تُعد الحمصية من أشهر أنواع الحلوى الشعبية التي تجمع بين الطعم اللذيذ والقيمة الغذائية، فهي مزيج بسيط من الحمص المحمص والعسل أو السكر، لكنها تحمل في طياتها فوائد صحية مهمة إذا ما تم تناولها باعتدال. انتشرت الحمصية في مختلف الثقافات، وتُقدم غالبًا في المناسبات أو كوجبة خفيفة غنية بالبروتين والطاقة، ومع ذلك فإن الإفراط في استهلاكها قد يحمل بعض الأضرار الصحية. في هذا المقال نستعرض القيمة الغذائية للحمصية، وفوائدها للأطفال والحوامل، ودورها في الرجيم، إلى جانب أضرارها المحتملة ونصائح مهمة لتناولها بشكل صحي.
أقسام المقال
القيمة الغذائية للحمصية
الحمصية تحتوي على مكونين رئيسيين: الحمص، والمادة المُحلية (سكر أو عسل). كل 100 جرام من الحمص تحتوي تقريبًا على 164 سعرًا حراريًا، و9 جرامات من البروتين، و8 جرامات من الألياف، كما تحتوي على فيتامينات مهمة مثل B9 وB6، بالإضافة إلى معادن مثل الحديد والمغنيسيوم والزنك. أما السكر أو العسل فيُضيف نسبة عالية من السعرات دون قيمة غذائية تُذكر، وهو ما يجعل الحمصية طاقة مركزة يجب الانتباه إلى كميتها. عند مزج هذه المكونات، نحصل على حلوى غنية بالبروتين والألياف والطاقة، ومناسبة للرياضيين أو من يحتاجون إلى دفعة سريعة من النشاط.
فوائد الحمصية للصحة العامة
الحمصية تحتوي على البروتين الذي يساعد في إصلاح الأنسجة وبناء العضلات، وهو ضروري لجسم الإنسان خاصة عند النمو أو التعافي من الإجهاد الجسدي. كما أن الألياف الموجودة في الحمص تُحسن من صحة الجهاز الهضمي وتساعد في الوقاية من الإمساك وتوازن مستويات السكر في الدم. الحمص أيضًا غني بالفولات والمغنيسيوم، ما يجعله مفيدًا لصحة القلب والدورة الدموية. السكريات الموجودة في الحمصية تُعطي طاقة سريعة، ما يجعلها خيارًا جيدًا قبل ممارسة الرياضة أو عند الحاجة إلى رفع مستويات النشاط مؤقتًا.
فوائد الحمصية للأطفال
تُعد الحمصية وجبة خفيفة مغذية للأطفال إذا ما قُدمت بكميات معتدلة. فهي تمدهم بالبروتين الضروري لبناء العضلات، والحديد الذي يدعم نمو الدماغ وتكوين خلايا الدم الحمراء. كما أن المذاق الحلو يشجع الأطفال على تناولها، وهو ما يجعلها بديلًا أفضل للحلويات المصنعة. لكن يجب الانتباه إلى محتواها من السكر، ولذلك يُفضل أن تُحضّر في المنزل باستخدام العسل الطبيعي بكميات معتدلة لتقليل الأثر السلبي على صحة الأسنان ومستوى النشاط الزائد.
فوائد الحمصية للحوامل
المرأة الحامل تحتاج إلى عناصر غذائية محددة لدعم نمو الجنين وصحة الأم، والحمصية يمكن أن توفر بعض هذه العناصر. الحمص يحتوي على حمض الفوليك، الضروري لمنع العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي للجنين، ويُعد أيضًا مصدرًا جيدًا للحديد الذي يقلل من خطر الإصابة بفقر الدم أثناء الحمل. كما أن الألياف تُقلل من اضطرابات الهضم الشائعة خلال الحمل، مثل الإمساك. لكن ينبغي استهلاك الحمصية بكميات معتدلة لتفادي السعرات الزائدة والمشاكل المرتبطة بارتفاع السكر.
فوائد الحمصية للرجيم
قد تبدو الحمصية غير مناسبة للرجيم بسبب محتواها من السكر، لكنها في الواقع قد تُفيد إذا تم استهلاكها ضمن خطة غذائية محسوبة. الحمص يساعد في تعزيز الشعور بالشبع بفضل احتوائه على البروتين والألياف، مما يقلل من تناول الطعام لاحقًا. تناول قطعة صغيرة من الحمصية قد يرضي الرغبة في الحلويات ويُجنب تناول كميات أكبر من أطعمة أقل فائدة. يفضل اختيار الحمصية المُحضرة بالعسل أو تحضيرها في المنزل لتقليل نسبة السكر المضاف.
أضرار الحمصية المحتملة
رغم فوائدها المتعددة، إلا أن للحمصية بعض الأضرار إذا ما تم تناولها بكميات كبيرة أو بشكل غير متوازن. أولاً، تحتوي على نسبة عالية من السكريات التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن، وتسوس الأسنان، وارتفاع مستويات السكر في الدم. ثانيًا، الحمص قد يسبب غازات أو انتفاخًا لبعض الأشخاص، خاصة من لديهم حساسية من البقوليات. كما أن تناولها بكثرة قد يُؤثر على الأشخاص المصابين بمقاومة الإنسولين أو السكري.
نصائح لتناول الحمصية بشكل صحي
للاستفادة من فوائد الحمصية وتفادي أضرارها، يُنصح باتباع النصائح التالية:
- تناولها بكميات معتدلة لا تتجاوز قطعة صغيرة يوميًا.
- تحضيرها في المنزل لتقليل كمية السكر واستخدام العسل الطبيعي.
- اختيار الحمص الكامل وغير المقشر لزيادة محتوى الألياف.
- تناولها بعد الوجبات وليس على معدة فارغة لتفادي ارتفاع السكر المفاجئ.
بهذه الطريقة، تصبح الحمصية وجبة خفيفة تجمع بين المذاق والفائدة.
هل الحمصية تزيد الوزن؟
الإجابة تعتمد على الكمية التي يتم تناولها. فقطعة صغيرة من الحمصية تحتوي على ما بين 120 إلى 180 سعرة حرارية حسب كمية السكر والعسل. إذا ما تم تناولها ضمن نظام غذائي متوازن ونشط، فإن تأثيرها على الوزن سيكون ضئيلًا. لكن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون بسبب السكريات السريعة. ولذلك فهي تُعد سلاحًا ذو حدين، يتطلب وعيًا غذائيًا عند تناولها.