يُعد مرق الدجاج من أكثر الأطعمة التي يتم استخدامها في المطابخ حول العالم، سواء كوجبة صحية خفيفة أو كقاعدة لوصفات أكثر تعقيدًا. وبالرغم من بساطته الظاهرية، إلا أن مرق الدجاج يحتوي على تركيبة غذائية مميزة تُعزز من قيمته الغذائية وتجعله خيارًا مفضلاً للمرضى والرياضيين والباحثين عن الراحة الجسدية والنفسية. ومع ذلك، فإن التفاوت بين المرق الطبيعي والمصنّع يخلق فجوة واضحة بين الفوائد والأضرار، خاصةً عند الحديث عن المكعبات الجاهزة. في هذا المقال، نتناول أهم الفوائد وأبرز الأضرار المرتبطة بمرق الدجاج من خلال استعراض أبرز جوانبه الصحية والغذائية.
أقسام المقال
- فوائد مرق الدجاج في دعم الجهاز الهضمي وتعزيز الامتصاص الغذائي
- مرق الدجاج كوسيلة فعالة لتقوية المناعة ومكافحة الالتهابات
- دور مرق الدجاج في تعزيز صحة العظام والمفاصل
- مرق الدجاج كخيار غذائي منخفض السعرات الحرارية
- أضرار مرق الدجاج المصنع وارتفاع محتواه من الصوديوم
- مخاطر المواد المضافة في مرق الدجاج المصنع
- التوصيات لاستهلاك مرق الدجاج بشكل صحي
- القيمة الغذائية في مرق الدجاج الطبيعي
فوائد مرق الدجاج في دعم الجهاز الهضمي وتعزيز الامتصاص الغذائي
يُعتبر مرق الدجاج علاجًا شعبيًا لمشاكل المعدة منذ قرون. إذ أن الجيلاتين الناتج عن غلي العظام والغضاريف يُشكّل طبقة واقية على بطانة الأمعاء، مما يُحسن من أداء الجهاز الهضمي ويُقلل من تسرب السموم إلى الجسم. كما يعمل الجيلاتين على تسهيل عملية الهضم وتليين حركة الأمعاء، ويُعتبر مفيدًا لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي. بالإضافة إلى ذلك، يساعد مرق الدجاج على امتصاص الفيتامينات والمعادن بكفاءة أعلى، لا سيما الحديد والكالسيوم والمغنيسيوم. هذا التأثير يُعزز الشعور بالراحة بعد تناول الطعام ويُقلل من الانتفاخ والغازات.
مرق الدجاج كوسيلة فعالة لتقوية المناعة ومكافحة الالتهابات
واحدة من أبرز الاستخدامات التقليدية لمرق الدجاج هي عند الإصابة بالبرد أو الزكام، وليس هذا عبثًا. يحتوي المرق على الأحماض الأمينية مثل السيستين الذي يُساعد في تسييل المخاط وتسهيل خروجه من الجسم، مما يخفف من الاحتقان ويُسرّع الشفاء. كذلك، يحتوي على مضادات أكسدة طبيعية مثل السيلينيوم والزنك، والتي تُسهم في تقوية جهاز المناعة. وتُشير بعض الدراسات إلى أن تناول مرق الدجاج بانتظام يُقلل من مستوى الالتهابات في الجسم، وهو أمر بالغ الأهمية للوقاية من الأمراض المزمنة. ولأن المرق يُعد سهل الهضم، فهو خيار مثالي أثناء فترة النقاهة أو بعد العمليات الجراحية.
دور مرق الدجاج في تعزيز صحة العظام والمفاصل
عند تحضير مرق الدجاج باستخدام العظام، فإن عملية الغلي تُطلق كميات كبيرة من الكولاجين والجيلاتين، وهما عنصران أساسيان في دعم صحة العظام والغضاريف. الكولاجين هو البروتين الأساسي الذي يُشكل البنية الهيكلية للعظام والمفاصل والجلد، ونقصه يؤدي إلى تدهور في هذه الوظائف. كما يحتوي المرق على الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور، والتي تُحافظ على كثافة العظام وتُقلل من خطر الإصابة بالهشاشة، خاصة لدى النساء في سن اليأس. وللرياضيين وكبار السن، فإن المرق يُعتبر علاجًا طبيعيًا لتقليل آلام المفاصل وتحسين المرونة الحركية.
مرق الدجاج كخيار غذائي منخفض السعرات الحرارية
لأولئك الذين يتبعون أنظمة غذائية لتقليل الوزن، يُعد مرق الدجاج خيارًا ممتازًا. فكل كوب يحتوي على حوالي 12 إلى 15 سعرة حرارية فقط إذا لم تتم إضافة دهون أو مكونات إضافية. وعلى الرغم من انخفاض سعراته، إلا أنه يمنح شعورًا بالشبع بفضل محتواه من البروتين والجيلاتين. هذا ما يجعله وجبة بينية مناسبة خلال اليوم دون أن يُخلّ بالنظام الغذائي. كما يُستخدم كأساس للشوربات الصحية التي تدمج بين العناصر الغذائية والسعرات المنخفضة، ما يجعله عنصرًا استراتيجياً في حمية الكيتو والدايت منخفض الكربوهيدرات.
أضرار مرق الدجاج المصنع وارتفاع محتواه من الصوديوم
على الجانب الآخر، فإن مكعبات مرق الدجاج الجاهزة تحتوي على نسب مرتفعة للغاية من الصوديوم، تصل أحيانًا إلى 800 ملغ في المكعب الواحد، وهي كمية تتجاوز الحد اليومي الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية. تناول هذا النوع من المرق بشكل متكرر يُسهم في رفع ضغط الدم ويُشكل عبئًا على الكلى. كما يُزيد من احتباس السوائل في الجسم ويُشكل خطرًا على مرضى القلب والحوامل. لذا، فإن الفرق بين المرق الطبيعي والمصنع يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار دائمًا.
مخاطر المواد المضافة في مرق الدجاج المصنع
غالبًا ما تحتوي مكعبات مرق الدجاج التجارية على مواد حافظة ومحسنات نكهة، وأشهرها الغلوتامات أحادية الصوديوم (MSG)، وهي مادة أثيرت حولها الكثير من المخاوف الصحية. بعض الأشخاص يُعانون من ما يُعرف بـ”متلازمة المطعم الصيني” نتيجة التحسس من هذه المادة، والتي تتجلى في الصداع، وخفقان القلب، والغثيان. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بعض الأنواع على زيوت مهدرجة وسكر مضاف، مما يُحّول المنتج إلى عنصر ضار بالصحة العامة. وعند الأطفال، قد تؤثر هذه المواد على التركيز والسلوك إذا ما تم تناولها بكثرة.
التوصيات لاستهلاك مرق الدجاج بشكل صحي
للحصول على أقصى فائدة من مرق الدجاج وتجنب أضراره، يُنصح بتحضيره في المنزل باستخدام دجاج عضوي وخضروات طازجة، دون إضافة ملح بكميات كبيرة. من الأفضل غلي العظام والجلد والغضاريف لمدة طويلة تصل إلى 12 ساعة للحصول على أعلى تركيز من العناصر الغذائية. كما يمكن إضافة أعشاب مثل الزعتر وإكليل الجبل والثوم لتعزيز النكهة والفائدة الصحية. وفي حالة استخدام مكعبات مرق جاهزة، يُفضل اختيار الأنواع الخالية من المواد الحافظة والغلوتامات، مع تقليل الكمية المستخدمة وتخفيفها بالماء قدر الإمكان.
القيمة الغذائية في مرق الدجاج الطبيعي
يحتوي مرق الدجاج الطبيعي على العديد من العناصر المفيدة مثل الكولاجين، الأحماض الأمينية (مثل الجلايسين والبرولين)، الفيتامينات (مثل B12 وB6)، ومعادن مثل الحديد، الزنك، المغنيسيوم، والكالسيوم. كما أن محتواه من الدهون يكون منخفضًا نسبيًا، خاصة إذا تم إزالة طبقة الدهن السطحية بعد التبريد. وتكمن أهمية هذه العناصر في دورها في تعزيز الصحة العامة، وتحسين المزاج، ودعم الأداء الذهني. لذلك فإن تناوله بانتظام يمكن أن يُساهم في تحسين جودة الحياة على المدى الطويل.