يُعد اللبن بالعرقسوس من المشروبات التقليدية التي تجسد مزيجًا فريدًا من الفوائد الصحية والنكهة المميزة، حيث يجمع بين العناصر الغذائية الغنية للحليب والخصائص العلاجية العشبية للعرقسوس. ينتشر استخدام هذا المشروب في العديد من الثقافات، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ويكتسب شعبية متزايدة خلال شهر رمضان بفضل قدرته على الترطيب ودعم الجهاز الهضمي. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل القيمة الغذائية لهذا المشروب، فوائده المتعددة، بالإضافة إلى الأضرار التي قد تنجم عن الإفراط في تناوله، مما يساعدك على اتخاذ قرار صحي متوازن بشأن استهلاكه.
أقسام المقال
القيمة الغذائية لمشروب اللبن بالعرقسوس
يتكون هذا المشروب من عنصرين أساسيين غنيين بالفوائد، اللبن والعرقسوس. يحتوي اللبن على بروتينات كاملة تُساهم في بناء العضلات، بالإضافة إلى نسبة عالية من الكالسيوم التي تعزز صحة العظام والأسنان. كما يحتوي على فيتامينات مثل B12 وD وA، إلى جانب الفوسفور والمغنيسيوم. أما العرقسوس، فهو غني بمركبات مثل الجليسيريزين، ومضادات الأكسدة القوية، وبعض الزيوت الطيّارة والمعادن مثل البوتاسيوم والصوديوم. هذا المزيج يعطي الجسم دفعة غذائية قوية تدعم أجهزة الجسم المختلفة وتمنح إحساسًا بالطاقة والحيوية.
فوائد اللبن بالعرقسوس للجهاز الهضمي
أحد أبرز استخدامات هذا المشروب تقليديًا هو تهدئة الجهاز الهضمي، إذ يُعتبر اللبن عنصرًا مفيدًا في تعزيز التوازن البكتيري داخل الأمعاء وتحسين حركة الأمعاء، مما يُسهم في الوقاية من الإمساك والانتفاخ. بينما يمتلك العرقسوس خواصًا مضادة للالتهابات تساعد في تخفيف أعراض قرحة المعدة والتهاب المريء، كما يعمل على تحفيز إنتاج المخاط الواقي داخل المعدة، وهو ما يحمي بطانة الجهاز الهضمي من التأثر بالأحماض.
تأثير اللبن بالعرقسوس على ضغط الدم
يُعد هذا الجانب من أبرز ما يجب التنبه إليه عند استهلاك اللبن بالعرقسوس. فبينما اللبن لا يؤثر عادة على ضغط الدم بشكل مباشر، إلا أن العرقسوس يحتوي على مركب الجليسيريزين الذي قد يؤدي إلى احتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم، وبالتالي التسبب في ارتفاع ضغط الدم. لذلك، يُنصح الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في القلب بتجنب هذا المشروب أو تناوله بحذر شديد وتحت إشراف طبي. كما يجب على الحوامل والمرضعات الحذر من تناول العرقسوس لتفادي تأثيره على ضغط الدم والدورة الدموية.
فوائد اللبن بالعرقسوس لصحة الكبد
تشير دراسات عدة إلى أن العرقسوس يحتوي على مضادات أكسدة فعالة تساعد في حماية الكبد من التلف الناتج عن التسممات والالتهابات الفيروسية. كما يُعزز اللبن من امتصاص الجسم للعناصر الغذائية، ما يدعم العمليات الحيوية داخل الكبد. ويُعتقد أن المزيج بين اللبن والعرقسوس يُمكن أن يكون مفيدًا في التخفيف من أعراض بعض أمراض الكبد المزمنة وتحفيز تجديد خلايا الكبد، ما يجعله مشروبًا ذا إمكانات علاجية إذا استُخدم باعتدال وضمن نظام غذائي متوازن.
أضرار الإفراط في تناول اللبن بالعرقسوس
رغم ما يحمله هذا المشروب من فوائد صحية، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مشاكل صحية متفاقمة، خاصة مع التركيز العالي للجليسيريزين في العرقسوس. قد يُسبب ذلك خللاً في توازن المعادن داخل الجسم، مثل انخفاض مستويات البوتاسيوم، ما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق، اضطرابات القلب، وتشنجات عضلية. كما يمكن أن يتداخل العرقسوس مع بعض الأدوية، كأدوية الضغط ومدرات البول، ما يُعرض المريض لخطر التفاعل الدوائي. بالإضافة إلى ذلك، قد يُسبب العرقسوس احتباس السوائل وزيادة الوزن عند تناوله بكميات كبيرة.
الكمية الموصى بها من اللبن بالعرقسوس
يُنصح عمومًا بعدم تناول أكثر من كوب واحد إلى كوبين من هذا المشروب في اليوم، خاصة لمن لا يعاني من أمراض مزمنة. كما يُفضل تناوله بعد وجبات الطعام لتحسين الهضم، مع الحرص على مراقبة تأثيره على الجسم بشكل دوري، خاصة لمن يعاني من مشاكل في الضغط أو الكلى. يُعتبر هذا المشروب آمنًا للأطفال فوق سن خمس سنوات، لكن يُفضّل تخفيف تركيز العرقسوس فيه، وتقديمه باعتدال لضمان تجنّب أي آثار جانبية محتملة.
نصائح عامة عند تناول اللبن بالعرقسوس
لتحقيق أقصى استفادة من اللبن بالعرقسوس، يُنصح بتحضيره بمكونات طبيعية وتجنب الإضافات الصناعية أو السكريات الزائدة. كما يُفضل استخدام لبن قليل الدسم لتعزيز الفوائد دون تحميل الجسم بالدهون. يُمكن أيضًا إضافة بعض المنكهات الطبيعية مثل القرفة أو القرنفل لإثراء الطعم وتعزيز الفائدة الصحية. وأخيرًا، احرص دائمًا على استشارة مختص تغذية أو طبيب قبل اعتماد هذا المشروب بشكل يومي، خاصة إذا كنت تتبع نظامًا دوائيًا معينًا أو تعاني من أمراض مزمنة.