ما سلوك القطة عند بلوغها

تعيش القطط مراحل متعددة خلال حياتها، ولكن تبقى مرحلة البلوغ من أهم وأدق المراحل التي تمر بها. ففي هذه الفترة، تتغير سلوكيات القطة بشكل ملحوظ، متأثرة بالتغيرات الهرمونية والجسدية. يحتاج مالكو القطط إلى معرفة وفهم طبيعة هذه التحولات لمساعدة قططهم على تجاوز هذه المرحلة بسلاسة وتوفير البيئة المناسبة لها، مما ينعكس إيجابيًا على صحتها النفسية والجسدية. لذلك، سنستعرض في هذا المقال بشكل مفصل سلوك القطة عند بلوغها والعوامل المؤثرة عليه وطرق التعامل السليم مع هذه المرحلة الحساسة.

ما هو البلوغ عند القطط؟

البلوغ هو المرحلة التي تصل فيها القطة إلى النضج الجنسي وتصبح قادرة على التكاثر. تترافق هذه المرحلة مع تغييرات فسيولوجية وسلوكية هامة، حيث تبدأ الغرائز الفطرية بالظهور بشكل أكبر. وقد تختلف علامات البلوغ من قطة لأخرى، بناءً على العوامل الوراثية والبيئية، وكذلك السلالة.

متى تبلغ القطط عادة؟

يبدأ معظم القطط في إظهار علامات البلوغ ما بين عمر 5 إلى 12 شهرًا. الإناث عادة ما تسبق الذكور في النضج الجنسي ببضعة أشهر. إلا أن هناك اختلافات ملحوظة بين السلالات؛ فالسلالات الشرقية مثل السيامي تسبق غيرها وتبلغ في سن أبكر، بينما السلالات الكبيرة الحجم قد تتأخر حتى 15 شهرًا. الجدير بالذكر أن التغذية الجيدة والرعاية الصحية يمكن أن تسرع من نمو القط.

التغيرات السلوكية عند الإناث أثناء البلوغ

عندما تبلغ الأنثى، تبدأ بالدخول في دورات حرارة متكررة، وتظهر عليها سلوكيات مميزة، منها المواء العالي، وزيادة الحركات الجسدية مثل التدحرج على الأرض. قد تلاحظ أيضًا سعي القطة للخروج من المنزل لجذب الذكور، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى التودد لأفراد الأسرة أو للحيوانات الأخرى. بعض القطط قد تظهر علامات توتر أو فقدان شهية خلال فترة الشبق.

التغيرات السلوكية عند الذكور أثناء البلوغ

عند وصول الذكر إلى البلوغ، يبدأ بإظهار سلوكيات غريزية مثل رش البول برائحة قوية لتحديد منطقته. كما يصبح أكثر رغبة في الهروب لاستكشاف محيطه والبحث عن الإناث. يلاحظ أيضًا زيادة العدوانية تجاه القطط الأخرى، خاصة الذكور المنافسين. بعض الذكور قد يظهرون تصرفات مزعجة كمواء بصوت منخفض مستمر ومحاولات لتسلق الأثاث.

العلامات الجسدية المصاحبة للبلوغ

لا تقتصر مظاهر البلوغ على التغيرات السلوكية فقط، بل تشمل أيضًا تغيرات جسدية واضحة. في الإناث، قد يظهر انتفاخ بسيط في منطقة الفرج مع وجود بعض الإفرازات خلال فترة الشبق. أما الذكور، فتزداد حجم الخصيتين ويصبح الجسم أكثر امتلاءً وقوة. كما قد يزداد سمك الفرو حول العنق، وهو سلوك تطوري يعزز من حماية الذكر أثناء المعارك.

كيفية مساعدة القطة على اجتياز مرحلة البلوغ

تحتاج القطط خلال مرحلة البلوغ إلى مزيد من الصبر والرعاية. يُنصح بتوفير ألعاب متنوعة تشغل طاقتها وتقلل من التوتر. كما يجب الحرص على عدم السماح بخروج القطة إلى الخارج دون مراقبة، لتجنب التزاوج غير المرغوب فيه أو الحوادث. دعم القطة عاطفيًا خلال هذه الفترة يساعدها على الشعور بالأمان ويخفف من السلوكيات المزعجة.

التعقيم كخيار مهم

يُعتبر التعقيم من أفضل الحلول للتعامل مع سلوكيات القطط المصاحبة للبلوغ. إجراء عملية التعقيم قبل أو خلال بداية مرحلة البلوغ يقلل بشكل كبير من السلوكيات المرتبطة بالغريزة الجنسية مثل الرش والهروب. كما أن للتعقيم فوائد صحية عديدة منها الوقاية من أمراض الجهاز التناسلي وتقليل فرص الإصابة بالأورام.

الرعاية الغذائية خلال فترة البلوغ

تحتاج القطط البالغة إلى نظام غذائي متوازن يدعم نموها ويحافظ على صحتها. يُنصح باختيار أطعمة غنية بالبروتينات والفيتامينات والمعادن لدعم التطور العضلي والحفاظ على صحة الفرو. كما يجب الحرص على تقديم الماء النظيف باستمرار، لأن التغيرات الهرمونية قد تزيد من احتياج القطط للسوائل.

مشاكل سلوكية محتملة بعد البلوغ

في بعض الحالات، قد تستمر بعض السلوكيات المزعجة حتى بعد انتهاء مرحلة البلوغ، مثل العدوانية أو القلق. يتطلب التعامل مع هذه السلوكيات تدريبًا إيجابيًا مستمرًا، وتوفير بيئة غنية ومحفزة للقط. من الأفضل استشارة طبيب بيطري أو مختص بسلوكيات القطط إذا استمرت المشاكل لفترة طويلة.

خاتمة

تُعد مرحلة البلوغ تجربة معقدة ولكنها طبيعية تمامًا في حياة القطط. بفهمنا للتغيرات التي تمر بها القطة في هذه الفترة، يمكننا تهيئة بيئة داعمة وصحية تساعدها على تخطي هذه المرحلة بأقل قدر من التوتر. الرعاية المناسبة، والتعقيم في الوقت المناسب، وتقديم الحب والاهتمام، كلها عناصر أساسية لضمان سعادة القطة وصحتها النفسية والجسدية في مراحل حياتها القادمة.