قوة جواز سفر تشاد

يُعد جواز السفر التشادي من الوثائق الرسمية التي تمنحها الدولة لمواطنيها، وهو يمثل الهوية الوطنية خارج حدود الوطن، ويُمكِّن المواطنين من السفر والتنقل حول العالم. رغم أن جواز سفر تشاد لا يُصنّف ضمن أقوى الجوازات عالميًا، إلا أن له حضورًا دبلوماسيًا معقولًا يتيح لحامليه السفر إلى عدد لا بأس به من الدول دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة. ويتغير هذا التصنيف وفقًا للسياسات الدولية والعلاقات الثنائية بين الدول، مما يجعل تتبع التحديثات أمرًا مهمًا للمسافرين.

الترتيب العالمي لجواز سفر تشاد

بحسب أحدث المؤشرات العالمية حتى مايو 2025، يحتل جواز السفر التشادي المرتبة 86 عالميًا من حيث عدد الدول التي يُسمح لحامله بدخولها بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول. هذا التصنيف يضع تشاد في منتصف السلم مقارنة بباقي الدول الإفريقية. ويُعزى هذا الترتيب إلى طبيعة العلاقات الدولية المتنوعة التي تربط تشاد بدول الجوار وبالمنظومة العالمية، فضلًا عن الاستقرار السياسي النسبي الذي تسعى الدولة لتحقيقه منذ سنوات.

الدول التي يُمكن لحاملي الجواز التشادي زيارتها بدون تأشيرة

يمتلك جواز السفر التشادي قوة تمكن حامله من زيارة حوالي 29 دولة بدون الحاجة للحصول على تأشيرة مسبقة. تبرز هذه الدول في قارات إفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، مما يمنح المواطنين التشاديين فرصة لاكتشاف ثقافات متنوعة وممارسة الأعمال التجارية والسياحية بدون قيود كبيرة. ومن أبرز هذه الدول نذكر: نيجيريا، مالي، الكاميرون، الغابون، رواندا، بنين، جمهورية الكونغو، وجزر ميكرونيزيا وغيرها.

كما أن هذه الدول غالبًا ما تكون إما جارة لتشاد أو ضمن تجمعات إقليمية تشملها مثل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (ECOWAS)، أو تربطها مصالح اقتصادية أو سياسية بتشاد. ومن الملاحظ أن دولًا مثل مالي ونيجيريا تُمثّل بوابة عبور للمسافرين من تشاد إلى بلدان أخرى بفضل شبكات الطيران الممتدة هناك.

الدول التي تُتيح التأشيرة عند الوصول أو التأشيرة الإلكترونية

بالإضافة إلى قائمة الدول التي لا تتطلب تأشيرة، يمكن لحاملي جواز سفر تشاد الدخول إلى أكثر من 70 دولة من خلال الحصول على التأشيرة عند الوصول أو من خلال التأشيرة الإلكترونية (e-Visa). هذا الخيار يُعدّ عمليًا للكثير من المسافرين الذين يقررون السفر في اللحظة الأخيرة أو الذين لا يستطيعون الوصول إلى سفارات الدولة المضيفة.

وتشمل هذه الدول كلًا من سريلانكا، كمبوديا، لاوس، اليمن، زامبيا، توغو، إثيوبيا، مالاوي، بوليفيا، سورينام، ودول أخرى عديدة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وغالبًا ما تُوفّر هذه الدول إجراءات مبسطة للحصول على التأشيرة في المطارات أو عبر منصات إلكترونية، ما يساهم في زيادة إقبال المسافرين من تشاد على زيارة هذه الوجهات.

التحديات والقيود التي تواجه جواز السفر التشادي

على الرغم من المزايا النسبية التي يوفرها جواز سفر تشاد، إلا أن هناك مجموعة من التحديات تقيّد حرية تنقل المواطنين. فمعظم الدول الأوروبية، والولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، تتطلب تأشيرات صارمة لحاملي الجواز التشادي. وهذا ما يُمثل عبئًا إضافيًا على المسافرين، خصوصًا للطلاب أو رجال الأعمال أو حتى المرضى الذين يسعون للعلاج خارج البلاد.

ويعود السبب الرئيسي في هذه القيود إلى اعتبارات أمنية واقتصادية وسياسية، حيث يتم تقييم الدول بناءً على مستوى الاستقرار الداخلي، ومعدل الهجرة غير النظامية، وكذلك العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى. وبالتالي فإن أي تطور إيجابي على المستوى الداخلي لتشاد ينعكس تدريجيًا على قوة الجواز الوطني.

الخطوات المستقبلية لتعزيز قوة جواز السفر التشادي

تُدرك الحكومة التشادية أهمية تسهيل حركة المواطنين، وتسعى منذ سنوات لتعزيز علاقاتها الدولية من خلال توقيع اتفاقيات ثنائية تُسهّل إجراءات السفر، والانضمام إلى تحالفات إقليمية تتيح حرية التنقل، وتحديث البنية التحتية لأنظمة الجوازات. ومن بين الخطوات العملية المقترحة:

  • تعزيز العمل الدبلوماسي الخارجي من خلال فتح سفارات جديدة ومكاتب قنصلية حول العالم.
  • التعاون الأمني مع الدول الكبرى لضمان موثوقية الوثائق الوطنية.
  • التحول نحو جوازات السفر الإلكترونية الحديثة المعترف بها دوليًا.
  • الاستثمار في تحسين صورة تشاد عبر الإعلام العالمي والتبادل الثقافي.

كل هذه الإجراءات لا تهدف فقط إلى تحسين تصنيف الجواز، بل أيضًا إلى خلق بيئة أكثر انفتاحًا للتشاديين على العالم وتعزيز الفرص الاقتصادية والتعليمية خارج البلاد.

الدور الاقتصادي والسياسي في تشكيل قوة الجواز

لا يمكن فصل قوة أي جواز سفر عن سياق الدولة الاقتصادي والسياسي. فتشاد، رغم ثرواتها الطبيعية مثل النفط والمعادن، لا تزال تُواجه تحديات كبيرة في مجالات التنمية، والحوكمة، والبنية التحتية. وتحسين هذه العوامل من شأنه أن يُحدث تغييرًا في نظرة العالم لتشاد ويُسهم في تحسين تصنيف جوازها.

إضافةً إلى ذلك، فإن استقرار الداخل التشادي ونجاح العملية السياسية في البلاد سيجعل منها شريكًا موثوقًا في أعين العديد من الدول، ما يُمكن أن يُسهل الدخول في اتفاقيات تُحرر حركة المواطنين وتُعزز قوة الجواز التشادي.

خاتمة

رغم أن جواز سفر تشاد لا يُعتبر من الجوازات القوية عالميًا، إلا أنه يُوفر قدرًا لا بأس به من حرية التنقل، خاصة داخل إفريقيا وبعض الدول الآسيوية والأوقيانية. وما زال أمام الحكومة والمواطنين طريق طويل لتحسين هذه المكانة من خلال العمل الدبلوماسي، الداخلي، والتقني. وبمرور الوقت، ومع استمرار الإصلاحات السياسية والاقتصادية، من المتوقع أن يُصبح الجواز التشادي أكثر قبولًا على الساحة الدولية، فاتحًا آفاقًا أوسع لمواطنيه في المستقبل.