فوائد وأضرار البسبوسة

تعتبر البسبوسة من أكثر الحلويات الشرقية شهرة في العالم العربي، وتُحضر غالبًا في المناسبات والأعياد والعزائم. تتميز هذه الحلوى بطعمها الشهي وقوامها الطري الذي يذوب في الفم، مما يجعلها محببة لدى الكبار والصغار. ورغم بساطة مكوناتها، إلا أنها تحتوي على مزيج غني من المواد الغذائية والسعرات الحرارية التي تجعل تناولها سلاحًا ذا حدين، فهي تمد الجسم بالطاقة من ناحية، وقد تؤثر سلبًا على الصحة من ناحية أخرى إذا لم يتم استهلاكها باعتدال. في هذا المقال نغوص في تفاصيل فوائد وأضرار البسبوسة، مع التركيز على القيمة الغذائية ومتى تكون مفيدة أو ضارة، وسنقدم نصائح لتحضيرها بطريقة صحية.

فوائد البسبوسة للجسم بفضل السميد

السميد هو العنصر الأساسي في تحضير البسبوسة، ويُستخرج من القمح القاسي، ويُعد مصدرًا غنيًا بالعناصر الغذائية مثل البروتينات المعقدة، التي تساعد على بناء العضلات، والألياف التي تسهل عملية الهضم وتُحسن صحة الأمعاء. كما يحتوي على فيتامين B المركب، الذي يلعب دورًا هامًا في تعزيز وظائف الدماغ والأعصاب. ويُعتبر السميد من الحبوب منخفضة السكر مقارنة ببعض الدقيق الأبيض، ما يجعله خيارًا غذائيًا مقبولًا إذا استُخدم دون إضافة كميات كبيرة من السكر أو الدهون.

السعرات الحرارية في البسبوسة وتأثيرها على النظام الغذائي

من المعروف أن البسبوسة من الحلويات عالية السعرات الحرارية، إذ تحتوي كل 100 غرام على حوالي 265-300 سعرة حرارية حسب المكونات المستخدمة. الدهون المشبعة من السمن أو الزبدة، والسكر، والقطر (الشربات) المضاف بعد الخبز، كلها ترفع السعرات وتزيد العبء على من يتبع نظامًا غذائيًا لتقليل الوزن أو ضبط مستويات السكر في الدم. يجب على من يتبعون حمية غذائية احتساب القطعة بدقة ويفضل تقليل تناولها إلى المناسبات فقط.

فوائد البسبوسة للأطفال: متى تكون مفيدة ومتى يجب الحذر؟

يمكن تقديم البسبوسة للأطفال بكميات صغيرة، فهي تحتوي على السميد الذي يوفر طاقة ضرورية لنمو أجسامهم، خصوصًا عند مزجها بالزبادي أو الحليب. لكن الإكثار منها قد يؤدي إلى مشاكل في الوزن وتسوس الأسنان، إضافة إلى أنها غير مناسبة للأطفال المصابين بحساسية الجلوتين أو المصابين باضطرابات التمثيل الغذائي مثل السكري الوراثي. ينصح باستخدام محليات طبيعية مثل العسل عند تقديمها للأطفال، والتقليل من استخدام السمن والدهون المشبعة.

أضرار البسبوسة على الصحة: السكر والدهون المشبعة

تعتمد البسبوسة في نكهتها الغنية على كمية كبيرة من السكر والسمن أو الزبدة، وهي مكونات تُعد من أكثر مسببات المشاكل الصحية عند تناولها بإفراط. تشمل هذه الأضرار زيادة الوزن، ورفع نسبة الكوليسترول الضار LDL، وارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. كما أن السكر الأبيض الموجود في البسبوسة يؤدي إلى تقلبات في مستويات الجلوكوز في الدم، مما يجعلها خيارًا غير مناسب لمرضى السكري أو من يعانون من مقاومة الإنسولين.

البسبوسة للحامل: فوائد السميد ومخاطر السكر

المرأة الحامل تحتاج إلى طاقة ومغذيات لدعم نمو الجنين، ويمكن أن يوفر السميد في البسبوسة جزءًا من هذه الاحتياجات بفضل احتوائه على الحديد وفيتامينات B. لكن المحتوى العالي من السكر والدهون يجعل تناول البسبوسة أثناء الحمل أمرًا يحتاج إلى اعتدال وحذر. من الأفضل استبدال السكر بالعسل أو تقليل كميته، واستخدام زيت نباتي بدلًا من السمن لتقليل كمية الدهون المشبعة، حتى لا تتعرض الحامل لمشاكل مثل زيادة الوزن المفرطة أو سكري الحمل.

طرق صحية لتحضير البسبوسة: تقليل السعرات وزيادة الفوائد

لمن يرغب في الاستمتاع بالبسبوسة دون إضرار صحته، هناك بعض البدائل الصحية التي يمكن اتباعها مثل استخدام الزبادي قليل الدسم بدلًا من الزبدة، واستعمال دقيق الشوفان المطحون أو السميد الكامل بدلًا من السميد الأبيض، وتقليل كمية السكر إلى النصف أو استخدام محليات طبيعية. يمكن أيضًا تحضير الشربات باستخدام عسل النحل بدلاً من السكر الأبيض، وتقديمها مع فواكه مثل التمر أو التين المجفف لرفع قيمتها الغذائية.

هل البسبوسة مفيدة للرجيم؟

رغم احتوائها على بعض العناصر المفيدة، فإن البسبوسة لا تُعد خيارًا مثاليًا لمتبعي الرجيم. يعود ذلك إلى تركيبتها الغنية بالسعرات والسكر والدهون. إلا أنه يمكن تناولها ضمن نظام غذائي متوازن إذا ما تم تحضيرها بطريقة صحية وبكميات صغيرة جدًا. يمكن إدخالها ضمن وجبة مفتوحة (Cheat meal) مرة في الأسبوع دون أن تسبب ضررًا يُذكر.

أضرار البسبوسة لمرضى السكري

تُعد البسبوسة من الحلويات غير المناسبة لمرضى السكري، خاصة إذا تم تحضيرها بالطريقة التقليدية. السكر والقطر يزيدان من نسبة الجلوكوز في الدم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة السكرية أو مشاكل الكلى والعينين. هناك بدائل أكثر أمانًا يمكن تجربتها، مثل استخدام محليات خالية من السعرات أو بدائل مثل سكر ستيفيا، مع الابتعاد التام عن القطر الصناعي.

القيمة الغذائية للبسبوسة

تختلف القيمة الغذائية للبسبوسة حسب المكونات والطريقة المستخدمة في التحضير، لكن بشكل عام تحتوي على: سميد (مصدر للكربوهيدرات المعقدة والبروتينات)، زبادي (مصدر للكالسيوم والبروتين)، سكر (كربوهيدرات بسيطة)، سمن أو زبدة (دهون مشبعة)، ومكسرات مثل اللوز أو الفستق (دهون غير مشبعة وألياف). وعليه، فالبسبوسة تُعد وجبة غنية بالطاقة ولكنها تفتقر للتوازن الغذائي إذا لم تُعد بطريقة صحية.

البسبوسة والمكسرات: القيمة الغذائية والفوائد

إضافة المكسرات إلى البسبوسة تُعد خطوة مفيدة إذا ما تم التحكم في الكمية. اللوز، الجوز، أو الفستق تضيف دهونًا صحية غير مشبعة وأحماض أوميغا-3، مما يساعد على تقليل الكوليسترول الضار وتعزيز صحة القلب. كما تساهم في رفع محتوى البروتين والألياف في الحلوى. مع ذلك، يجب الانتباه لأن المكسرات ترفع السعرات الحرارية أيضًا.