فوائد وأضرار الكركديه

الكركديه، ذلك المشروب الأحمر الزاهي، يُعد من أكثر المشروبات الطبيعية شيوعًا في العالم العربي والإفريقي، وله شهرة عالمية متزايدة بفضل مذاقه الفريد وفوائده الصحية العديدة. يتم تحضيره من زهور نبات الكركديه المجففة، ويمكن تناوله ساخنًا أو باردًا، وغالبًا ما يُستخدم كعلاج طبيعي للعديد من المشكلات الصحية. لكن كما لكل شيء منافع، فإن للكركديه بعض الأضرار التي يجب الانتباه لها، خاصةً عند الإفراط في استخدامه أو تناوله بطرق غير مناسبة. في هذا المقال، نستعرض القيمة الغذائية للكركديه، فوائده بالتفصيل، بالإضافة إلى أضراره وطرق الاستخدام الآمن.

القيمة الغذائية للكركديه: ما يحتويه هذا المشروب الطبيعي

الكركديه غني بالعناصر الغذائية والمواد الفعالة التي تُكسبه مكانة بارزة بين الأعشاب الطبية. يتميز بوجود كميات عالية من مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات والأنثوسيانين، وهي مركبات تلعب دورًا كبيرًا في مقاومة الجذور الحرة.

إليك لمحة عن القيمة الغذائية لكل 100 جرام من الكركديه المجفف:

  • البروتين: 0.96 جرام
  • الدهون: 0.64 جرام
  • الكربوهيدرات: 11.3 جرام
  • الألياف: 2.3 جرام
  • الكالسيوم: 215 ملليجرام
  • الحديد: 1.48 ملليجرام
  • المغنيسيوم: 51 ملليجرام
  • البوتاسيوم: 208 ملليجرام
  • فيتامين C: 12 ملليجرام
  • فيتامين A: 287 وحدة دولية

بالإضافة إلى ذلك، لا يحتوي الكركديه على كافيين، ما يجعله خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يبحثون عن مشروب طبيعي دون تأثيرات منبهة.

فوائد الكركديه في خفض ضغط الدم المرتفع

يُعد الكركديه من أبرز العلاجات الطبيعية التي أثبتت الدراسات فعاليتها في خفض ضغط الدم، خاصةً في حالات الارتفاع الطفيف إلى المتوسط. تساعد مركبات الأنثوسيانين على توسيع الأوعية الدموية، مما يحسّن تدفق الدم ويقلل من الضغط على جدران الشرايين.

تناول كوبين إلى ثلاثة أكواب من مشروب الكركديه يوميًا قد يُظهر تأثيرًا ملحوظًا في خفض الضغط بعد عدة أسابيع، ولكن يجب مراقبة الضغط بشكل دوري لتفادي الهبوط الحاد.

تأثير الكركديه على مستويات الكوليسترول في الدم

يُظهر الكركديه قدرة طبيعية على تحسين صحة القلب من خلال تقليل مستويات الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد في الجسم. تشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة تلعب دورًا في تنظيف الشرايين من التراكمات الدهنية، ما يُقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والسكتات.

كما يُفضل دمج شرب الكركديه مع نظام غذائي منخفض الدهون المشبعة للحصول على أفضل نتائج ممكنة.

دور الكركديه في تعزيز صحة الكبد

الكبد هو العضو الرئيسي في إزالة السموم من الجسم، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن الكركديه يمتلك تأثيرًا وقائيًا للكبد، إذ يساعد في تقليل تراكم الدهون وتحسين الإنزيمات الكبدية.

تشير الدراسات الأولية إلى أن مستخلص الكركديه قد يقلل من خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، لكن ما زالت هناك حاجة لمزيد من الأبحاث البشرية لتأكيد هذه الفوائد.

فوائد الكركديه في دعم فقدان الوزن

الكركديه لا يحتوي على سعرات حرارية تقريبًا إذا لم يُضاف إليه سكر، ويُساعد في تحسين التمثيل الغذائي. يحتوي على مواد طبيعية تعمل على تثبيط إنزيمات معينة مسؤولة عن امتصاص الكربوهيدرات والدهون، ما يُقلل من كمية السعرات الممتصة.

كما أن خصائصه المدرّة للبول تُساعد في تقليل احتباس السوائل بالجسم، مما يُشعر الشخص بالخفة ويُقلل من الوزن المؤقت.

أضرار الكركديه: ما يجب معرفته قبل تناوله

رغم فوائده، فإن الكركديه قد يتسبب في آثار جانبية لبعض الفئات:

  • انخفاض ضغط الدم الحاد: يجب على من يعاني من انخفاض طبيعي في ضغط الدم توخي الحذر، لأن الكركديه قد يُسبب هبوطًا حادًا.
  • التأثير الهرموني: يحتوي على مركبات نباتية قد تتداخل مع الهرمونات الأنثوية، مما يجعله غير مناسب للنساء الحوامل أو من يعانين من اضطرابات هرمونية.
  • مشكلات في الخصوبة: رُصدت بعض التأثيرات السلبية على الخصوبة في دراسات حيوانية، ولذلك يُنصح بتجنب الكركديه أثناء محاولات الحمل.
  • التداخل الدوائي: يجب على من يتناول أدوية الضغط أو أدوية السكري استشارة الطبيب قبل دمج الكركديه في نظامه الغذائي.

كذلك، يُنصح بعدم تناول كميات كبيرة دفعة واحدة، وعدم غلي الزهور لفترة طويلة حتى لا تتغير خصائصها النشطة.

الاعتدال في تناول الكركديه: نصائح للاستخدام الآمن

لتحقيق أقصى فائدة من الكركديه وتفادي الأضرار المحتملة، يجب الالتزام بالاعتدال في الاستهلاك. يمكن تناوله بواقع كوبين إلى ثلاثة يوميًا بحد أقصى، ويفضل عدم تحليته بالسكر الأبيض بل باستخدام العسل أو عدم تحليته إطلاقًا.

كما يُفضّل استشارة الطبيب في حال وجود أمراض مزمنة أو تناول أدوية منتظمة. ويُنصح بعدم إعطاءه للأطفال دون سن 5 سنوات أو للحوامل إلا بإشراف طبي.

وأخيرًا، يجب الانتباه لطريقة التحضير: يُفضل نقع الكركديه في ماء بارد للحفاظ على مضادات الأكسدة، وتجنّب غليه لفترة طويلة لتفادي تكسير مركباته الفعالة.