النعناع البري، أو كما يُعرف علميًا باسم Nepeta cataria، هو نبات عشبي عطري ينتمي إلى عائلة النعناع ويُعرف برائحته المميزة وتأثيره الملحوظ على القطط، إلا أن تأثيره لا يقتصر على الحيوانات فقط، بل يمتد ليشمل الإنسان أيضًا من خلال فوائده الطبية المتنوعة. لقد شاع استخدامه في الطب الشعبي لعدة قرون نظرًا لخواصه المهدئة والمفيدة لصحة الجهاز الهضمي والعصبي. ومع تزايد الاهتمام بالطب البديل، عاد النعناع البري إلى الواجهة كمكون طبيعي يعالج الكثير من المشاكل الصحية، لكنه في المقابل لا يخلو من بعض المحاذير. في هذا المقال، نستعرض الفوائد المؤكدة علميًا للنعناع البري، والقيمة الغذائية التي يحتويها، إلى جانب أبرز أضراره وطريقة الاستخدام الآمن له.
أقسام المقال
فوائد النعناع البري في تحسين جودة النوم وتقليل التوتر
يُعد النعناع البري من الخيارات الطبيعية الفعالة لمن يعانون من الأرق والقلق. تعود فاعليته إلى احتوائه على مركب “النبتالاكتون” الذي يعمل على تحفيز الدماغ لإنتاج مواد مهدئة تقلل من التوتر وتساعد على النوم العميق. يفضله البعض على المهدئات الكيميائية لأنه لا يُسبب الإدمان أو الآثار الجانبية القوية. يمكن تحضيره في شكل شاي عشبي، أو استنشاقه كبخار للحصول على تأثير مهدئ سريع. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام المنتظم له قبل النوم قد يُحسّن من جودة النوم ويُقلل من الاستيقاظ الليلي.
النعناع البري ودوره في تخفيف أعراض الجهاز الهضمي
من الاستخدامات الشائعة للنعناع البري أنه يساعد في تهدئة المعدة وتحسين عملية الهضم. بفضل خصائصه الطاردة للغازات والمضادة للتشنجات، يُستخدم لتقليل الانتفاخ والشعور بالامتلاء. كما أن احتوائه على زيوت طيارة مثل المنثول يساعد على تنظيم حركة الأمعاء ويُخفف من تهيج القولون. بعض الأشخاص يستخدمونه بعد وجبات دسمة لتقليل الانزعاج الهضمي، أو في حالات عسر الهضم المصاحب للتوتر العصبي.
القيمة الغذائية للنعناع البري
النعناع البري ليس فقط عشبة طبية، بل يحتوي أيضًا على مجموعة متميزة من العناصر الغذائية. كل 100 جرام من أوراق النعناع البري الطازجة تحتوي تقريبًا على:
- 70-80 سعرة حرارية.
- 14 جرامًا من الكربوهيدرات، منها نسبة جيدة من الألياف.
- قرابة 8 جرام من الألياف الغذائية التي تساعد على تحسين الهضم.
- 3.8 جرام من البروتين النباتي.
- 1 جرام من الدهون الصحية.
- فيتامين C الذي يعزز المناعة، وفيتامين A المفيد للبشرة والنظر.
- الكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم.
كما يحتوي على مضادات أكسدة تساهم في تقوية الخلايا وحمايتها من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
أضرار النعناع البري والتحذيرات المرتبطة باستخدامه
رغم الفوائد الصحية، إلا أن النعناع البري قد لا يناسب الجميع، وهناك عدة محاذير يجب مراعاتها.
- قد يسبب النعناع البري اضطرابات هضمية خفيفة مثل الغثيان عند تناوله بإفراط.
- لا يُنصح باستخدامه من قبل النساء الحوامل أو المرضعات، لاحتمالية تأثيره على عضلات الرحم أو هرمونات الحليب.
- قد يتفاعل مع أدوية مهدئة أو أدوية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يضاعف تأثير التهدئة.
- زيت النعناع البري المركز قد يكون سامًا إذا تم ابتلاعه بكمية زائدة أو استخدامه موضعيًا دون تخفيف.
يجب دائمًا استخدام النعناع البري باعتدال، مع متابعة أي أعراض غير معتادة تظهر بعد الاستخدام.
كيفية استخدام النعناع البري بشكل آمن
للاستفادة من النعناع البري دون الوقوع في أضراره، يجب الالتزام بالإرشادات التالية:
- استخدام أوراق النعناع البري في صورة شاي أو منقوع، وعدم الإفراط في الكمية.
- عدم استخدام الزيت العطري إلا تحت إشراف مختص في الأعشاب أو طبيب مختص.
- الامتناع عن الاستخدام الطويل المتواصل لتفادي التعود أو ظهور تأثيرات عكسية.
- عدم إعطاء النعناع البري للأطفال الصغار دون إشراف طبي.
يُفضل دمجه في نظام غذائي متوازن مع أعشاب طبية أخرى تُعزز من تأثيره.
النعناع البري وفوائده لمشاكل الدورة الشهرية
النعناع البري يُعد من الأعشاب التي تستخدمها بعض النساء لتخفيف أعراض الدورة الشهرية. يُساعد على تقليل التقلصات والآلام المصاحبة للطمث، خاصة بفضل خصائصه المهدئة والمضادة للتشنجات. كما يمكن أن يُحسن من المزاج العام خلال تلك الفترة عبر تقليل التوتر والقلق. لكن يُنصح بعدم استخدامه في حال وجود دورات غير منتظمة أو مشاكل هرمونية دون استشارة طبية.
الخلاصة
النعناع البري هو أحد الكنوز النباتية التي تقدم فوائد صحية متنوعة تشمل الجهاز العصبي، الهضمي، وحتى الدعم الهرموني للنساء. لكن كما هو الحال مع أي علاج طبيعي، فإن الإفراط في استخدامه قد يؤدي إلى نتائج عكسية. لذا فإن الاعتدال والتوجيه الصحيح هما مفتاح الاستفادة من النعناع البري، سواء عن طريق الشاي أو الزيت أو المستخلصات. ويُفضل دائمًا الرجوع لمتخصص قبل إدخاله ضمن الروتين العلاجي أو اليومي.