فوائد وأضرار اللبن الساخن

يُعدّ اللبن الساخن من المشروبات التقليدية التي تحظى بشعبية كبيرة في مختلف الثقافات، ويعتبر عنصرًا أساسيًا في العديد من الأنظمة الغذائية الصحية. يتناوله البعض قبل النوم لخصائصه المهدئة، بينما يعتمده آخرون كمصدر غني بالعناصر الغذائية التي تعزز الصحة العامة. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل الفوائد الصحية المذهلة للبن الساخن، إلى جانب الأضرار المحتملة التي قد تنتج عن الإفراط في استهلاكه أو تحضيره بطريقة خاطئة.

القيمة الغذائية للبن الساخن

يُعدّ اللبن الساخن مصدرًا متكاملًا للعديد من العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم يوميًا. يحتوي كل كوب (240 مل) من اللبن كامل الدسم على حوالي 149 سعرة حرارية، بالإضافة إلى 8 غرامات من الدهون، و12 غرامًا من الكربوهيدرات، و8 غرامات من البروتين. كما يحتوي على الكالسيوم بنسبة عالية (حوالي 300 ملغ)، وهو عنصر ضروري للحفاظ على قوة العظام والأسنان. ويمد الجسم بالبوتاسيوم، الفوسفور، الزنك، وفيتامينات مهمة مثل A وD وB12 وB2. كما يحتوي على نسبة من الأحماض الأمينية الأساسية، واللاكتوز الذي يُعتبر مصدرًا للطاقة.

فوائد شرب اللبن الساخن قبل النوم

من أكثر الاستخدامات الشائعة للبن الساخن هو تناوله قبل النوم، لما له من قدرة على تهدئة الأعصاب وتحفيز الجسم على الاسترخاء. يحتوي اللبن على الحمض الأميني “تربتوفان”، الذي يُحوّل داخل الجسم إلى السيروتونين ثم إلى الميلاتونين، وهما هرمونان يساعدان في تنظيم النوم وتحسين جودته. كما أن الدفء الناتج عن المشروب نفسه يعزز الشعور بالراحة والنعاس. يُنصح بتناوله دافئًا مع القليل من العسل الطبيعي لتعزيز فوائده وتحقيق نوم أعمق.

فوائد اللبن الساخن لصحة العظام والأسنان

يُعتبر اللبن من أغنى المصادر الطبيعية بالكالسيوم، وهو عنصر ضروري للحفاظ على الكثافة العظمية وتجنّب هشاشة العظام. كما يحتوي على فيتامين D الذي يُعزز امتصاص الكالسيوم، مما يجعله مثاليًا للنمو عند الأطفال، ولتعويض النقص لدى كبار السن. كذلك، يُساعد الفوسفور الموجود فيه على تقوية مينا الأسنان، ويُقلل من خطر الإصابة بالتسوس، خاصة إذا تم تناوله دون إضافة سكر.

أضرار شرب اللبن الساخن بدرجة حرارة مرتفعة

قد يتحول اللبن الساخن إلى مشروب ضار إذا تم تسخينه بدرجات حرارة عالية جدًا. فتناول اللبن شديد السخونة يمكن أن يُلحق الضرر بالأنسجة الرقيقة للفم والمريء، مما يُسبب التهابات أو شعورًا بالحرق. كما أن التسخين الزائد قد يؤدي إلى تدمير بعض الفيتامينات الحساسة مثل B1 وB2، ويُغير في طعمه وقوامه، مما يجعله أقل فائدة وربما غير مستساغ للبعض. يُنصح بتسخين اللبن حتى درجة دافئة معتدلة دون غلي مفرط.

أضرار اللبن الساخن للأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل اللاكتوز

يعاني الكثير من الأشخاص من عدم تحمل اللاكتوز، وهو السكر الطبيعي الموجود في اللبن. ويؤدي تناوله إلى ظهور أعراض مثل الغازات، الانتفاخ، الإسهال، أو تقلصات المعدة. اللبن الساخن لا يقلل من محتوى اللاكتوز، بل قد يزيد من تركيزه بسبب تقليل الماء. لهذا السبب، يُفضل لهؤلاء استخدام اللبن الخالي من اللاكتوز، أو تناول إنزيمات مساعدة لهضم اللاكتوز إن أرادوا الاستفادة من اللبن الساخن.

اللبن الساخن وتأثيره على الوزن

تختلف تأثيرات اللبن الساخن على الوزن بحسب نوعه وطريقة استهلاكه. فبينما يُساعد اللبن قليل أو منزوع الدسم على الإحساس بالشبع دون إضافة سعرات حرارية مرتفعة، قد يؤدي الإفراط في شرب اللبن كامل الدسم إلى زيادة الوزن بسبب احتوائه على الدهون المشبعة. ومع ذلك، فإن البروتين الموجود في اللبن يُسهم في الحفاظ على الكتلة العضلية، ويُقلل من الرغبة في تناول الطعام بين الوجبات.

اللبن الساخن وصحة القلب

يُمكن أن يكون للبن الساخن تأثير إيجابي على صحة القلب إذا تم استهلاكه ضمن نظام غذائي متوازن. إذ يحتوي على البوتاسيوم، الذي يُساعد على خفض ضغط الدم المرتفع، ويُساهم في تنظيم نبضات القلب. كما أن المغنيسيوم والكالسيوم يُعززان من وظائف عضلة القلب. ومع ذلك، فإن الدهون المشبعة في اللبن كامل الدسم قد ترفع من مستوى الكوليسترول الضار، لذلك يُفضل اختيار الأنواع القليلة أو الخالية من الدسم للحفاظ على صحة القلب.

اللبن الساخن والجهاز الهضمي

يُعتبر اللبن الساخن مشروبًا مهدئًا للمعدة، خاصة في حالات الحموضة أو التهيج. يساعد في تغليف بطانة المعدة وتخفيف الالتهاب، كما يُنصح به في فترات الصيام الطويل أو بعد تناول الأطعمة الحارة. بالإضافة إلى ذلك، فإن البروتينات والكالسيوم تساهم في تعزيز التوازن الحمضي القاعدي داخل المعدة. إلا أن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى الإسهال أو الانتفاخ، خصوصًا لدى الأشخاص ذوي الجهاز الهضمي الحساس.

اللبن الساخن والمناعة

يحتوي اللبن على مجموعة من العناصر الغذائية التي تلعب دورًا في دعم الجهاز المناعي، مثل الزنك والسيلينيوم وفيتامين D. هذه العناصر تُساعد الجسم على مقاومة الأمراض، وتعزيز نشاط خلايا الدم البيضاء. كما أن البروتين الموجود في اللبن يُساهم في بناء الأجسام المضادة. شرب اللبن الساخن بانتظام، خاصة خلال فصل الشتاء، قد يُقلل من فرص الإصابة بنزلات البرد والعدوى الفيروسية.

اللبن الساخن والصحة النفسية

أثبتت دراسات متعددة العلاقة بين الغذاء والصحة النفسية، ويُعتبر اللبن الساخن من المشروبات التي تُساعد على تحسين الحالة المزاجية. فوجود التربتوفان والكالسيوم يُعزز إفراز السيروتونين، المسؤول عن الإحساس بالسعادة والراحة النفسية. كما أن تناول كوب من اللبن الدافئ يُعتبر روتينًا مريحًا يُساعد على التخلص من توتر اليوم، ويُقلل من أعراض القلق والأرق.

هل يُفضل شرب اللبن الساخن على الريق؟

شرب اللبن الساخن صباحًا على معدة فارغة له فوائد متعددة، منها تعزيز الشعور بالشبع طوال اليوم، وتنظيم حركة الأمعاء. كما يُساعد على ترطيب الجسم وتوفير طاقة مستمرة بفضل محتواه من البروتين والكربوهيدرات. لكن يجب الحذر من تناوله في حالة وجود مشاكل في الهضم أو عدم تحمل اللاكتوز، حيث قد يُسبب اضطرابًا عند البعض. إضافة القليل من العسل أو التمر قد يُعزز من فوائده كمشروب صباحي متكامل.