تُعد بطاطس بوريه، والتي تعني البطاطس المهروسة، من أشهر الأطباق الجانبية التي تحظى بشعبية واسعة في مختلف الثقافات، لما تتميز به من طعم غني وقوام كريمي يسهل تناوله. هذا الطبق، رغم بساطته، يجمع بين القيمة الغذائية العالية وإمكانية التكيف مع أنظمة غذائية متعددة. ولكن كما هو الحال مع كثير من الأطعمة، فإن الفائدة أو الضرر يعتمد على طريقة التحضير والمكونات المضافة، وهو ما يجعلنا بحاجة إلى تسليط الضوء على الجوانب الصحية المختلفة لهذا الطبق.
أقسام المقال
فوائد بطاطس بوريه للجهاز الهضمي
تُعد بطاطس بوريه من الأطعمة اللطيفة على المعدة، إذ تتميز بسهولة هضمها وقوامها الناعم الذي لا يُجهد الجهاز الهضمي. البطاطس بطبيعتها تحتوي على نسبة جيدة من الألياف، وخاصة إذا تم تحضير البوريه باستخدام القشرة الخارجية. هذه الألياف تساهم في تحسين حركة الأمعاء، وتخفف من مشاكل الإمساك. كما أن هذا الطبق غالبًا ما يُنصح به لمن يعانون من مشاكل في الهضم، مثل قرحة المعدة أو ارتجاع المريء، لأنه لا يحتوي على مكونات مهيّجة بطبيعتها.
طريقة تحضير بطاطس بوريه صحية للرجيم
لتحضير بطاطس بوريه صحية ومناسبة لأنظمة الرجيم، يُفضل استخدام البطاطس المسلوقة مع قشرتها للحفاظ على محتواها من الألياف، وهرسها باستخدام الحليب قليل أو خالي الدسم. يمكن الاستغناء عن الزبدة أو استبدالها بزيت زيتون خفيف. كما يُنصح باستخدام التوابل الطبيعية مثل الكمون أو الزعتر لإضافة النكهة دون إضافة سعرات حرارية. هذه الطريقة تُوفر طبقًا غنيًا بالمغذيات ومنخفض السعرات، مما يجعله مناسبًا للحمية دون الإخلال بالطعم.
القيمة الغذائية لبطاطس بوريه
تحتوي بطاطس بوريه على مزيج متوازن من العناصر الغذائية، ولكن قيمتها تختلف باختلاف المكونات المضافة. البطاطس المهروسة بدون إضافات تحتوي على كربوهيدرات معقدة، كمية معتدلة من البروتين، نسبة قليلة من الدهون، إلى جانب البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والفوسفور. كما تُعد مصدرًا جيدًا لفيتامين C وB6، وهي عناصر ضرورية لوظائف المناعة وصحة الأعصاب. عند إضافة الزبدة أو الحليب كامل الدسم، تزداد السعرات والدهون، وهو ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار عند اتباع نظام غذائي معين.
بطاطس بوريه للأطفال: متى وكيف تقدمينها؟
يمكن إدخال بطاطس بوريه ضمن تغذية الطفل بداية من عمر 6 أشهر، بشرط أن تكون محضرة بشكل بسيط وبدون ملح أو دهون. يجب التأكد من أنها ناعمة تمامًا وخالية من أي تكتلات قد تسبب صعوبة في البلع. ويمكن تدريجيًا مزجها مع خضروات أخرى أو القليل من حليب الأم أو الحليب الصناعي لزيادة الفائدة الغذائية. من الأفضل تقديمها في البداية بكميات صغيرة مع مراقبة استجابة الطفل، قبل الانتقال إلى خلطها بمكونات أخرى.
فوائد بطاطس بوريه للأطفال والرضع
بطاطس بوريه تُعد من أوائل الأطعمة التي تُقدَّم للرضع عند بدء الفطام، نظرًا لقوامها الناعم وسهولة بلعها. البطاطس تُوفر طاقة جيدة من الكربوهيدرات، وتُسهم في دعم نمو الطفل من خلال المعادن الأساسية مثل الحديد والزنك. عند تقديمها للأطفال، يُفضّل تحضيرها بدون ملح أو مكونات دهنية، ويمكن خلطها مع خضروات مهروسة أخرى مثل الجزر أو الكوسا لزيادة التنوع الغذائي. يُراعى تقديمها بدرجة حرارة مناسبة لتجنب أي مشاكل في الفم أو المعدة.
فوائد بطاطس بوريه للمرأة الحامل
تحتاج المرأة الحامل إلى طاقة وعناصر غذائية متنوعة تدعم نمو الجنين وتخفف من أعراض الحمل. بطاطس بوريه، إذا ما أُعدت بطريقة صحية، قد تكون مصدرًا جيدًا للكربوهيدرات المعقدة التي تمنح طاقة مستمرة. كما أن محتواها من البوتاسيوم يُسهم في تنظيم ضغط الدم، بينما يساعد فيتامين B6 في تخفيف الغثيان الصباحي، وهو عرض شائع في الحمل المبكر. يُستحسن تحضير البوريه بالحليب قليل الدسم مع كمية بسيطة من الزبدة أو بدونها لتجنب السعرات الزائدة.
بطاطس بوريه والرجيم: هل تُناسب الحميات الغذائية؟
تتناسب بطاطس بوريه مع أنظمة الرجيم إذا تم تحضيرها دون مكونات غنية بالدهون أو الكربوهيدرات البسيطة. يمكن اعتبارها بديلًا جيدًا للخبز أو الأرز في بعض الوجبات، خاصة إذا تم هرس البطاطس مع الحليب قليل الدسم أو مرق الخضروات بدلاً من الزبدة أو الكريمة. كما أن محتواها العالي من الماء والألياف يمنح إحساسًا بالشبع، مما يساعد على تقليل السعرات المتناولة خلال اليوم.
أضرار بطاطس بوريه عند الإفراط في تناولها
بالرغم من فوائدها، إلا أن الإفراط في تناول بطاطس بوريه، خصوصًا تلك المحضرة بالزبدة أو الكريمة أو الجبن، قد يؤدي إلى زيادة في الوزن وارتفاع في الكوليسترول. الكربوهيدرات العالية قد تؤدي أيضًا إلى ارتفاع سكر الدم، ما يُعد خطيرًا لمرضى السكري. كما أن البطاطس النيئة التي تظهر عليها بقع خضراء تحتوي على مادة السولانين السامة، لذا يجب التأكد من اختيار حبات سليمة وطهيها جيدًا.