يشهد جواز السفر السعودي تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبح يعكس بشكل كبير المكانة المتصاعدة للمملكة على الساحة الدولية. وبينما كان تصنيفه متوسطًا في السابق، بات يشهد تحسنًا تدريجيًا عامًا بعد عام، نتيجة لتحولات سياسية ودبلوماسية واقتصادية واسعة. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل قوة جواز السفر السعودي، وعدد الدول التي يتيح دخولها، وترتيبه الحقيقي عالميًا حتى عام 2025، مع التطرق إلى عوامل القوة المستقبلية وأثر هذه الوثيقة الحيوية على حياة المواطنين السعوديين في الداخل والخارج.
أقسام المقال
ترتيب جواز سفر السعودية عالميًا
بحسب مؤشر هينلي لجوازات السفر لعام 2025، يحتل جواز السفر السعودي المرتبة 59 عالميًا، وهي مرتبة متقدمة نسبيًا مقارنة بموقعه في السنوات الماضية. وقد أحرز هذا التقدم بفضل جهود المملكة في توسيع علاقاتها الدولية والدفع نحو توقيع اتفاقيات سفر تعفي المواطنين السعوديين من التأشيرات أو توفر لهم تأشيرات عند الوصول. ويعد هذا المؤشر واحدًا من أهم المؤشرات العالمية التي تُعتمد في تقييم قوة جوازات السفر بناءً على عدد الوجهات الممكن دخولها بدون تأشيرة.
الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة
حتى عام 2025، يُتيح جواز السفر السعودي دخول 44 دولة دون الحاجة إلى تأشيرة، بينما يمكن دخول 42 دولة أخرى عبر تأشيرة إلكترونية أو تأشيرة عند الوصول، ليصبح المجموع 86 وجهة. ومن أبرز الدول التي يمكن دخولها بدون تأشيرة: الإمارات، البحرين، مصر، جورجيا، كوريا الجنوبية، ماليزيا، المغرب، الأردن، تونس، جنوب أفريقيا، أندونيسيا، والفلبين. ويُلاحظ أن معظم هذه الدول تنتمي إلى مناطق ذات أهمية سياحية وتجارية للمواطنين السعوديين.
التسهيلات الإلكترونية وتأشيرات الوصول
وفرت العديد من الدول تسهيلات إلكترونية لحاملي الجواز السعودي عبر منصات رقمية مخصصة لاستخراج التأشيرة المسبقة بسهولة، مثل تأشيرة الهند الإلكترونية، وتأشيرة تركيا الإلكترونية التي يتم إصدارها خلال دقائق. كما أن عددًا من الدول الأخرى، مثل كينيا وأذربيجان وطاجيكستان، تمنح السعوديين تأشيرة عند الوصول دون تعقيد، مما يفتح الأبواب لمزيد من السفر العفوي والسهل.
العوامل المؤثرة في قوة الجواز السعودي
يرتبط تحسن ترتيب جواز السفر السعودي بعدة عوامل داخلية وخارجية. داخليًا، تلعب الاستقرار الأمني والاقتصادي دورًا كبيرًا في تحسين صورة المملكة عالميًا. أما خارجيًا، فإن السياسة الخارجية المرنة والتحركات الدبلوماسية النشطة أسهمت في بناء علاقات ثنائية مع مختلف دول العالم، ما أدى إلى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات السفر والتنقل.
الخطط المستقبلية لتعزيز قوة الجواز
وضعت السعودية ضمن رؤية 2030 أهدافًا تتعلق بتحسين مكانة المواطن عالميًا، وتشمل هذه الأهداف تعزيز قيمة جواز السفر السعودي. ولهذا، تعمل المملكة على توسيع شبكة الاتفاقيات الثنائية لتشمل دولًا أوروبية وأمريكية جديدة، مما قد يسهم في دخول دول مثل الاتحاد الأوروبي أو أمريكا اللاتينية مستقبلاً دون تأشيرة، أو عبر تأشيرة إلكترونية مبسطة.
أهمية الجواز القوي للمواطنين
إن جواز السفر القوي يُعدّ من أدوات تمكين المواطن، إذ يختصر عليه الجهد والوقت والتكاليف في التنقل والسفر. وهو يسهم في تحفيز السياحة الفردية، ويمنح الثقة للمواطن أثناء تواجده خارج البلاد. كما أنه يسهل ممارسة الأعمال التجارية، ويساعد الطلاب على الوصول إلى الجامعات العالمية بسهولة، وهو ما ينسجم مع خطط الدولة لتمكين الأفراد في شتى المجالات.
أثر العلاقات الدبلوماسية على الجواز
ساهمت الزيارات الرسمية المتكررة، والانفتاح الدبلوماسي على دول العالم، في تحسين العلاقات السياسية بين السعودية وعدد كبير من الدول، ما انعكس مباشرة على قوة الجواز. الاتفاقيات التي تم توقيعها مع دول في آسيا الوسطى، وشرق أوروبا، وأفريقيا، كان لها تأثير واضح على سهولة دخول المواطنين إلى تلك البلدان، حيث بدأت كثير منها بإلغاء التأشيرة أو منحها عند الوصول.
خاتمة
بات جواز السفر السعودي يعكس بوضوح ما تحققه المملكة من تقدم سياسي واقتصادي ودبلوماسي على مستوى العالم. ومع التوسع في العلاقات الخارجية وتزايد عدد الدول التي تستقبل السعوديين بدون تأشيرة، تزداد حرية التنقل، ويتعزز الشعور بالثقة في التعامل الدولي. وتبقى آفاق التحسن مستمرة مع طموحات رؤية 2030، حيث تتطلع المملكة إلى جعل جوازها من بين الأقوى عالميًا.