فوائد وأضرار الجبنة البيضاء

تُعد الجبنة البيضاء من أبرز أنواع الأجبان المستخدمة يوميًا في مختلف الموائد العربية والعالمية. تمتاز بطعمها اللطيف وسهولة إضافتها للعديد من الأطباق، مما يجعلها عنصرًا غذائيًا شائعًا بين مختلف الأعمار. إلا أن هذه الشهرة تستدعي معرفة الفوائد الصحية المتعددة التي تقدمها الجبنة البيضاء، وكذلك الإلمام بالمخاطر الصحية التي قد تنتج عن الإفراط في تناولها. سنستعرض في هذا المقال فوائدها، أضرارها، قيمتها الغذائية، وتأثيرها على مختلف الجوانب الصحية.

فوائد الجبنة البيضاء لصحة العظام والأسنان

تلعب الجبنة البيضاء دورًا مهمًا في دعم صحة العظام والأسنان، بفضل محتواها الغني بالكالسيوم والفسفور. فهذان العنصران يعملان معًا لتعزيز كثافة العظام، والوقاية من هشاشتها خاصةً لدى النساء بعد انقطاع الطمث. كما أن البروتينات عالية الجودة الموجودة في الجبنة تساهم في إصلاح الأنسجة العضلية ونموها، وهو أمر أساسي للرياضيين وكبار السن.

القيمة الغذائية للجبنة البيضاء

تختلف القيمة الغذائية من نوع إلى آخر، إلا أن 100 جرام من الجبنة البيضاء عادةً ما تحتوي على:

• السعرات الحرارية: 250-400 سعرة حرارية
• البروتين: 14-25 جرامًا
• الدهون: 20-32 جرامًا، منها دهون مشبعة
• الكالسيوم: 500-800 ملغ
• الصوديوم: حتى 1500 ملغ في الأنواع المالحة

كما تحتوي على فيتامينات B12 وA وD، بالإضافة إلى المغنيسيوم والزنك، وهي عناصر تساهم في وظائف الأعصاب، وصحة الدم، وتقوية المناعة.

أضرار الجبنة البيضاء على الصحة القلبية

الإفراط في تناول الجبنة البيضاء، خاصة الأنواع الغنية بالملح والدهون المشبعة، قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول الضار، وهما عاملان رئيسيان في الإصابة بأمراض القلب. لذلك يُنصح بتناول الأنواع قليلة الدسم والملح، خصوصًا لمرضى القلب أو من لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الأوعية الدموية.

تأثير الجبنة البيضاء على الوزن

الجبنة البيضاء غنية بالسعرات والدهون، مما يجعلها من الأطعمة التي قد تساهم في زيادة الوزن إذا تم تناولها بدون حساب. لكن من جهة أخرى، فهي غنية بالبروتين، ما يعزز الإحساس بالشبع، وقد تساعد في التحكم في الشهية عند تناولها بكميات معتدلة ضمن نظام غذائي متوازن.

الجبنة البيضاء وعدم تحمل اللاكتوز

يعاني بعض الأشخاص من صعوبة في هضم اللاكتوز الموجود في منتجات الألبان، ما يسبب لهم اضطرابات هضمية مثل الغازات والانتفاخ. لحسن الحظ، فإن بعض أنواع الجبنة البيضاء تحتوي على كميات منخفضة من اللاكتوز، مثل الجبنة القريش أو الفيتا، وقد تكون أكثر تحملًا لهؤلاء الأفراد.

الجبنة البيضاء والحمل

توفر الجبنة البيضاء الكالسيوم والبروتين الضروريين لنمو الجنين وصحة الأم، ولكن يجب تجنب الأنواع المصنوعة من الحليب غير المبستر لأنها قد تحتوي على بكتيريا الليستيريا الضارة. النساء الحوامل يجب أن يتأكدن من مصدر الجبنة وقراءتهن للملصق الغذائي جيدًا.

الجبنة البيضاء وصحة الجلد والبشرة

احتواء الجبنة على الزنك وفيتامين A يجعلها مفيدة للبشرة، حيث يساعد فيتامين A في تجديد خلايا الجلد والحفاظ على مرونته، ويُعتبر الزنك ضروريًا للوقاية من الالتهابات الجلدية ومشاكل مثل حب الشباب. ومع ذلك، يُفضل تجنب الإفراط في تناولها لتفادي تأثير الدهون الزائدة على صحة البشرة.

الجبنة البيضاء والصداع النصفي

تشير بعض التقارير إلى أن الجبنة البيضاء قد تكون عاملًا محفزًا أو مساعدًا على التخفيف من نوبات الصداع النصفي بحسب نوع الجبنة وتفاعل الجسم. تحتوي بعض الأنواع على مركبات قد تؤثر في النواقل العصبية، ولهذا يُنصح من يعانون من الصداع النصفي بمتابعة تأثيرها على حالتهم الصحية بشكل فردي.

نصائح لتناول الجبنة البيضاء بشكل صحي

• اختر الأنواع القليلة الدسم والمنخفضة في الصوديوم.
• اقرأ الملصق الغذائي بدقة قبل الشراء.
• لا تفرط في تناولها يوميًا، خاصةً مع الأطعمة المالحة الأخرى.
• ادمجها مع الخضروات والخبز الكامل للحصول على وجبة متوازنة.

هل يمكن الاعتماد على الجبنة البيضاء كمصدر أساسي للبروتين؟

بالرغم من أن الجبنة البيضاء توفر كمية جيدة من البروتين الحيواني، إلا أنها لا تعتبر المصدر الأمثل الوحيد، خصوصًا إذا كانت مصحوبة بكميات عالية من الدهون والصوديوم. للحصول على بروتين صحي ومتوازن، يُفضل دمج مصادر أخرى مثل البيض، البقوليات، واللحوم الخالية من الدهون.

الفرق بين أنواع الجبنة البيضاء وأيها الأفضل صحيًا

تتنوع أنواع الجبنة البيضاء بين الفيتا، القريش، الحلوم، النابلسية، وغيرها. الجبنة القريش تُعتبر من الأفضل صحيًا لاحتوائها على نسب قليلة من الدهون والملح، بينما تحتوي الجبنة الحلوم على نسب أعلى من الدهون والصوديوم. الخيار الأفضل يعتمد على الهدف الغذائي للشخص وحالته الصحية.

هل الجبنة البيضاء مناسبة للأنظمة النباتية؟

في الأصل، الجبنة البيضاء ليست نباتية إذا تم تصنيعها باستخدام أنفحة حيوانية. إلا أن بعض الشركات تستخدم أنفحة نباتية أو ميكروبية لصناعة الجبنة البيضاء، وبالتالي تكون مناسبة للنباتيين. من الضروري قراءة المكونات بعناية أو اختيار الجبن المعتمد بشهادة نباتية.

في النهاية، الجبنة البيضاء غذاء غني ومفيد إذا تم تناوله باعتدال، ومع الانتباه لنوعها ومكوناتها. يمكن أن تكون جزءًا من نمط غذائي صحي، شرط ألا تطغى على باقي العناصر الغذائية المهمة في النظام اليومي.