فوائد وأضرار الشاي بالحليب

يُعد الشاي بالحليب من المشروبات التي تحمل طابعًا ثقافيًا خاصًا في العديد من البلدان، ويمثل جزءًا من الطقوس اليومية لبعض الناس سواء في الصباح أو المساء. هذا المزيج بين الشاي الغني بالكافيين ومضادات الأكسدة، والحليب المحمّل بالكالسيوم والبروتينات، يمنح المشروب مذاقًا فريدًا وقيمة غذائية مميزة. وعلى الرغم من فوائده العديدة، إلا أن الشاي بالحليب ليس خاليًا من السلبيات، خاصة عند الإفراط في استهلاكه أو تحضيره بطريقة غير متوازنة. في هذا المقال، نغوص في التفاصيل الدقيقة لفوائد وأضرار الشاي بالحليب من منظور علمي وتغذوي.

القيمة الغذائية لكوب من الشاي بالحليب

كوب واحد من الشاي بالحليب يحتوي على مزيج متوازن من المغذيات، إذ يتضمن نسبة جيدة من السعرات الحرارية (من 60 إلى 100 حسب نوع الحليب والسكر)، و3 إلى 4 جرامات من البروتين، وكمية متفاوتة من الدهون (تصل إلى 4 جرامات)، إلى جانب الكالسيوم، فيتامين D، البوتاسيوم والمغنيسيوم. كما يحتوي على مضادات أكسدة مثل الكاتيشين، ولكن تأثيرها قد يتأثر بإضافة الحليب، وهو ما سنناقشه لاحقًا.

فوائد الشاي بالحليب لتحسين الهضم وتخفيف التوتر

يُعتبر تناول كوب من الشاي بالحليب بعد الوجبات عادة لدى البعض لما له من تأثير مهدئ للمعدة. الشاي بحد ذاته يعزز من إفراز الإنزيمات الهاضمة، بينما يُضيف الحليب تأثيرًا مهدئًا ومبطنًا للجهاز الهضمي. كما أن حرارة المشروب تساهم في إرخاء الأعصاب، وتقليل الانقباضات المعدية، مما يعزز الشعور بالراحة النفسية والجسدية. ومن الجدير بالذكر أن بعض الأعشاب يمكن إضافتها لزيادة هذه الفوائد مثل الهيل أو القرفة.

فوائد الشاي بالحليب لتعزيز صحة العظام والأسنان

الحليب عنصر أساسي في بناء العظام والأسنان بسبب احتوائه على الكالسيوم والبروتين، وإضافة الحليب إلى الشاي تساعد في الحصول على جرعة يومية إضافية من هذه العناصر. الكالسيوم يعزز من كثافة العظام، بينما يُساهم الفوسفور في تحسين امتصاصه، كما يساعد البروتين على بناء الأنسجة. ومع الانتظام في تناول كميات معتدلة من الشاي بالحليب، قد يكون لذلك دور في الوقاية من هشاشة العظام لدى كبار السن.

فوائد الشاي بالحليب كمصدر للطاقة والتركيز

الكافيين الموجود في الشاي يمنح الجسم دفعة من النشاط الذهني والجسدي، ويعزز من الانتباه والتركيز. وبإضافة الحليب، يصبح المشروب أقل حدة على الجهاز العصبي مقارنة بالشاي الأسود الخالص، ويُمد الجسم بطاقة تدريجية بفضل احتواء الحليب على الكربوهيدرات المعقدة. لذلك يُعد الشاي بالحليب خيارًا مثاليًا في بداية اليوم أو خلال فترات العمل أو الدراسة.

أضرار الشاي بالحليب وتأثيره على امتصاص مضادات الأكسدة

رغم احتواء الشاي على مركبات مضادة للأكسدة مثل الفلافونويدات التي تحارب الجذور الحرة وتحسن من صحة القلب والمناعة، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن بروتينات الحليب قد تتفاعل مع هذه المركبات وتُضعف من فعاليتها الحيوية. وهذا يعني أن إضافة الحليب قد تُقلل من الفائدة الوقائية للشاي من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب أو السرطان. لذا يُنصح بعدم الإفراط في تحضير الشاي بكميات كبيرة من الحليب.

أضرار الشاي بالحليب على الجهاز الهضمي

قد يؤدي استهلاك كميات كبيرة من الشاي بالحليب إلى اضطرابات في الهضم، لا سيما عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللاكتوز أو مشاكل في امتصاص الكافيين. الكافيين يحفز إفراز الحمض المعدي، مما قد يسبب الحموضة والانتفاخ، بينما يحتوي الحليب على عناصر قد يصعب هضمها لدى البعض. كما أن الإفراط في تناول المشروب بعد الوجبات مباشرة قد يُعيق امتصاص الحديد.

تأثير الشاي بالحليب على النوم والقلق

تناول الشاي بالحليب في أوقات متأخرة من اليوم قد يؤثر على جودة النوم، خاصة إذا تم تحضيره بشاي غني بالكافيين مثل الشاي الأسود أو الأخضر. الكافيين يبقى في الجسم لعدة ساعات، مما يُعيق عملية الاسترخاء والدخول في النوم العميق. ومن جانب آخر، قد يزيد الكافيين من معدل ضربات القلب لدى بعض الأفراد ويزيد من الشعور بالقلق، لذا يُفضل تناوله في ساعات النهار.

الشاي بالحليب وزيادة الوزن

عند تناول الشاي بالحليب مع كميات كبيرة من السكر أو مع الحليب كامل الدسم، قد يُصبح المشروب مصدرًا خفيًا للسعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة غير مقصودة في الوزن. تناول 2-3 أكواب يوميًا مع ملعقتين من السكر لكل كوب يُضيف ما يصل إلى 300 سعرة حرارية إضافية، وهو ما قد يُعيق جهود إنقاص الوزن. لهذا يُنصح باستخدام حليب منخفض الدسم وتقليل السكر أو استبداله بمحليات طبيعية.

نصائح لتحضير الشاي بالحليب بطريقة صحية

• اختر الحليب خالي أو قليل الدسم لتقليل محتوى الدهون.
• قلل كمية السكر تدريجيًا أو استبدله بالعسل أو الستيفيا.
• حضّر الشاي في الماء أولًا ثم أضف الحليب الساخن لاحقًا للحفاظ على مضادات الأكسدة.
• لا تتناول الشاي بعد الوجبات مباشرة لتفادي تقليل امتصاص الحديد.
• أضف التوابل مثل الزنجبيل أو القرفة لتعزيز الفائدة والنكهة.

الخلاصة

الشاي بالحليب مشروب يجمع بين النكهة المميزة والفوائد الغذائية العديدة، لكن تناوله يجب أن يكون باعتدال ووعي. فبينما يمكن أن يدعم الصحة العامة ويساهم في تحسين المزاج والطاقة، إلا أن الإفراط في تناوله أو تحضيره بطريقة غير صحية قد يأتي بنتائج عكسية. التوازن هو الحل الأمثل، مع الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة مثل نوع الحليب، كمية السكر، ووقت تناوله. بهذه الطريقة، يمكن الاستمتاع بالشاي بالحليب كجزء من روتين غذائي صحي ومتنوع.