين هذه النسبة بين غير البحرينيين نظرًا لتنوع جنسياتهم ودياناتهم. يُلاحظ أن نسبة غير المسلمين، بمن فيهم المسيحيون والهندوس والبهائيون، تتركز بشكل أكبر بين الجاليات الوافدة، لا سيما من الفلبين والهند وتايلاند وسريلانكا.

الطوائف الإسلامية في البحرين

ينقسم المسلمون في البحرين إلى طائفتين رئيسيتين: الشيعة والسنة. وتمثل الطائفة الشيعية الغالبية بين المواطنين المسلمين، وتشير بعض التقديرات إلى أنهم يشكلون نحو 60-65% من المواطنين. بينما يشكل السنة النسبة المتبقية، مع تأثير واسع في مؤسسات الحكم والأمن. تنقسم الطائفة الشيعية بدورها إلى مجموعات مختلفة مثل البحارنة والعجم، فيما ينتمي السنة إلى العرب والهولة، وهم من أصول عربية وفارسية سنية.

الهوية الدينية في مؤسسات الدولة

يلعب الدين دورًا مركزيًا في تشكيل هوية الدولة البحرينية، حيث ينص الدستور على أن الإسلام هو دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع. وتنعكس هذه الهوية في طبيعة المؤسسات التعليمية، والقضاء، والتشريعات المدنية، واحتفالات الدولة الدينية والوطنية. كما تحتفظ البحرين بتوازن دقيق بين مكوناتها المذهبية، على الرغم من التباينات في التمثيل السياسي بين الطوائف.

المؤسسات الدينية والتعليمية

تضم البحرين عددًا كبيرًا من المساجد والمراكز الإسلامية، التي تخدم الطائفتين السنية والشيعية على حد سواء. كما توجد مدارس دينية، ومعاهد شرعية تُعنى بتدريس الفقه الإسلامي والمذاهب المختلفة. ويلتحق الطلاب البحرينيون من مختلف الطوائف بهذه المؤسسات، مما يعكس تعددية التعليم الديني وتمازج الموروث الثقافي مع التقاليد المحلية.

دور المسلمين في الحياة العامة

يحتل المسلمون في البحرين مكانة محورية في الحياة السياسية والاجتماعية. فهم يشكلون القاعدة الأكبر للموظفين في القطاعين العام والخاص، كما أن غالبية أعضاء البرلمان والمجالس البلدية ينتمون إلى خلفيات دينية إسلامية. وتحتفي البحرين بالمناسبات الدينية الإسلامية مثل رمضان وعاشوراء وعيد الفطر والأضحى على نطاق واسع، حيث تتجلى ملامح التديّن الشعبي في مختلف مناطق المملكة.

التعايش الديني في البحرين

رغم التباينات المذهبية، تُعد البحرين واحدة من الدول الخليجية التي تتميز بوجود بيئة منفتحة نسبيًا على الحريات الدينية. فإلى جانب المسلمين، هناك أماكن عبادة مخصصة للمسيحيين والهندوس والبهائيين، مع احترام متبادل بين الطوائف. وقد أظهرت البحرين قدرة ملحوظة على احتواء التنوع الديني ضمن سياق اجتماعي مستقر نسبيًا.

خاتمة

تؤكد مملكة البحرين من خلال تركيبتها الديمغرافية والدينية أنها نموذج فريد في منطقة الخليج العربي، حيث يشكل المسلمون الغالبية المؤثرة، في حين يحتفظ المجتمع بتعدد طائفي وثقافي يعكس عمق التجربة التاريخية والاجتماعية للبلاد. ومع استمرار الجهود الرسمية في تعزيز الوحدة الوطنية والتسامح، تظل البحرين مثالًا مهمًا على كيفية إدارة التنوع الديني ضمن منظومة وطنية شاملة.