قوة جواز سفر باكستان

في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى حرية التنقل والسفر من أجل التعليم والعمل والسياحة، بات تصنيف جوازات السفر أحد المؤشرات المهمة على مدى انفتاح الدول على العالم. ويُعد جواز السفر الباكستاني من الجوازات التي كثيرًا ما تُطرح حولها التساؤلات، خاصة بسبب ترتيبه المتأخر في المؤشرات العالمية. في هذا المقال، نسلط الضوء على قوة جواز سفر باكستان، والتحديات التي يواجهها حاملوه، والدول التي يمكن السفر إليها، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة في ترتيبه مقارنة بجوازات السفر العالمية الأخرى.

تصنيف جواز سفر باكستان عالميًا

يأتي جواز سفر باكستان في المرتبة 103 عالميًا بحسب مؤشر “هينلي” لجوازات السفر لعام 2025، وهو من المؤشرات الأكثر شهرة واعتمادًا عالميًا. يمنح هذا الجواز حامليه إمكانية السفر إلى 33 دولة فقط بدون تأشيرة أو مع تأشيرة عند الوصول. ويضع هذا التصنيف الجواز الباكستاني ضمن الجوازات العشر الأضعف على مستوى العالم.

وفي مؤشر “آرتون كابيتال” (Passport Index)، وهو مؤشر آخر شهير، حصل جواز باكستان على درجة تنقل تبلغ 46 نقطة، تشمل تأشيرات مجانية وتأشيرات عند الوصول وتأشيرات إلكترونية. بينما يصنف مؤشر “غلوبال باسبورت باور رانك” الجواز الباكستاني في المرتبة 92 من أصل 199 جوازًا حول العالم.

الدول التي يمكن لحاملي جواز سفر باكستان دخولها بدون تأشيرة

رغم التصنيف المتأخر، لا يزال هناك عدد من الدول التي تسمح لحاملي الجواز الباكستاني بالدخول إليها دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة. من بين هذه الدول: هايتي، دومينيكا، فانواتو، ميكرونيزيا، رواندا، سانت فنسنت والغرينادين، تيمور الشرقية، وقطر. غالبية هذه الدول صغيرة أو نامية، لكنها تمثل خيارات مهمة للمواطن الباكستاني الذي يسعى للسفر بغرض السياحة أو العمل المؤقت أو حتى الاستثمار.

الدول التي تقدم تأشيرة عند الوصول أو تأشيرة إلكترونية

بالإضافة إلى الدول التي لا تتطلب تأشيرة، تتيح العديد من الدول الأخرى لحاملي الجواز الباكستاني الدخول عبر نظام التأشيرة عند الوصول أو التأشيرة الإلكترونية. وتشمل هذه الدول تركيا، كينيا، نيبال، سريلانكا، موزمبيق، مدغشقر، زيمبابوي، إيران، ومالديف. هذه الخيارات تمنح مرونة أكبر للمسافر، ولكنها تبقى مشروطة بموافقة السلطات عند الوصول أو بالتقديم المسبق عبر الإنترنت.

العوامل المؤثرة في تصنيف جواز سفر باكستان

يعتمد تصنيف جواز السفر على عدة عوامل دولية معقدة، أبرزها الاستقرار السياسي، الأمن الداخلي، والعلاقات الدبلوماسية مع الدول الأخرى. جواز سفر باكستان يعاني من القيود بسبب التوترات الأمنية في بعض مناطق البلاد، بالإضافة إلى المخاوف من الهجرة غير الشرعية. كما أن غياب الاتفاقيات الثنائية مع دول كثيرة يساهم في ضعف ترتيبه.

أضف إلى ذلك التحديات الاقتصادية التي تُضعف من نفوذ باكستان على الساحة الدولية، وعدم مشاركة نشطة في التجمعات الاقتصادية الكبرى التي عادة ما تتضمن اتفاقيات تنقل مرنة بين أعضائها.

مقارنة مع جوازات سفر دول أخرى

عند مقارنة جواز السفر الباكستاني بنظيره الهندي، يتضح الفرق بوضوح. فالهند، رغم بعض التحديات السياسية، تحتل المرتبة 85 عالميًا، ويُمكن لحاملي جوازها دخول أكثر من 57 دولة بدون تأشيرة. أما الجواز البنغلاديشي فيأتي في مرتبة أعلى نسبيًا من الباكستاني، ويتيح الدخول إلى نحو 42 دولة. أما الجوازات العربية مثل جواز السفر الإماراتي، فتتصدر القائمة العالمية بقدرة دخول إلى أكثر من 180 دولة.

هذا التباين يُظهر كيف يمكن للعلاقات الدولية القوية والاستقرار السياسي أن يعززا من قيمة الجواز ويمنحا حامليه مزيدًا من فرص التنقل.

القيود التي تواجه المسافرين الباكستانيين

يعاني المسافرون الباكستانيون من عدة صعوبات تتجاوز مجرد الحصول على التأشيرة. فحتى في الدول التي تتيح تأشيرة إلكترونية، قد يتعرض المتقدمون لتدقيق أمني إضافي، وقد تطول فترات الانتظار، أو تُرفض الطلبات دون مبررات واضحة. كما أن بعض الدول تُطالب برسائل دعوة أو حجوزات فندقية مدفوعة مسبقًا، وهو ما يشكل عبئًا ماليًا على المسافرين.

الجهود الحكومية لتحسين الوضع

تبذل الحكومة الباكستانية جهودًا لتحسين تصنيف جواز السفر، من خلال تعزيز العلاقات مع دول آسيا الوسطى، والدول الإسلامية، والبحث عن اتفاقيات تعاون ثنائي في مجال السفر. كما تسعى وزارة الخارجية لرقمنة الجواز وتطوير نظام إصدار التأشيرات، وهو ما قد يسهم في تسهيل إجراءات السفر مستقبلًا.

كما أن باكستان تحاول الاندماج في تحالفات اقتصادية إقليمية، مثل منظمة شنغهاي للتعاون، مما قد يفتح آفاقًا جديدة أمام مواطنيها في مجال حرية الحركة.

خطوات لتحسين ترتيب جواز السفر الباكستاني

لتحسين ترتيب جواز السفر، يمكن للحكومة الباكستانية اتخاذ عدة خطوات عملية، مثل تعزيز الأمن الداخلي، تحسين صورتها الإعلامية عالميًا، المشاركة في المساعدات الدولية، وتوقيع اتفاقيات ثنائية لتسهيل السفر. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقديم تسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال الأجانب قد يدفع دولًا أخرى إلى الرد بالمثل.

خاتمة

في المجمل، يعكس تصنيف جواز سفر باكستان التحديات السياسية والدبلوماسية التي تواجهها البلاد، لكنه ليس وضعًا دائمًا. يمكن عبر الإصلاحات والعلاقات الدولية النشطة تحسين قوة الجواز وتوسيع آفاق السفر لمواطني باكستان. يبقى الأمل معقودًا على مستقبل أكثر انفتاحًا يسمح لحاملي هذا الجواز بالتنقل بحرية وأمان في أنحاء العالم.