فيلدا سمور ليست مجرد فنانة سورية عابرة في سجل الدراما العربية، بل هي أيقونة فنية شكلت جزءًا من ملامح الدراما السورية المعاصرة. تمتلك تاريخًا طويلًا من العطاء الفني الذي امتد لعقود، وما تزال إلى اليوم محط أنظار المتابعين والنقاد على حد سواء. في هذا المقال، نسلّط الضوء على معلومات دقيقة وحديثة حول تاريخ ميلادها وعمرها، ونغوص في تفاصيل شخصيتها ومسيرتها التي حفرت لنفسها مكانة راسخة في الذاكرة الجماهيرية.
أقسام المقال
فيلدا سمور: تاريخ الميلاد والبدايات الأولى
وُلدت الفنانة فيلدا سمور في 8 أكتوبر عام 1955 بمحافظة السويداء في سوريا، ويبلغ عمرها في عام 2025 نحو 70 عامًا. تنتمي لعائلة مثقفة مهتمة بالأدب والفن، وقد لعب هذا المحيط دورًا مهمًا في توجيهها نحو التمثيل منذ سن مبكرة. نشأت على حب المسرح والقراءة، ما ساهم في بناء شخصيتها الفكرية قبل أن تصقل موهبتها العملية على خشبة المسرح وفي معهد الفنون المسرحية بدمشق، الذي تخرجت فيه ضمن دفعة ضمّت عددًا من أبرز وجوه الفن السوري.
فيلدا سمور: مسيرة فنية حافلة بالإنجازات
دخلت فيلدا سمور عالم الفن عبر بوابة المسرح، حيث شاركت في عدد من الأعمال التي نالت إعجاب النقاد، وسرعان ما انتقلت إلى التلفزيون لتتألق في عشرات المسلسلات السورية. لعبت أدوارًا نسائية محورية في أعمال اجتماعية وتاريخية وبيئية معاصرة، ومن أشهر أعمالها “نهاية رجل شجاع”، “الخوالي”، “أحلام كبيرة”، و”باب الحارة”. لم تقتصر مشاركاتها على الشاشة الصغيرة، بل كانت لها إسهامات في السينما السورية، منها فيلم “الليل”، الذي مثّل سوريا في مهرجانات دولية.
فيلدا سمور: الجوائز والتكريمات
حصدت الفنانة فيلدا سمور خلال مسيرتها الفنية العديد من الجوائز وشهادات التقدير، أبرزها تكريمات من مهرجان دمشق المسرحي ومهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون. وقد عبّر الكثير من النقاد عن احترامهم لتفانيها في أداء أدوارها، سواء كانت بطولة أو دورًا ثانويًا. ما يميزها أنها لم تبحث يومًا عن الأضواء بقدر ما سعت لتقديم فن حقيقي وملتزم، مما جعلها تحظى باحترام الجمهور والنقاد على حد سواء.
فيلدا سمور: تأثيرها في الأجيال الجديدة
استطاعت فيلدا سمور أن تكون مرجعًا للأجيال الجديدة من الممثلين، ليس فقط من خلال أدائها الاحترافي، بل من خلال شخصيتها الهادئة والمنضبطة التي تمثل نموذجًا للفنان المثقف. كثير من الممثلين الشباب الذين عملوا معها تحدثوا عن دعمها لهم ومساعدتها في فهم أعمق لتفاصيل الأداء. كما أنها شاركت في لجان تحكيم بمهرجانات مسرحية ودرامية، وأسهمت في تقييم تجارب فنية ناشئة.
فيلدا سمور: الحياة الشخصية والاهتمامات
رغم أن فيلدا سمور تُعرف بشخصيتها الفنية، إلا أن حياتها الشخصية بعيدة عن الأضواء. لم تُعرف بتورطها في جدالات أو ظهور إعلامي متكرر، فهي تفضل الخصوصية. لديها شغف بالأدب الروسي، وغالبًا ما تتحدث عن إعجابها بأعمال دوستويفسكي وتشيخوف. كما تهتم بالقضايا الإنسانية، وتشارك في فعاليات توعوية تدعم المرأة والطفل في سوريا والعالم العربي. هذه الجوانب الإنسانية من شخصيتها تعكس التزامها الأخلاقي والاجتماعي.
فيلدا سمور: نظرة مستقبلية
رغم تقدمها في العمر، لا تزال فيلدا سمور محافظة على حضورها الفني المتجدد. ظهرت مؤخرًا في أعمال درامية عُرضت خلال موسم رمضان 2024، وشاركت في ورش تمثيل موجهة للشباب في دمشق. تؤمن أن العمر لا يشكل عائقًا أمام الإبداع، بل يعطي الفنان بعدًا أعمق وخبرة أكبر تساعده على أداء الأدوار المركبة. تعكف حاليًا على قراءة سيناريو جديد يُنتظر أن يعيدها إلى دور البطولة في عمل اجتماعي معاصر.
فيلدا سمور: مواقفها الثقافية والفكرية
من المعروف عن فيلدا سمور أنها لا تلتزم فقط بالأدوار الفنية، بل تعبّر عن مواقفها الفكرية في لقاءاتها المحدودة. ترى أن الدراما العربية بحاجة إلى تجديد في الطرح لا في الشكل فقط، وتؤمن بأن الرسالة الفنية يجب أن تكون أعمق من مجرد الترفيه. كثيرًا ما تدعو إلى إبراز قضايا الهوية والمرأة والعنف الأسري في الأعمال الدرامية، وتدعو الممثلين الشباب إلى عدم الانجراف وراء الشهرة الفارغة.
فيلدا سمور: الحضور الإعلامي المتزن
تتجنب فيلدا سمور الظهور الإعلامي المستهلك، وتفضل أن يكون لكل لقاء إعلامي تقوم به هدف وطرح عميق. في حواراتها النادرة، تتحدث عن فلسفة الفن، وتطرح رؤى نقدية حول تطورات الساحة الفنية السورية والعربية. هذا الأسلوب جعلها محط احترام ليس فقط كفنانة، بل كمثقفة تمتلك رأيًا ناضجًا وشجاعًا.