يُعدّ الدجاج من أكثر أنواع اللحوم شعبية في العالم العربي والعالم بأسره، حيث يتميز بسهولة تحضيره، وتنوع وصفاته، وسعره المناسب مقارنة بباقي أنواع اللحوم. لا تقتصر أهمية الدجاج على كونه طعامًا لذيذًا فقط، بل يمتد تأثيره إلى الصحة العامة، إذ يُعدّ مصدرًا غنيًا بالبروتينات الحيوانية والعديد من المغذيات الأساسية للجسم. في هذا المقال، نُسلّط الضوء على أبرز الفوائد الصحية التي يقدمها الدجاج، كما نوضح الأضرار المحتملة المرتبطة بالاستهلاك المفرط أو التحضير غير الصحي له.
أقسام المقال
- فوائد الدجاج في بناء العضلات وتعزيز الصحة العامة
- فوائد تناول الدجاج في إنقاص الوزن والشعور بالشبع
- القيمة الغذائية التقريبية للدجاج بشكل عام
- فوائد أرجل الدجاج في تعزيز صحة البشرة والمفاصل
- فوائد كبد الدجاج في الوقاية من فقر الدم وتعزيز صحة الشعر
- فوائد مرق عظام الدجاج في دعم الجهاز الهضمي والمناعة
- أضرار الدجاج المجمد والمصنّع على الصحة
- أضرار الإفراط في تناول الدجاج المقلي والمصنّع
- نصائح لاختيار وتحضير الدجاج بطريقة صحية
- هل الدجاج آمن للجميع؟
فوائد الدجاج في بناء العضلات وتعزيز الصحة العامة
يمثّل الدجاج خيارًا مثاليًا للأشخاص الذين يمارسون الرياضة أو يسعون لتقوية البنية العضلية، إذ يحتوي على نسبة عالية من البروتين الحيواني الكامل الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. يُساهم البروتين في تجديد الأنسجة وتعزيز نمو العضلات، كما يساعد في تسريع عمليات الاستشفاء العضلي بعد التمارين المكثفة.
إضافة إلى ذلك، يحتوي الدجاج على مجموعة فيتامينات من عائلة B مثل النياسين (B3) والريبوفلافين (B2) وفيتامين B6، وهي ضرورية لتحسين عمليات الأيض وإنتاج الطاقة. كما يوجد فيه عنصر السيلينيوم الذي يعزز المناعة ويحمي من الالتهابات، والفسفور الذي يدعم صحة العظام والأسنان.
فوائد تناول الدجاج في إنقاص الوزن والشعور بالشبع
إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا لخسارة الوزن، فإن إدخال الدجاج ضمن وجباتك اليومية يُعدّ خيارًا ذكيًا، خصوصًا إذا اخترت صدور الدجاج المشوية أو المسلوقة. فالبروتينات العالية الموجودة في الدجاج تُشعر بالشبع لفترات أطول، مما يحدّ من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية بين الوجبات الرئيسية.
ومن الجدير بالذكر أن البروتين يحتاج إلى وقت أطول للهضم مقارنة بالكربوهيدرات، ما يعزز الشعور بالامتلاء. كما أن الدجاج يحتوي على كميات قليلة من الدهون (خصوصًا عند إزالة الجلد)، وهو ما يجعله مناسبًا للحمية الغذائية التي تهدف لتقليل السعرات الحرارية.
القيمة الغذائية التقريبية للدجاج بشكل عام
من المهم التنويه إلى أن القيمة الغذائية للدجاج تختلف حسب الجزء المُستخدم (مثل الصدر، الفخذ، الجلد، الكبد) وطريقة الطهو (مشوي، مقلي، مسلوق). لذلك، لا توجد قيمة ثابتة للدجاج بشكل عام. لكن يمكن تقديم متوسط تقريبي يشمل خليطًا من أجزاء الدجاج المطبوخة بدون جلد:
- السعرات الحرارية: حوالي 190–200 سعرة حرارية لكل 100 جرام
- البروتين: حوالي 27–28 جرام
- الدهون: حوالي 8–9 جرام
- الكربوهيدرات: 0 جرام
- الكوليسترول: 85–90 ملغ
- الصوديوم: 80–100 ملغ
هذه القيم تمثل متوسطًا عامًا وقد تختلف باختلاف نوع الدجاج (بلدي أو مزارع)، ونسبة الصدر إلى الفخذ، وطريقة الطهي.
فوائد أرجل الدجاج في تعزيز صحة البشرة والمفاصل
تُعد أرجل الدجاج من الأجزاء الغنية بالكولاجين الطبيعي، وهو بروتين يساعد في الحفاظ على مرونة الجلد ويُقلل من علامات التقدم في السن. كما يساهم الكولاجين الموجود في الأرجل في تقوية المفاصل والغضاريف، مما يجعل تناولها مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل المفاصل أو ضعف في الأربطة.
يمكن أن يكون مرق أرجل الدجاج خيارًا رائعًا لتعزيز مستويات الكولاجين بشكل طبيعي في الجسم، خاصة إذا تم طهيها ببطء لاستخلاص المغذيات بشكل أكبر.
فوائد كبد الدجاج في الوقاية من فقر الدم وتعزيز صحة الشعر
كبد الدجاج يُعتبر من المصادر الغنية بالحديد العضوي سهل الامتصاص، وهو ما يجعله مفيدًا في مكافحة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد. كما يحتوي الكبد على كميات وفيرة من فيتامين B12 وحمض الفوليك، وهما عنصران أساسيان في تكوين خلايا الدم الحمراء.
وبفضل احتوائه على الزنك والبيوتين، فإن كبد الدجاج يُساعد أيضًا في تقوية الشعر وتحسين صحته، ويُقلل من تساقطه، خاصةً عند تناوله بشكل معتدل ومنتظم.
فوائد مرق عظام الدجاج في دعم الجهاز الهضمي والمناعة
عند غلي عظام الدجاج لفترات طويلة، يُفرز منها الجيلاتين والمعادن مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور، مما يُنتج مرقًا غنيًا بالعناصر الغذائية المفيدة للهضم. الجيلاتين يُساعد على تعزيز بطانة الأمعاء وتقليل الالتهابات، مما يُحسن من أداء الجهاز الهضمي بشكل عام.
كما أن تناول مرق العظام بانتظام قد يُعزز من كفاءة الجهاز المناعي ويُخفف من أعراض البرد والإنفلونزا، لذا يُنصح باستخدامه كعلاج طبيعي في حالات المرض أو ضعف المناعة.
أضرار الدجاج المجمد والمصنّع على الصحة
بالرغم من فوائد الدجاج، إلا أن بعض أنواعه قد تُشكل خطرًا صحيًا، خاصةً إذا كانت مجمدة لفترات طويلة أو تم تصنيعها بإضافة مواد حافظة. كثير من شركات الإنتاج تضيف محاليل ملحية لتحسين النكهة والمظهر وزيادة الوزن، وهو ما يرفع من نسبة الصوديوم بشكل كبير في المنتج النهائي.
الاستهلاك العالي للصوديوم يرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والفشل الكلوي. كما أن بعض المواد الحافظة مثل النيتريت والنتريت المصنّعة قد تكون مرتبطة بسرطانات الجهاز الهضمي عند استهلاكها بكثرة ولفترات طويلة.
أضرار الإفراط في تناول الدجاج المقلي والمصنّع
الطريقة التي يُحضّر بها الدجاج تؤثر بشكل كبير على قيمته الغذائية. فالدجاج المقلي، خاصةً عندما يُطهى في زيوت مهدرجة أو يُعاد تسخينه أكثر من مرة، يحتوي على دهون متحوّلة وكميات عالية من السعرات الحرارية، ما يُضاعف من خطر السمنة وأمراض القلب.
كذلك، فإن منتجات الدجاج المصنّعة مثل الناجتس والبرجر تحتوي عادةً على إضافات صناعية، نشويات مكررة، ومواد حافظة ونكهات اصطناعية، وكلها تضعف القيمة الغذائية وتحوّل الوجبة من خيار صحي إلى وجبة ضارة مليئة بالمشكلات الصحية.
نصائح لاختيار وتحضير الدجاج بطريقة صحية
للتمتع بفوائد الدجاج وتجنّب مخاطره، من المهم اتباع خطوات تحضيرية وشرائية صحيحة:
- اختر الدجاج الطازج أو المجمد بدون إضافات أو نكهات صناعية.
- تأكد من طهيه لدرجة حرارة لا تقل عن 75 درجة مئوية للقضاء على البكتيريا مثل السالمونيلا.
- استخدم الشوي أو السلق بدلًا من القلي لتقليل الدهون.
- أزل الجلد قبل الطهي لتقليل الدهون المشبعة والكوليسترول.
- لا تُعد تجميد الدجاج بعد إذابته لتجنب تكاثر البكتيريا الضارة.
تحضير الدجاج بطريقة صحية لا يحافظ فقط على قيمته الغذائية، بل يقي الجسم من مشكلات صحية محتملة قد تظهر على المدى الطويل.
هل الدجاج آمن للجميع؟
رغم الفوائد المتعددة، يجب على بعض الفئات توخي الحذر. مرضى النقرس مثلًا يُنصحون بعدم الإكثار من الدجاج لاحتوائه على البيورينات، التي قد تُسبب نوبات النقرس. كما يُفضّل لمرضى الكبد أو الكلى استشارة الطبيب حول الكميات المناسبة، خاصةً في حال وجود اضطراب في التمثيل الغذائي للبروتين.
كذلك، الأطفال وكبار السن يحتاجون إلى تحضير الدجاج بشكل صحي أكثر مع ضمان النضج الكامل لتجنّب أي عدوى غذائية محتملة.