فوائد وأضرار البلح المجفف

يُعد البلح المجفف من الأطعمة التقليدية الغنية بالفوائد الصحية، ويُعرف بقيمته الغذائية العالية التي جعلته جزءًا لا يتجزأ من المائدة اليومية لدى العديد من الشعوب، خاصة في العالم العربي. يتم تجفيف البلح ليُحفظ لفترات طويلة، دون أن يفقد معظم عناصره الغذائية. لكن على الرغم من فوائده المتعددة، فإن تناوله بشكل مفرط قد يؤدي إلى آثار سلبية. في هذا المقال، سنسلط الضوء على الفوائد الصحية وأهم الأضرار المرتبطة بالبلح المجفف، مع التطرق إلى تفاصيل تركيبته الغذائية.

القيمة الغذائية للبلح المجفف

البلح المجفف يحتوي على مجموعة متكاملة من العناصر الغذائية التي تجعله غذاءً متكاملاً في وجبة واحدة. فكل 100 جرام من البلح المجفف تحتوي على:

  • حوالي 277 سعرة حرارية
  • 66 غرامًا من السكريات الطبيعية (فركتوز، جلوكوز، سكروز)
  • 7 غرامات من الألياف الغذائية
  • 2 غرام من البروتين
  • بوتاسيوم بنسبة 20% من الاحتياج اليومي
  • مغنيسيوم، وكالسيوم، وحديد، ونحاس، وفيتامين B6، وفيتامين K

إضافةً إلى ذلك، فهو غني بمضادات الأكسدة مثل البوليفينولات والفلافونويدات، والتي تقي من العديد من الأمراض المزمنة.

فوائد البلح المجفف لتعزيز صحة الجهاز الهضمي

تساعد الألياف الموجودة في البلح المجفف على تحسين صحة الجهاز الهضمي، إذ تعمل على تسهيل حركة الأمعاء وتقليل حالات الإمساك المزمنة. كما تساهم هذه الألياف في تنظيم البيئة الميكروبية داخل الأمعاء من خلال تغذية البكتيريا النافعة. ولمن يعانون من القولون العصبي، فإن تناول البلح المجفف بكميات معتدلة قد يخفف من حدة الأعراض.

فوائد البلح المجفف في دعم صحة القلب والأوعية الدموية

يلعب البوتاسيوم دورًا جوهريًا في تنظيم ضغط الدم، ويُعد البلح المجفف من أغنى مصادر هذا العنصر، ما يجعله مفيدًا جدًا لصحة القلب. كما أن مضادات الأكسدة تقلل من مستويات الالتهاب في الشرايين، مما يحمي من تطور أمراض القلب التاجية. كذلك، يسهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم بفضل الألياف القابلة للذوبان.

فوائد البلح المجفف في تعزيز الطاقة والقدرة البدنية

يُعد البلح المجفف مصدرًا ممتازًا للطاقة الفورية، إذ يوفر السكريات الطبيعية سريع الامتصاص التي يحتاجها الجسم خاصة أثناء النشاط البدني أو في حالات الإرهاق. الرياضيون غالبًا ما يعتمدون عليه كوجبة خفيفة قبل التمارين أو بعدها. كما أن الكربوهيدرات المعقدة فيه توفر طاقة مستدامة دون تقلبات مفاجئة في سكر الدم.

أضرار الإفراط في تناول البلح المجفف على الوزن

من أبرز أضرار البلح المجفف زيادة الوزن في حال تناوله بكميات كبيرة، نظرًا لارتفاع نسبة السعرات الحرارية والسكريات فيه. الأشخاص الذين يتبعون حمية لإنقاص الوزن يجب أن يحددوا كمية البلح بدقة ضمن إجمالي السعرات اليومية، ويفضل دمجه مع مصادر بروتين أو دهون صحية لإبطاء امتصاص السكر.

تأثير البلح المجفف على مرضى السكري

يحتوي البلح المجفف على مؤشر جلايسيمي معتدل إلى مرتفع، ما يعني أنه يرفع سكر الدم بدرجات متفاوتة. لذلك، ينبغي على مرضى السكري تناوله بحذر شديد، مع متابعة مستوى السكر بعد الأكل. بعض الأبحاث تشير إلى أن تناول كميات معتدلة منه مع أطعمة غنية بالألياف أو البروتين قد يُخفف من التأثير السلبي على سكر الدم.

تأثير البلح المجفف على صحة الكلى

مرضى الكلى المزمنة يجب أن ينتبهوا لمحتوى البلح المجفف العالي من البوتاسيوم، إذ قد يتسبب في اضطرابات كهربية خطيرة في الجسم. كما يجب مراعاة نسبة الفوسفور والمغنيسيوم التي قد تتراكم في أجسامهم. لذا فإن إدراج البلح المجفف في نظام مرضى الكلى لا يتم إلا بإشراف طبي.

الحساسية ومشاكل الجهاز التنفسي المرتبطة بالبلح المجفف

تُستخدم أحيانًا مادة ثاني أكسيد الكبريت كمادة حافظة عند تجفيف البلح، وقد تُسبب هذه المادة تفاعلات تحسسية للبعض، خصوصًا من يعانون من الربو أو حساسية الكبريتات. من الأعراض التي قد تظهر: ضيق تنفس، حكة جلدية، أو عطاس متكرر. لذلك يُنصح باختيار منتجات البلح المجفف العضوية.

الكمية الموصى بها من البلح المجفف يوميًا

للاستفادة من مزايا البلح المجفف وتجنب أضراره، يُنصح بعدم تجاوز 3 إلى 5 حبات يوميًا للشخص السليم. هذه الكمية كافية لتوفير العناصر المفيدة دون التأثير على مستوى السكر أو التسبب بزيادة في الوزن. أما المرضى أو من يتبعون نظامًا خاصًا، فعليهم ضبط الكمية وفق استشارة أخصائي تغذية.

هل البلح المجفف مفيد للحوامل والأطفال؟

نعم، البلح المجفف يُعد خيارًا غذائيًا جيدًا للحوامل لاحتوائه على الحديد والمغنيسيوم، ما يقي من فقر الدم وتشنجات العضلات. كما يساعد في تحفيز الطلق في نهاية الحمل. أما بالنسبة للأطفال، فيفضل تقديمه بعد السنة الأولى بكميات معتدلة لتفادي مشاكل الهضم أو خطر الاختناق، مع التأكد من أنه خالٍ من المواد الحافظة.