فيلدا سمور في دار المسنين

لم تكن تصريحات الفنانة السورية فيلدا سمور مجرّد كلام عابر أو لحظة عاطفية مؤقتة، بل مثّلت لحظة صدق إنساني نادر في الوسط الفني. فقد أعلنت النجمة المخضرمة نيتها دخول دار للمسنين في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا، ليس فقط بسبب طبيعة القرار، بل لأنه جاء من فنانة عُرفت طوال حياتها المهنية بثبات الموقف ووضوح الرؤية. وبين تأييد، تعاطف، ودهشة، فتحت هذه الخطوة الباب لنقاش مجتمعي أكبر حول معاني الكرامة، الشيخوخة، والعلاقات الأسرية في زمن تتسارع فيه المتغيرات.

فيلدا سمور تعلن دخول دار المسنين

قالت فيلدا سمور، البالغة من العمر 69 عامًا، إنها تفكر جديًا في الانتقال إلى دار رعاية المسنين، مؤكدة أنها لم تعد ترغب في أن تكون عبئًا على أي شخص، حتى ولو كان ابنها الوحيد. وجاءت هذه التصريحات خلال لقاء إعلامي تحدثت فيه بصدق مؤثر عن مشاعر الوحدة التي قد يشعر بها كبار السن، حتى حين يكونون محاطين بالأبناء والأقارب. وأضافت أنها تعتبر هذا القرار وسيلة للحفاظ على كرامتها، وللحصول على رعاية متخصصة في بيئة مناسبة.

فيلدا سمور تبتعد عن ابنها

أوضحت فيلدا أن ابنها يعيش في دولة أخرى، ويواجه مسؤوليات عمل وعائلة، ما يجعله غير قادر على التفرغ الكامل لها. وبرغم حبها الكبير له، أكدت أنها لا تريد أن تعيقه أو تشعره بالذنب. وتابعت: “الحياة سرقتني منه وسرقته مني، وأنا راضية ومقدّرة لكل الظروف”. هذه الكلمات عكست نضجًا عاطفيًا وإنسانيًا كبيرًا، ورسالة ضمنية موجهة للآباء والأبناء على حد سواء حول أهمية التفاهم والواقعية في العلاقات العائلية.

تفاعل واسع مع تصريح فيلدا سمور

فور انتشار تصريحاتها، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات مؤيدة ومتعاطفة. العديد من المعجبين أشادوا بجرأتها وصدقها، واعتبروا أن ما فعلته يعكس شجاعة نادرة في الاعتراف بالحاجة للدعم والرعاية. في المقابل، عبّر آخرون عن حزنهم من فكرة أن فنانة بحجمها وتاريخها تفكر في قضاء أيامها الأخيرة بعيدًا عن دفء العائلة، وهو ما أعاد تسليط الضوء على واقع مؤلم يعيشه كثير من كبار السن في مجتمعاتنا.

شقيقة فيلدا سمور تنفي تصريحها

خرجت الفنانة ليلى سمور، شقيقة فيلدا، لتوضح أن أختها لا تعيش في دار للمسنين، وأنها صرّحت فقط بنيتها لذلك مستقبلًا. وأكدت أن فيلدا تعيش حاليًا في منزلها وبين أحبائها، وأن ما تم تداوله إعلاميًا فُهم على نحو خاطئ. وأضافت: “فيلدا كانت تتحدث عن المستقبل كاحتمال، وليس عن وضعها الحالي، وهي بخير ومحاطة بالرعاية والاحترام”. هذا النفي الجزئي زاد من الغموض المحيط بالقصة، لكنه لم ينفِ الرسالة الجوهرية التي أرادت فيلدا إيصالها.

جدل حول قرار فيلدا سمور

تفاوتت الآراء بين مؤيد يرى أن دخول دار المسنين لا يقلل من قيمة الإنسان، بل قد يوفّر له بيئة رعاية متكاملة، وبين من اعتبره نوعًا من الهروب من المسؤوليات العائلية. وقد أشار البعض إلى أن الحديث عن هذه المواضيع لا يزال محاطًا بالوصمة الاجتماعية، خصوصًا في المجتمعات العربية. قرار فيلدا سمور بهذا الشكل الصريح أعاد الجدل حول أهمية إعادة تقييم مواقفنا من مفاهيم الرعاية، والمسؤولية، والشيخوخة.

فيلدا سمور تفتح نقاش رعاية المسنين

أثارت تصريحات فيلدا سمور تساؤلات مجتمعية هامة حول واقع دور المسنين في العالم العربي، ومدى جهوزيتها لتوفير بيئة صحية وإنسانية للمقيمين فيها. كما سلطت الضوء على الفجوة العاطفية التي قد تنشأ بين الأجيال، خاصة مع تسارع وتيرة الحياة الحديثة. وقد تكون كلماتها دافعًا للعديد من العائلات لمراجعة طريقة تعاملها مع كبار السن، وتقديرهم، وتوفير الرعاية النفسية والاجتماعية لهم، لا فقط الجسدية.

فيلدا سمور ومسيرة فنية تستحق الاحترام

رغم كل الجدل، لم ينس الجمهور أن فيلدا سمور واحدة من أعمدة الدراما السورية، وقدمت عشرات الأدوار التي حفرت في ذاكرة المتلقي العربي. امتازت أدوراها بالهدوء، والرصانة، والقدرة على إيصال المعنى بأبسط الأدوات. وقد يكون الحديث عن دار المسنين فرصة للتذكير بضرورة تكريم هؤلاء الفنانين في حياتهم، وليس فقط بعد رحيلهم، والاحتفاء بعطائهم الفني والإنساني.