فوائد وأضرار الإسبريسو

قهوة الإسبريسو هي مشروب يرتبط بالذوق الراقي، وهي الخيار المفضل للكثير من عشاق القهوة بسبب تركيزها العالي ونكهتها الغنية. تُحضَّر الإسبريسو من خلال تمرير الماء الساخن تحت ضغط قوي عبر حبوب البن المطحونة ناعماً، مما ينتج عنه مشروب صغير في الحجم، لكنه كبير في تأثيره. هذا المشروب لا يُعد مجرد وسيلة للاستيقاظ أو إنعاش الذهن، بل يحمل في طياته العديد من الفوائد الصحية، كما أن له بعض الأضرار التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار. في هذا المقال، نستعرض بعمق فوائد وأضرار الإسبريسو، ونوضح تأثيره على الجسم والعقل، مع تسليط الضوء على تركيبته الغذائية.

فوائد الإسبريسو في تعزيز التركيز والانتباه

الإسبريسو يُعد وسيلة فعالة لتحفيز الانتباه وتحسين التركيز الذهني. فالكافيين الموجود فيه يعمل على تنشيط الدماغ عبر تثبيط مستقبلات الأدينوزين، وهي المادة المسؤولة عن الإحساس بالنعاس. يساعد ذلك على تحسين الأداء في المهام العقلية والوظائف التنفيذية، خاصة في فترات الضغط أو العمل المكثف. كما أن تأثير الإسبريسو يظهر بسرعة أكبر مقارنة بالقهوة العادية بفضل تركيزه العالي.

فوائد الإسبريسو في الوقاية من أمراض الكبد

تناول الإسبريسو بانتظام قد يكون له دور إيجابي في دعم صحة الكبد. تشير بعض الأبحاث إلى أن المركبات النشطة في القهوة، مثل البوليفينولات، تُساعد في تقليل الالتهابات التي قد تؤدي إلى أمراض الكبد المزمنة. كما يُعتقد أن الكافيين يُبطئ من تطور التليف الكبدي لدى بعض الأشخاص، ويُعزز من إنزيمات الكبد الواقية. هذه الفوائد تجعل من الإسبريسو خيارًا محتملاً للحفاظ على صحة الكبد عند تناوله باعتدال.

الإسبريسو ودوره في تحسين الأداء الرياضي

تناول الإسبريسو قبل ممارسة الرياضة يُمكن أن يمنح دفعة قوية للطاقة. الكافيين يُحفز الجهاز العصبي ويُزيد من معدلات الأدرينالين، مما يُعزز من التحمل البدني ويساعد على تقليل الشعور بالتعب أثناء التمارين المكثفة. كما أن شرب الإسبريسو يُساعد الجسم على استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات، وهو أمر مهم في رياضات التحمل. لذلك، يُفضل العديد من الرياضيين تناول الإسبريسو قبل التمارين لتحسين الأداء وزيادة التركيز.

تأثير الإسبريسو على المزاج والصحة النفسية

الإسبريسو يمكن أن يكون له دور مهم في تحسين المزاج والتقليل من أعراض الاكتئاب الخفيف. الكافيين يُعزز إنتاج النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يمنح شعوراً بالسعادة والنشاط. بعض الأشخاص يربطون فنجان الإسبريسو بروتينهم الصباحي، مما يُعزز من إحساسهم بالرضا النفسي. ومع ذلك، يجب الحذر من الإفراط، لأن تناول كميات مفرطة قد يؤدي إلى التوتر أو العصبية.

فوائد الإسبريسو في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني

أشارت بعض الدراسات إلى أن تناول الإسبريسو بانتظام قد يُساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني. هذا التأثير يُعزى إلى قدرة القهوة على تحسين حساسية الجسم للأنسولين، بالإضافة إلى تأثير مركباتها المضادة للأكسدة في تقليل الالتهابات المزمنة. عند الجمع بين الإسبريسو ونظام غذائي متوازن، يمكن أن يكون أداة فعالة للمساعدة في الوقاية من هذا المرض المنتشر.

الإسبريسو وتأثيره على صحة القلب

تناول الإسبريسو باعتدال قد يُفيد القلب بفضل مضادات الأكسدة الموجودة في حبوب القهوة، والتي تُقلل من الالتهابات وتحسن من صحة الأوعية الدموية. بعض الأبحاث أظهرت أن تناول كميات معتدلة من الكافيين يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب، خاصة بين غير المدخنين. لكن يجب الحذر لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم، لأن الإسبريسو قد يرفع الضغط مؤقتاً، خاصة عند تناوله بكميات كبيرة.

القيمة الغذائية للإسبريسو

فنجان واحد من الإسبريسو (حوالي 30 مل) يحتوي على ما يقارب 2.5 إلى 3 سعرات حرارية فقط، ويخلو من الدهون أو السكر، ما لم يُضاف إليه أي إضافات. كما يحتوي الإسبريسو على كميات بسيطة من البروتينات، والنياسين، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم. بالإضافة إلى احتوائه على مضادات أكسدة طبيعية مثل البوليفينولات، والتي تساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم. هذا التركيب يجعله خياراً مثالياً للأشخاص الذين يتبعون حميات غذائية منخفضة السعرات.

تأثير الإسبريسو على مستويات الكوليسترول في الدم

رغم أن القهوة بشكل عام تُعد مفيدة، إلا أن بعض أنواع الإسبريسو قد تُساهم في رفع مستويات الكوليسترول الكلي. السبب يعود إلى وجود مركبات مثل الكافستول والكهويل في الإسبريسو، والتي يمكن أن تؤثر على وظيفة الكبد في تنظيم الكوليسترول. هذا التأثير يكون أوضح عندما يُشرب الإسبريسو غير المُرشح، لذا من الأفضل الانتباه للكمية والطريقة المستخدمة في التحضير.

أضرار الإفراط في تناول الإسبريسو

رغم الفوائد الصحية، إلا أن الإفراط في شرب الإسبريسو يمكن أن يؤدي إلى نتائج عكسية. من أبرز الأعراض الجانبية: القلق، الأرق، تسارع ضربات القلب، واضطرابات الجهاز الهضمي. كما قد يتسبب تناول كميات كبيرة من الكافيين في الإدمان النفسي، مما يجعل الشخص غير قادر على الاستغناء عن القهوة بدون الشعور بالتعب أو الصداع. من الأعراض الأخرى الشائعة أيضاً الشعور بالتوتر أو التهيج العصبي، خاصة لدى الأشخاص الحساسين للكافيين.

الإسبريسو وتأثيره على الكلى والجهاز البولي

الإسبريسو يعمل كمدر طبيعي للبول، مما يؤدي إلى زيادة إخراج السوائل من الجسم. هذا قد يكون مفيداً في بعض الحالات، لكنه يُشكل خطراً إذا لم يتم تعويض السوائل بالشكل الكافي، ما قد يؤدي إلى الجفاف. كما أن الإفراط في الكافيين قد يُؤثر على وظائف الكلى، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. وفي بعض الحالات، قد يزيد من احتمالية تشكل حصوات الكلى نتيجة زيادة تركيز الكالسيوم والصوديوم في البول.

الكمية الموصى بها من الإسبريسو

للاستفادة من فوائد الإسبريسو وتجنب أضراره، يُفضل عدم تجاوز فنجانين إلى ثلاثة فناجين يومياً، أي ما يعادل 200-300 ملغ من الكافيين. الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم، أو القلق المزمن، أو اضطرابات في النوم، عليهم استشارة الطبيب قبل تناول كميات منتظمة من الإسبريسو. كما يُنصح بعدم تناول الإسبريسو قبل النوم بعدة ساعات لتجنب التأثير على جودة النوم.

هل الإسبريسو مفيد للتمثيل الغذائي وحرق الدهون؟

تشير بعض الدراسات إلى أن الكافيين الموجود في الإسبريسو يُمكن أن يُحفز عملية التمثيل الغذائي ويُساهم في زيادة معدل حرق السعرات الحرارية. هذا التأثير يُعد ميزة خاصة لمن يسعون إلى إنقاص الوزن، خصوصاً عند ممارسة التمارين الرياضية بعد تناول فنجان من الإسبريسو. ومع ذلك، لا يجب الاعتماد على الإسبريسو كوسيلة وحيدة لفقدان الوزن، بل ينبغي أن يكون جزءاً من نمط حياة متوازن.

متى يكون الإسبريسو خياراً غير مناسب؟

رغم جاذبية الإسبريسو، إلا أنه ليس مناسباً للجميع. النساء الحوامل والمرضعات يجب أن يتجنبن الكميات الكبيرة منه، نظراً لتأثير الكافيين على الجنين والرضيع. كذلك، لا يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة مثل القرحة أو الارتجاع المعدي، لأن القهوة قد تُزيد من إفراز الأحماض. كما يجب تجنبه في حالات اضطرابات القلق المزمن، حيث يمكن أن يُفاقم من الأعراض.