في عالم يتسم بالعولمة والانفتاح على التنقل والسفر، يُعد جواز السفر أحد أقوى الأدوات التي تحدد مدى حرية الأفراد في عبور الحدود واستكشاف العالم. وبينما يتمتع مواطنو بعض الدول بإمكانية السفر إلى عشرات الدول دون تأشيرة، يعاني مواطنو دول أخرى من قيود كبيرة تحد من حركتهم. ومن بين هذه الدول، تأتي إريتريا التي يواجه مواطنوها تحديات معقدة عند محاولة السفر للخارج. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل قوة جواز سفر إريتريا، الدول المتاحة أمام مواطنيها، والعوامل التي تؤثر في تصنيفه العالمي.
أقسام المقال
- ما هو ترتيب جواز السفر الإريتري عالميًا؟
- الدول التي تسمح بدخول الإريتريين بدون تأشيرة
- الدول التي تقدم تأشيرة عند الوصول أو تأشيرة إلكترونية
- العوائق الداخلية أمام الحصول على جواز سفر إريتري
- التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لضعف الجواز
- فرص تحسين قوة جواز السفر الإريتري
- الفرق بين الجواز الإريتري وجوازات القرن الإفريقي
- خاتمة
ما هو ترتيب جواز السفر الإريتري عالميًا؟
بحسب مؤشر هينلي لجوازات السفر لعام 2025، يحتل جواز السفر الإريتري المرتبة 94 عالميًا، مما يضعه ضمن أضعف جوازات السفر في العالم من حيث حرية التنقل. يتيح هذا الجواز لحامليه السفر إلى 40 وجهة فقط دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة، سواء عبر الدخول مباشرة أو بالحصول على تأشيرة عند الوصول. وعلى الرغم من تحسن الترتيب مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن الفجوة لا تزال كبيرة مقارنة بدول مثل اليابان وسنغافورة والإمارات التي تتيح جوازاتها دخول أكثر من 170 وجهة.
الدول التي تسمح بدخول الإريتريين بدون تأشيرة
حتى مايو 2025، يمكن لحاملي جواز السفر الإريتري دخول عدد محدود من الدول دون الحاجة إلى تأشيرة، ويبلغ عدد هذه الدول نحو 12 فقط. تشمل أبرز هذه الوجهات:
- دومينيكا – الإقامة لمدة 21 يومًا
- الفلبين – الإقامة لمدة 30 يومًا
- غامبيا – الإقامة لمدة 30 يومًا
- أوغندا – الإقامة حتى 90 يومًا
- بنن – الإقامة لمدة 90 يومًا
- جزر كوك ونييوي – إقامة قصيرة لأغراض السياحة
تعتبر هذه الدول وجهات محدودة جغرافيًا، وغالبًا ما تكون دولًا صغيرة أو تعتمد على السياحة في اقتصادها، لذا فهي تسعى إلى تسهيل الوصول إليها لزيادة عدد الزوار.
الدول التي تقدم تأشيرة عند الوصول أو تأشيرة إلكترونية
إلى جانب الدول التي تسمح بالدخول دون تأشيرة، تقدم حوالي 28 دولة للمواطنين الإريتريين خيار الحصول على تأشيرة عند الوصول أو التقديم المسبق عبر الإنترنت للحصول على تأشيرة إلكترونية. تشمل هذه الدول:
- إيران، كمبوديا، نيبال، لاوس
- جزر القمر، الرأس الأخضر، سيشل
- بوليفيا، تيمور الشرقية، مدغشقر
- غانا، غينيا بيساو، توغو
- المالديف، موزمبيق، موريشيوس
رغم أن هذه الخيارات توفر مرونة أكبر، إلا أنها لا تزال تتطلب تخطيطًا مسبقًا وتحمّلًا لتكاليف إضافية، وهو ما قد يكون عائقًا أمام كثير من المواطنين.
العوائق الداخلية أمام الحصول على جواز سفر إريتري
لا تتوقف التحديات عند حدود الجواز فقط، بل تشمل أيضًا إجراءات الحصول عليه. إذ تشترط السلطات الإريترية إتمام الخدمة الوطنية الإلزامية، والتي قد تستمر لسنوات دون نهاية واضحة، كشرط مسبق للحصول على جواز السفر. كما يُلزم المواطنون المقيمون في الخارج بدفع “ضريبة الشتات” بنسبة 2% من دخلهم السنوي مقابل الخدمات القنصلية وتجديد الجواز.
كل هذه الشروط تُثقل كاهل المواطن وتجعله في مواجهة سلسلة طويلة من العقبات حتى قبل التفكير في وجهة السفر.
التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لضعف الجواز
يؤثر ضعف الجواز الإريتري على الفرد والمجتمع بشكل عام، حيث يحد من فرص السفر للدراسة أو العمل، ويُقيّد مشاركة الشباب في الفعاليات العلمية والرياضية والثقافية. كما يعوق فرص رجال الأعمال في توسيع أنشطتهم الدولية، ويُضعف شبكة العلاقات التجارية والاستثمارية للدولة.
في المقابل، يفتح الجوازات القوية أمام مواطنيها أبوابًا واسعة للفرص والنجاح والتفاعل مع العالم، وهو ما تفتقر إليه إريتريا في الوقت الراهن.
فرص تحسين قوة جواز السفر الإريتري
رغم هذا الواقع الصعب، لا تزال هناك فرص لتحسين قوة الجواز الإريتري. تشمل هذه الفرص:
- تحسين صورة البلاد خارجيًا عبر احترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان.
- تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع دول القارات الخمس.
- توقيع اتفاقيات ثنائية مع دول تسمح بتسهيلات سفر متبادلة.
- تبني سياسة أكثر مرونة في منح الجوازات وتخفيض متطلبات الحصول عليها.
الفرق بين الجواز الإريتري وجوازات القرن الإفريقي
بالمقارنة مع جوازات دول الجوار في منطقة القرن الإفريقي، لا يزال جواز إريتريا من الأضعف. فمثلًا، يحتل جواز جيبوتي المرتبة 78 عالميًا ويتيح السفر إلى أكثر من 60 وجهة. أما جواز إثيوبيا، فيمنح لحامليه حرية الوصول إلى أكثر من 44 دولة، بينما جواز السودان يتيح نحو 40 وجهة.
تُظهر هذه الأرقام الفجوة بين إريتريا وجيرانها، وتعكس انعكاسات الوضع السياسي والدبلوماسي المحلي على تصنيف الجواز.
خاتمة
إن قوة جواز السفر لا تعكس فقط حرية الحركة، بل تمثل امتدادًا لصورة الدولة في الخارج وقدرتها على بناء جسور الثقة مع المجتمع الدولي. جواز السفر الإريتري ما زال في قاع التصنيفات العالمية، مما يتطلب مراجعات داخلية جادة وجهودًا دبلوماسية لتعزيز مكانته. فكل إصلاح يُحدث على المستوى السياسي أو الإداري ينعكس في نهاية المطاف على المواطن الإريتري الطامح للسفر والمشاركة في عالم واسع يتطلب الحضور والتواصل والانفتاح.