فوائد وأضرار النسكافيه

النسكافيه أصبح عنصرًا أساسيًا في روتين الملايين من الناس حول العالم. فهو المشروب الصباحي المفضل للكثيرين ممن يسعون للحصول على دفعة من النشاط والتركيز، خاصةً قبل التوجه إلى العمل أو الدراسة. ومع الانتشار الواسع للنسكافيه بأنواعه المختلفة، من السادة إلى المضاف إليه الحليب أو المنكهات، ظهرت تساؤلات عديدة حول تأثيره الحقيقي على الصحة، سواء من حيث الفوائد أو الأضرار. في هذا المقال نُقدم لك نظرة شاملة ومتعمقة حول فوائد وأضرار النسكافيه بناءً على أحدث الدراسات والتقارير الطبية.

القيمة الغذائية للنسكافيه: ما يحتويه كوبك اليومي

رغم أن النسكافيه يُعتبر من المشروبات منخفضة السعرات الحرارية، إلا أنه يحتوي على بعض العناصر المفيدة التي تمنحه تأثيرًا بيولوجيًا واضحًا في الجسم. عند تناول ملعقة صغيرة من النسكافيه المُذابة في كوب ماء ساخن، فإنك تحصل على الآتي:

  • 3-4 سعرات حرارية فقط، مما يجعله مناسبًا للأنظمة الغذائية منخفضة السعرات.
  • نسبة من الكافيين تتراوح بين 30 إلى 90 ملغ حسب التركيز.
  • مضادات أكسدة مثل حمض الكلوروجينيك، التي تساهم في تقليل الالتهابات.
  • عناصر بسيطة من المعادن مثل البوتاسيوم، المغنيسيوم، والنياسين.

ومع أن القيمة الغذائية ليست عالية، إلا أن تأثير النسكافيه يكون ملحوظًا بفضل الكافيين ومضادات الأكسدة، التي تعزز الصحة العقلية والمزاجية عند استهلاكه باعتدال.

فوائد النسكافيه في تحسين الأداء العقلي والبدني

الكافيين الموجود في النسكافيه هو من أكثر المركبات المدروسة علميًا لتأثيره الإيجابي على الأداء الذهني والجسدي. عند تناوله بجرعات معتدلة، يُحسن النسكافيه من القدرة على التركيز والانتباه، ويقلل من الشعور بالتعب والإرهاق. كما أظهرت الدراسات أن الكافيين يُعزز من سرعة رد الفعل، مما يجعله مثاليًا في فترات الضغط أو الامتحانات أو حتى قبل التمارين الرياضية.

أما من الناحية البدنية، فإن الكافيين يعمل كمحفز للجهاز العصبي المركزي، ويزيد من إفراز الأدرينالين، ما يُحسن القدرة على التحمل أثناء التمارين الرياضية الشاقة. ولهذا يُنصح به كـ “Pre-workout” طبيعي لمن يمارسون الرياضة بانتظام.

دور النسكافيه في دعم الصحة النفسية وتقليل الاكتئاب

لا تقتصر فوائد النسكافيه على الجسد فقط، بل تمتد لتشمل الصحة النفسية أيضًا. تشير بعض الدراسات إلى أن الكافيين الموجود في النسكافيه قد يُقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب، خاصة بين النساء. ويُعزى ذلك إلى قدرته على زيادة إفراز الدوبامين والسيروتونين، وهما هرمونا السعادة في الدماغ.

لكن من المهم ألا يُستخدم النسكافيه كبديل للعلاج النفسي أو الدوائي في حالات الاكتئاب الشديدة، وإنما كعامل مساعد لتعزيز المزاج في الأوقات العادية أو فترات التوتر.

النسكافيه كمساعد في عملية الأيض وحرق الدهون

يُعتبر النسكافيه من المشروبات التي تُسهم في تسريع عملية الأيض (التمثيل الغذائي)، خاصةً عند تناوله بدون سكر أو كريمة. فالكافيين يعمل على تحفيز الجهاز العصبي، مما يزيد من معدل حرق الدهون واستهلاك الطاقة.

ولهذا يُستخدم في العديد من مكملات حرق الدهون التجارية. لكن يجدر التنبيه إلى أن الاعتماد على النسكافيه وحده دون ممارسة رياضة أو اتباع نظام غذائي صحي لن يؤدي إلى نتائج فعالة في إنقاص الوزن.

أضرار النسكافيه: ما يجب معرفته قبل الإفراط في تناوله

رغم فوائده المتعددة، فإن الإفراط في شرب النسكافيه يمكن أن يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوب فيها. من أبرز تلك الأضرار:

  • الأرق واضطرابات النوم، خصوصًا عند تناوله في المساء.
  • القلق والعصبية نتيجة ارتفاع معدل الكافيين في الدم.
  • مشاكل في المعدة وارتجاع المريء لدى البعض.
  • تأثير على امتصاص الحديد والكالسيوم، ما قد يسبب فقر الدم أو هشاشة العظام على المدى الطويل.
  • وجود مادة الأكريلاميد الناتجة عن تحميص حبوب القهوة، وهي مادة قد تكون مسرطنة بتركيزات عالية.

الكمية الموصى بها من النسكافيه يوميًا

لتجنب الأضرار المذكورة، يُفضل ألا يتجاوز الاستهلاك اليومي من النسكافيه 3 إلى 4 أكواب. ويُفضل أن يتم تناوله في الصباح أو ساعات النهار المبكرة لتفادي اضطرابات النوم.

أما الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو الحوامل أو من لديهم تحسس من الكافيين، فيُفضل أن يحدوا من استهلاكه أو يستشيروا الطبيب أولًا.

نصائح لتقليل أضرار النسكافيه

لتقليل الآثار السلبية المحتملة للنسكافيه، اتبع النصائح التالية:

  • اختر الأنواع الخالية من الإضافات الصناعية أو المنكهات.
  • لا تضف كميات كبيرة من السكر أو الحليب الكامل الدسم.
  • اشرب الماء بكمية كافية لتفادي الجفاف الناتج عن الكافيين.
  • تجنب شربه على معدة فارغة لأنه قد يسبب حرقة المعدة.