فوائد وأضرار المربى

تُعدّ المربى من الأغذية المحببة للكبار والصغار على حد سواء، وهي أحد أشكال حفظ الفواكه الموسمية بطريقة شهية وطويلة الأمد. وبالرغم من أن تناول المربى يُضفي نكهة مميزة على وجبات الإفطار والمخبوزات، إلا أن تأثيرها الصحي لا يقتصر على الطعم فقط، بل يتفاوت بين فوائد غذائية محتملة ومخاطر مترتبة على الإفراط في الاستهلاك. في هذا المقال، نستعرض بعمق أبرز فوائد المربى وأضرارها، مستندين إلى أحدث ما توصلت إليه الدراسات والمصادر الحديثة حتى تاريخ اليوم.

القيمة الغذائية للمربى لكل 100 جرام

المربى تحتوي في الغالب على تركيز عالٍ من السكريات، وهو ما يمنحها مذاقها المميز، لكنها تفتقر إلى البروتينات والدهون الصحية. يحتوي كل 100 جرام من المربى على حوالي 278 سعرة حرارية، منها 68.8 جرام من الكربوهيدرات، و0.3 جرام بروتين، و0.07 جرام دهون، إلى جانب كميات ضئيلة من الفيتامينات مثل فيتامين C وفيتامين A حسب نوع الفاكهة المستخدمة. كما تحتوي على كميات بسيطة من البوتاسيوم والمغنيسيوم، ولكنها تبقى قليلة من حيث الفائدة الغذائية مقارنة بالفواكه الطازجة.

فوائد المربى المصنوعة من الفواكه الطبيعية

تحمل المربى التي تُصنع يدويًا أو منزليًا من فواكه طازجة قيمة غذائية أعلى من تلك المصنعة صناعيًا. فهي قد تحتفظ ببعض مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في الفاكهة مثل الفلافونويدات والبوليفينولات. هذه المركبات تُسهم في تقوية جهاز المناعة، ومحاربة الالتهابات، وتأخير مظاهر الشيخوخة. كما أن بعض الفواكه مثل التين والمشمش تمنح المربى خصائص مفيدة للهضم ومليّنة للقولون، خاصة إذا تم استخدامها مع قشورها الغنية بالألياف.

أضرار المربى بسبب محتواها العالي من السكر

تركيز السكر في معظم أنواع المربى يتراوح بين 50% إلى 65% من الوزن الكلي، وهذا يجعلها منتجًا عالي السكر. الاستهلاك المتكرر للمربى بكميات كبيرة يزيد من خطر الإصابة بالسمنة ومقاومة الأنسولين، كما يرفع احتمالية تراكم الدهون الحشوية التي ترتبط بمشاكل القلب والشرايين. كما أن السكر المكرر المُستخدم في بعض الأنواع التجارية قد يكون له تأثيرات التهابية على المدى الطويل، خاصة إذا ترافق مع نمط غذائي غير متوازن.

المربى والسكري: تأثيرها على مستويات السكر في الدم

مرضى السكري يُعدون من أكثر الفئات التي يجب أن تتعامل بحذر مع المربى. فمعظم أنواعها ترفع سكر الدم سريعًا، خاصةً تلك التي تحتوي على سكريات مضافة أو شراب الجلوكوز-فركتوز. ينصح الأطباء المرضى باستخدام المربى المُخصصة لمرضى السكري والتي تعتمد على محليات طبيعية مثل ستيفيا أو إريثريتول، بشرط التأكد من محتوى الكربوهيدرات الإجمالي. كذلك، فإن توقيت تناول المربى يلعب دورًا، إذ يُفضل إدخالها في وجبة تحتوي على بروتين أو ألياف لتقليل سرعة امتصاص السكر.

المربى والوزن: دورها في زيادة الوزن

يُعتبر الإفراط في تناول المربى أحد العوامل التي قد تُساهم في اكتساب الوزن، خصوصًا عندما تُضاف بكثرة على الخبز أو الكيك. ملعقة طعام واحدة من المربى قد تحتوي على أكثر من 50 سعرًا حراريًا، وعند استهلاك أكثر من حصة يوميًا، تتراكم السعرات بشكل سريع. بعض الأنظمة الغذائية الحديثة توصي بتناول المربى فقط في سياق وجبة محسوبة السعرات، أو استخدام أنواع قليلة أو خالية من السكر المُضاف.

المربى والأطفال: هل هي آمنة لصحة الصغار؟

رغم حب الأطفال لطعم المربى، فإنها تُعد من الأغذية التي ينبغي تقديمها بحذر. السكر الزائد قد يسبب تسوس الأسنان ويؤثر على شهية الطفل للأطعمة المفيدة. ومن الناحية السلوكية، أظهرت بعض الدراسات أن السكر الزائد قد يسبب فرط النشاط وصعوبة في التركيز لدى بعض الأطفال. لذلك يُفضل تقديم المربى بكميات صغيرة، ويفضل الأنواع المحضّرة منزليًا أو تلك التي تعتمد على فواكه طبيعية بنسبة عالية.

المربى والحوامل: فوائدها ومخاطرها خلال الحمل

خلال الحمل، تحتاج المرأة إلى نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية الضرورية لنمو الجنين. يمكن للمربى أن توفر طاقة سريعة ومذاقًا مرغوبًا، إلا أن تناولها بكثرة يعرض الحامل لخطر زيادة الوزن وارتفاع مستوى السكر في الدم. خاصة أن سكري الحمل أصبح شائعًا في العقود الأخيرة. كما أن بعض الأنواع التجارية تحتوي على مواد حافظة قد لا تكون آمنة. لذا، من الأفضل أن تتناول الحامل كميات قليلة من مربى منزلية خالية من المواد الصناعية.

المربى والرياضة: هل توفر طاقة للرياضيين؟

تُستخدم المربى في بعض الخطط الغذائية للرياضيين كمصدر سريع للطاقة قبل التمارين المكثفة أو السباقات، بفضل محتواها العالي من السكريات البسيطة التي تُمتص بسرعة. ومع ذلك، يُفضل استخدامها باعتدال ضمن وجبات مدروسة، خاصة في فترات التحضير للمباريات أو النشاطات التي تتطلب طاقة فورية. كما أن بعض الرياضيين يفضلون مربى التمر أو التين لقدرتها على دعم الأداء دون التسبب في ارتفاع كبير ومفاجئ في السكر.

فوائد مربى التين للإمساك وصحة الجهاز الهضمي

يُعتبر مربى التين من الأنواع الغنية بالألياف الطبيعية، خاصة إذا تم تحضيره من التين الكامل بالقشر. هذه الألياف تُساعد على تنظيم حركة الأمعاء وتحسين عملية الإخراج، ما يجعله مفيدًا لمن يعانون من الإمساك المزمن. كما أنه يحتوي على مركبات تساهم في تعزيز البكتيريا النافعة في القولون، وتحسين التوازن البكتيري الداخلي.

تأثير المربى على صحة الأسنان وتسوسها عند الأطفال

المربى تُعد من الأطعمة اللزجة التي تلتصق بالأسنان لفترات طويلة، مما يزيد من احتمالية حدوث تسوس. الأطفال هم الفئة الأكثر تضررًا خاصةً إذا لم يتم تنظيف الأسنان جيدًا بعد تناولها. وتُوصي بعض الجهات الصحية بتجنب تقديم المربى في وجبة العشاء للأطفال لتقليل فرص التفاعل الحمضي أثناء النوم.

هل المربى تزيد الوزن أم يمكن تناولها في الدايت؟

هذا السؤال يتكرر كثيرًا لدى متّبعي الحميات الغذائية. الجواب يعتمد على نوع المربى والكمية المتناولة. المربى المحضّرة بدون سكر مضاف، أو تلك التي تعتمد على الفاكهة فقط، يمكن تناولها بكميات صغيرة ضمن وجبة محسوبة السعرات. أما الأنواع التجارية الكلاسيكية، فهي غنية بالسكريات البسيطة ولا يُنصح بها في أنظمة تخفيض الوزن.

المربى والقولون: هل تؤثر على صحة الأمعاء؟

بعض أنواع المربى، خصوصًا تلك المصنوعة من الفواكه الغنية بالألياف كالتين أو المشمش، قد يكون لها دور إيجابي في دعم صحة القولون. في المقابل، الأنواع الصناعية الغنية بالسكر أو المواد الحافظة قد تُسبب تهيج القولون وتزيد من أعراض القولون العصبي لدى بعض الأشخاص الحساسين.

المربى والمواد الحافظة: مخاطر الإضافات الصناعية

تستخدم الكثير من الشركات المصنعة للمربى مواد حافظة وألوان صناعية لإطالة فترة الصلاحية وجذب المستهلك. بعض هذه المواد قد تسبب تفاعلات تحسسية أو تؤثر سلبًا على الكبد والكلى عند استهلاكها باستمرار. لذلك يُنصح بقراءة المكونات قبل الشراء، والابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على بنزوات الصوديوم أو ألوان مضافة مجهولة.

المربى والبدائل الصحية: خيارات أفضل لصحة أفضل

أصبح الاتجاه اليوم نحو الأغذية الطبيعية واضحًا، وتتوفر بدائل كثيرة للمربى التقليدية، مثل مربى التمر، أو مربى الشيا بالفواكه المهروسة، أو المربى المحلاة بمحليات طبيعية مثل العسل أو شراب القيقب. هذه الخيارات توفر نفس المتعة مع تقليل التأثيرات السلبية للسكر المكرر، كما أنها غنية بمركبات غذائية تعزز الصحة العامة.

الخلاصة: المربى بين الفوائد والمخاطر

المربى منتج لذيذ ومتنوع، يحمل بين طياته فوائد صحية إذا تم استهلاكه باعتدال وبالشكل المناسب. التحضير المنزلي باستخدام فواكه طبيعية دون مواد صناعية هو الأفضل، بينما يجب الحذر من الأنواع التجارية المليئة بالسكر والمواد المضافة. الاعتدال والوعي الغذائي هما المفتاح للاستفادة من طعم المربى اللذيذ دون الوقوع في مشكلات صحية مزمنة.