فوائد وأضرار اللفت

اللفت هو أحد أنواع الخضروات الجذرية التي لا تحظى بنفس شهرة البطاطس أو الجزر، لكنه يُعد كنزًا غذائيًا حقيقيًا يجهله الكثيرون. يتوفر اللفت بألوان متعددة أشهرها الأبيض والبنفسجي، ويتميز بطعمه الحاد قليلًا وقيمته الصحية المرتفعة. يستخدم اللفت في المطابخ حول العالم بطرق متعددة: نيئًا، مطبوخًا، أو كمخلل. من المهم معرفة أن فوائد اللفت لا تقتصر على الجذر فقط، بل تشمل الأوراق الخضراء أيضًا، التي تُعد أكثر غنى بالعناصر الغذائية. في هذا المقال الموسع، نستعرض أبرز فوائد وأضرار اللفت، بناءً على أحدث الأبحاث والمصادر الطبية والغذائية المتاحة حتى يومنا هذا.

القيمة الغذائية للفت الطازج وأوراقه

يُعد اللفت من الخضروات ذات الكثافة الغذائية العالية رغم انخفاض سعراته الحرارية. كل 100 غرام من جذور اللفت تحتوي على قرابة 28 سعرة حرارية فقط، ما يجعله خيارًا مثاليًا للراغبين في فقدان الوزن أو الحفاظ عليه. كما يوفر اللفت كميات جيدة من الألياف الغذائية التي تعزز من الشعور بالشبع.

يحتوي اللفت أيضًا على فيتامينات B المعقدة، خاصة النياسين وحمض الفوليك، والتي تلعب دورًا هامًا في إنتاج الطاقة وتجديد الخلايا. أما أوراق اللفت فهي غنية بفيتامين K الذي يساعد في تجلط الدم وصحة العظام، فضلًا عن مضادات أكسدة قوية مثل البيتا كاروتين التي تتحول إلى فيتامين A في الجسم. كما تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم تعادل ما نجده في كوب من الحليب.

فوائد اللفت في تعزيز صحة الجهاز الهضمي

الألياف الموجودة في اللفت تلعب دورًا محوريًا في تنظيم حركة الأمعاء، مما يساعد في الوقاية من الإمساك المزمن وتخفيف أعراض القولون العصبي. كما تساهم هذه الألياف في تغذية البكتيريا النافعة داخل الأمعاء، مما يحسّن صحة الميكروبيوم الهضمي بشكل عام.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي اللفت على مركب يُدعى الإينولين، وهو نوع من الألياف القابلة للتخمير التي تعزز امتصاص المعادن كالكالسيوم والمغنيسيوم، وتدعم وظيفة الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي. ينصح بتناول اللفت مطهوًا بالبخار لتقليل تأثيره على الغازات وزيادة استفادة الجسم من العناصر الغذائية.

فوائد اللفت لصحة العظام والأسنان

اللفت، وخاصة أوراقه، يعد مصدرًا غنيًا بالكالسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران حيويان للحفاظ على بنية العظام والأسنان. كما أن احتواءه على فيتامين K يلعب دورًا في تعزيز كثافة العظام ومنع الإصابة بالهشاشة، خاصة لدى النساء بعد سن اليأس. إدراج اللفت بانتظام في النظام الغذائي يساعد في تقوية الأسنان والوقاية من تسوسها أيضًا، بفضل مضادات الأكسدة التي تساهم في تقليل الالتهابات الفموية.

دور اللفت في دعم صحة القلب والأوعية الدموية

اللفت غني بمضادات أكسدة تساعد في تقليل تراكم الكوليسترول الضار في الشرايين. كما أن محتواه من البوتاسيوم يعمل على موازنة ضغط الدم عن طريق تقليل تأثير الصوديوم في الجسم. وتُظهر الدراسات أن الأنظمة الغذائية الغنية بالخضروات الجذرية كالبنجر واللفت تساهم في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

كما يحتوي اللفت على مركبات نباتية تُدعى البوليفينولات، والتي تساهم في حماية الشرايين من الالتهاب، وتحسين تدفق الدم، وتعزيز مرونة الأوعية الدموية. وينصح بتناول اللفت بانتظام ضمن نظام غذائي متوازن يشتمل على مصادر أخرى للألياف والدهون الصحية.

فوائد اللفت للمرأة الحامل

اللفت خيار غذائي ممتاز للحوامل بفضل احتوائه على حمض الفوليك، الضروري لتكوين الأنبوب العصبي للجنين والوقاية من التشوهات الخلقية. كما أنه غني بالحديد الذي يقي من خطر الإصابة بفقر الدم خلال الحمل. وتساعد أليافه في تخفيف مشاكل الإمساك الشائعة أثناء الحمل، بينما تعمل مضادات الأكسدة على دعم مناعة الأم والجنين معًا.

اللفت كمصدر لمضادات الأكسدة ودوره في الوقاية من السرطان

اللفت يُعد من الخضروات الصليبية، وهي فئة معروفة بقدرتها على مكافحة السرطان. يحتوي على مركبات الجلوكوسينولات التي تتحول في الجسم إلى أيزوثيوسيانات، وهي مركبات تعمل على تثبيط نمو الخلايا السرطانية وتحفيز آليات إزالة السموم من الكبد.

وقد أظهرت أبحاث طبية أن الأشخاص الذين يتناولون خضروات صليبية مثل اللفت، القرنبيط، والكرنب بانتظام، يقل لديهم خطر الإصابة بسرطانات القولون، البروستاتا، والثدي. لذلك يُعد إدراج اللفت ضمن النظام الغذائي وسيلة وقائية طبيعية ذات فاعلية مثبتة علميًا.

تأثير اللفت على صحة الجلد والشعر

بفضل وفرة فيتامين C، يساعد اللفت على تعزيز إنتاج الكولاجين في الجسم، ما يمنح البشرة مرونة ويحارب التجاعيد. كما يعمل على تسريع التئام الجروح ويقلل من آثار الحروق الجلدية الطفيفة.

أما بالنسبة للشعر، فإن مضادات الأكسدة الموجودة في اللفت تعمل على تقليل الإجهاد التأكسدي الذي قد يضر ببصيلات الشعر، مما يعزز نمو الشعر ويحسن من قوته ولمعانه. ويُنصح باستخدام عصير اللفت الممزوج بزيوت طبيعية كزيت الخروع كقناع موضعي لتغذية فروة الرأس.

اللفت ودوره في دعم الجهاز المناعي

بفضل محتواه الغني من فيتامين C والفيتامينات المضادة للأكسدة، يعمل اللفت على تقوية الجهاز المناعي من خلال تعزيز إنتاج خلايا الدم البيضاء وتنشيط الدفاعات الطبيعية للجسم. كما أن الفيتوكيميكالز الموجودة فيه تعزز مقاومة الجسم للعدوى الفيروسية والبكتيرية.

تناول اللفت خلال موسم الشتاء يساهم في الوقاية من نزلات البرد والإنفلونزا، خصوصًا إذا تم تحضيره مع الثوم أو الزنجبيل. كما أن أوراقه يمكن غليها في ماء ساخن وشرب المنقوع كنوع من المشروب المقوّي للمناعة.

فوائد اللفت في تحسين وظائف الكبد

اللفت يحتوي على مركبات الكبريت التي تُحفز إنزيمات الكبد المسؤولة عن إزالة السموم من الجسم. كما يساعد في تقليل تراكم الدهون حول الكبد، خاصة عند من يعانون من الكبد الدهني. تناول اللفت بانتظام يساهم في تحسين عمل الكبد ودعم تجديد خلاياه، مما ينعكس على الطاقة العامة والصحة المناعية للجسم.

أضرار اللفت المحتملة والتحذيرات

رغم فوائده الكبيرة، إلا أن الإفراط في تناول اللفت قد يؤدي إلى بعض الأعراض المزعجة، مثل الانتفاخ والغازات، خاصة لدى أصحاب القولون الحساس. كذلك، فإن احتواءه على مركبات الجويترين يمكن أن يُضعف امتصاص اليود، مما يؤثر على عمل الغدة الدرقية عند من يعانون من مشاكل بها.

أما اللفت المخلل فيُفضل تناوله بحذر، نظرًا لاحتوائه على كميات مرتفعة من الملح، ما قد يزيد من ضغط الدم ويضر بصحة القلب عند المبالغة في استهلاكه. وينصح دائمًا بغسل اللفت المخلل جيدًا أو نقعه في الماء قبل تناوله لتقليل نسبة الصوديوم.

طرق تناول اللفت وإدراجه في النظام الغذائي

يمكن الاستفادة من اللفت بطرق كثيرة: يمكن سلقه أو شويه أو بشره نيئًا في السلطات، أو تحضير حساء اللفت الدافئ مع العدس أو الجزر. كما أن طهيه مع الثوم والزيت يمنحه نكهة شهية ويزيد من فوائده.

أما أوراق اللفت، فهي تُطهى كما السبانخ، ويمكن إضافتها إلى العصائر الخضراء الصحية. لتحسين الطعم وتخفيف مرارة اللفت، يمكن مزجه مع البطاطا أو الكوسا، مما يجعله مناسبًا للأطفال وكبار السن.

الخلاصة

اللفت ليس مجرد خضار بسيط، بل هو مكون غذائي غني بالفوائد التي تشمل الهضم، القلب، المناعة، والبشرة. ومع تنوع طرق تحضيره، يمكن إدراجه بسهولة في النظام الغذائي اليومي. مع ذلك، يُفضل الاعتدال في تناوله، خصوصًا لمن يعانون من مشاكل في الغدة الدرقية أو يتبعون حمية منخفضة الصوديوم. عبر الاستهلاك الواعي والمتوازن، يمكن الاستفادة الكاملة من كنوز هذا الجذر المهمل.