في عالم يتزايد فيه الاهتمام بحرية التنقل والسفر، يُعتبر جواز السفر مرآة لقوة الدولة وعلاقاتها الدولية. ومثلما تمثل العملات قوة اقتصادية، فإن جوازات السفر تمثل مدى الاحترام والتقدير الذي تحظى به الدولة على المستوى العالمي. جواز سفر البحرين، الذي ينتمي إلى دولة صغيرة من حيث المساحة ولكن كبيرة من حيث التأثير الدبلوماسي، أصبح يحظى بمكانة متقدمة ضمن تصنيفات جوازات السفر في السنوات الأخيرة. ومع استمرار الجهود السياسية والاستراتيجية لتوسيع شبكة العلاقات الدولية، بات جواز السفر البحريني أداة تمكّن المواطن من الانفتاح على العالم، والسفر بحرية إلى عشرات الدول. هذا المقال يُسلّط الضوء على قوة هذا الجواز من حيث التصنيف، وعدد الدول التي يتيح دخولها، والتسهيلات المرتبطة به، والمبادرات الخليجية الحديثة.
أقسام المقال
- ترتيب جواز سفر البحرين عالميًا في عام 2025
- الدول التي يمكن لحاملي جواز السفر البحريني السفر إليها دون تأشيرة
- الدول التي تمنح تأشيرة عند الوصول أو تأشيرة إلكترونية لحاملي جواز السفر البحريني
- التطورات الحديثة: سياسة الإعفاء من التأشيرة مع الصين
- مبادرة التأشيرة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي
- الآفاق المستقبلية لجواز السفر البحريني
- جواز السفر البحريني كأداة للتكامل الاقتصادي
ترتيب جواز سفر البحرين عالميًا في عام 2025
بحسب آخر تصنيف لمؤشر هينلي العالمي لقوة جوازات السفر، فإن جواز سفر مملكة البحرين يحتل المرتبة 58 على مستوى العالم في عام 2025. يُمكّن هذا الترتيب المواطن البحريني من دخول 87 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة. هذا التحسن الملحوظ مقارنةً بالأعوام السابقة يُعزى إلى سياسة الانفتاح التي تتبعها المملكة، إضافة إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع العديد من الدول. ويُعد هذا التصنيف مؤشرًا واضحًا على مدى النجاح الذي تحققه البحرين في توسيع شبكة علاقاتها الدولية.
الدول التي يمكن لحاملي جواز السفر البحريني السفر إليها دون تأشيرة
من أبرز مظاهر قوة جواز السفر البحريني أنه يمنح حامله إمكانية دخول عدد كبير من الدول دون الحاجة إلى تأشيرة. يشمل ذلك دولًا من مختلف القارات، ما يفتح المجال أمام المواطن البحريني للسفر بغرض العمل، أو السياحة، أو الدراسة بسهولة ويسر. وتضم قائمة الدول:
- آسيا: الإمارات، السعودية، قطر، الكويت، عمان، الأردن، لبنان، كوريا الجنوبية، ماليزيا، الفلبين، سنغافورة، جورجيا، كازاخستان، هونغ كونغ.
- أوروبا: بيلاروس، كوسوفو، صربيا، المملكة المتحدة، ألبانيا، البوسنة والهرسك.
- أفريقيا: مصر، المغرب، تونس، موريشيوس، السنغال، بوتسوانا.
- الأمريكتان: الإكوادور، السلفادور، هايتي، نيكاراغوا، بربادوس، دومينيكا.
- أوقيانوسيا: جزر كوك، ميكرونيزيا، نييوي، فانواتو.
هذا الانتشار الجغرافي يدل على مكانة البحرين كشريك موثوق به على الساحة العالمية، كما يفتح أبوابًا جديدة للمواطنين للاستكشاف والتفاعل مع ثقافات متعددة.
الدول التي تمنح تأشيرة عند الوصول أو تأشيرة إلكترونية لحاملي جواز السفر البحريني
لا تقتصر قوة جواز السفر البحريني على السفر دون تأشيرة فقط، بل يمتد التأثير إلى تسهيلات أخرى تشمل التأشيرات الإلكترونية والتأشيرات عند الوصول. هذه التسهيلات تُظهر مدى استعداد الدول للتعامل المرن مع المواطنين البحرينيين، مما يعكس الثقة والاحترام.
- تأشيرة عند الوصول: أذربيجان، نيبال، لاوس، المالديف، كمبوديا، العراق، اليمن، بوليفيا، موزمبيق، زامبيا، توفالو.
- تأشيرة إلكترونية: الصين، الهند، أرمينيا، إثيوبيا، طاجيكستان، أوغندا، كينيا، سيراليون، تنزانيا.
الخيارات الواسعة في نوع التأشيرات تُسهّل على المواطن اتخاذ قرارات السفر دون القلق من تعقيدات الإجراءات، وتُعزز من إمكانياته المهنية والتعليمية والترفيهية.
التطورات الحديثة: سياسة الإعفاء من التأشيرة مع الصين
في خطوة تاريخية جديدة، أعلنت جمهورية الصين الشعبية عن إعفاء مواطني البحرين من التأشيرة اعتبارًا من يونيو 2025، لمدة عام كامل، للسفر لأغراض السياحة أو العمل لمدة لا تتجاوز 30 يومًا. هذا القرار يأتي كجزء من استراتيجية الصين لتعزيز علاقاتها بدول مجلس التعاون الخليجي، ويُعد من أبرز التحولات في العلاقات البحرينية الصينية. من المتوقع أن يزيد هذا القرار من حجم التبادل السياحي والتجاري، ويُحفّز رجال الأعمال البحرينيين على الاستفادة من الفرص الاستثمارية في السوق الصيني.
مبادرة التأشيرة الموحدة لدول مجلس التعاون الخليجي
في ظل الجهود الخليجية للتكامل الاقتصادي والسياحي، تعمل دول مجلس التعاون على إطلاق تأشيرة موحدة تُعرف إعلاميًا بـ”شنغن الخليج”. ستُتيح هذه التأشيرة الموحدة للسياح الأجانب زيارة جميع دول المجلس بتأشيرة واحدة، وهو ما سيعزز من مكانة دول الخليج كوجهة سياحية موحدة وجذابة. البحرين، بصفتها دولة ذات موقع استراتيجي واقتصاد منفتح، ستكون من أبرز المستفيدين من هذه المبادرة. كما أن هذه الخطوة ستعزز من تنافسية المنطقة على مستوى السياحة الدولية.
الآفاق المستقبلية لجواز السفر البحريني
يبدو مستقبل جواز السفر البحريني واعدًا، إذ تستمر الحكومة في توقيع اتفاقيات ثنائية تُعفي المواطنين من التأشيرات أو تسهّل الحصول عليها. هذه السياسات تُشير إلى حرص البحرين على تعزيز قيمة جوازها كأداة للانفتاح والتنمية. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يُسهم التحول الرقمي في تحسين تجربة إصدار الجوازات والتأشيرات الإلكترونية، ما يعزز من كفاءة الخدمات الحكومية.
كما تعمل المملكة على فتح آفاق جديدة من خلال توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية مع دول من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وهي مناطق ذات نمو متسارع، ما سيُضيف مزيدًا من القوة لجواز السفر البحريني.
جواز السفر البحريني كأداة للتكامل الاقتصادي
لا يمكن النظر إلى قوة جواز السفر بمعزل عن الرؤية الاقتصادية للبحرين. فسهولة التنقل تعني انفتاحًا أكبر على الأسواق، وتشجيعًا لحركة رواد الأعمال والمستثمرين. وقد أثبتت التجربة أن دولًا تمتلك جوازات سفر قوية غالبًا ما تستقطب مزيدًا من الاستثمارات، نظرًا لقدرة رجال الأعمال على التنقل بسهولة. البحرين تسير على هذا النهج، من خلال مواءمة أدواتها السيادية، ومنها جواز السفر، مع استراتيجياتها الاقتصادية طويلة الأجل.