خالد السجاري هو واحد من الفنانين الكويتيين الذين استطاعوا أن يفرضوا حضورهم بقوة في المشهد المسرحي خلال السنوات الأخيرة. بفضل موهبته المتجددة وروحه المرحة وأدائه المتقن، أصبح عنصرًا أساسيًا في العديد من المسرحيات التي عُرضت على المسارح الكويتية والخليجية، مجسدًا شخصيات متنوعة تمزج بين الكوميديا والدراما. هذا المقال يستعرض أبرز محطات السجاري المسرحية، ويغوص في تفاصيل أعماله التي أمتعت الجماهير وأكدت مكانته كأحد الأسماء البارزة في الفن المسرحي الكويتي.
أقسام المقال
- خالد السجاري في “ممنوع من الرقابة”
- خالد السجاري في “قحفية وغترة وعقال”
- خالد السجاري في “كان يوم أسود”
- خالد السجاري في “شيخ روحاني”
- خالد السجاري في “عيال إبليس”
- خالد السجاري في “خبز خبزتيه”
- خالد السجاري في “شروق الشمس”
- خالد السجاري في “بانوراما عبدالحسين عبدالرضا”
- خالد السجاري بين الكوميديا والتراجيديا: تنوع في الأدوار
خالد السجاري في “ممنوع من الرقابة”
مسرحية “ممنوع من الرقابة” كانت واحدة من أنجح الأعمال المسرحية التي شارك فيها خالد السجاري عام 2022، حيث طُرحت بأسلوب فكاهي ساخر يتناول قضايا اجتماعية حساسة تتعلق بالحريات الفردية والرقابة المفروضة على الإبداع. جسد السجاري دور شاب حالم يجد نفسه محاصرًا بالقيود والممنوعات في كل ركن من أركان حياته. أبدع السجاري في تجسيد المعاناة النفسية بأسلوب ساخر، ونجح في إضحاك الجمهور وإيصال رسالة المسرحية بذكاء ولباقة.
خالد السجاري في “قحفية وغترة وعقال”
من خلال مسرحية “قحفية وغترة وعقال” عام 2021، تناول خالد السجاري موضوعًا عائليًا حساسًا يمس الواقع الكويتي والخليجي بشكل عام. تدور القصة حول عائلة تتفكك علاقاتها بسبب الطمع والأنانية، لكن الأب يخطط لمكيدة إيجابية تعيد أفراد الأسرة إلى طاولة واحدة. لعب السجاري أحد أدوار الأبناء بتوازن بين الجدية والفكاهة، وأظهر براعة في تقديم مشاعر متناقضة بين الحيرة والحب والانتهازية، مما جعله محط إعجاب النقاد.
خالد السجاري في “كان يوم أسود”
مسرحية “كان يوم أسود” التي عرضت عام 2024 حملت مزيجًا من الكوميديا السوداء والسخرية الراقية، وتناولت ظواهر اجتماعية كالإشاعات والقرارات المتسرعة التي تدمّر علاقات الناس ببعضهم. تميز خالد السجاري بدور يفيض بالطاقة المسرحية، إذ لعب شخصية متورطة في سلسلة من المواقف العبثية التي أدت إلى نتائج كارثية ولكن بطريقة ساخرة جعلت الجمهور يعيش الحدث بضحك مستمر وتأمل عميق.
خالد السجاري في “شيخ روحاني”
في عام 2023، كانت مشاركة خالد السجاري في مسرحية “شيخ روحاني” نقلة جديدة نحو تقديم أعمال تتناول مواضيع غير مطروقة كثيرًا في المسرح الكويتي. المسرحية تناولت عالم الدجل والشعوذة وكيف يؤثر على الناس البسطاء. جسد السجاري شخصية أحد الضحايا الذين يبحثون عن الخلاص في الطرق الخاطئة، وبرز في أدائه الصدق الداخلي والانفعالات المتقنة، مما أعطى دور الضحية أبعادًا إنسانية ملموسة.
خالد السجاري في “عيال إبليس”
مسرحية “عيال إبليس” عام 2025 تعتبر من أكثر الأعمال جرأة وتفردًا في اختيار موضوعها وطريقة معالجته. قدمت المسرحية مزيجًا من الفانتازيا والرمزية الاجتماعية، حيث لعب السجاري دور “الإبليس العود”، وهو شخصية مركبة تمثل الشر المتسلل في حياة البشر بطريقة ساخرة. أداؤه تميز بالقوة والجرأة، إذ استطاع أن يحافظ على التوازن بين الطابع الكاريكاتيري والرسائل العميقة التي أرادت المسرحية إيصالها.
خالد السجاري في “خبز خبزتيه”
مسرحية “خبز خبزتيه” التي قُدمت عام 2019 طرحت قضايا مجتمعية تتعلق بالتمرد على التقاليد والتناقضات داخل الأسرة الخليجية. السجاري لعب دور شاب يحاول شق طريقه في الحياة رغم القيود الاجتماعية، وقدّم أداءً عفويًا يتسم بالواقعية، مما جعله قريبًا من الجمهور وخصوصًا فئة الشباب التي رأت في شخصيته تجسيدًا لمشاكلها اليومية.
خالد السجاري في “شروق الشمس”
كانت “شروق الشمس” من أولى المحطات المسرحية التي سلطت الضوء على موهبة خالد السجاري. عُرضت المسرحية في عام 2018، وتناولت قصة إنسانية مؤثرة حول الأمل بعد المعاناة. ظهر السجاري في دور معقد مليء بالتحولات العاطفية، ونجح في ترك انطباع قوي لدى الجمهور، حيث أظهر أنه قادر على خوض أدوار درامية ذات أبعاد عميقة، ما شكل انطلاقة ناجحة لمسيرته المسرحية.
خالد السجاري في “بانوراما عبدالحسين عبدالرضا”
من أبرز مشاركات السجاري في الأعمال التكريمية كانت عبر مسرحية “بانوراما عبدالحسين عبدالرضا” عام 2016، والتي تمثل وقفة احترام وتقدير لتاريخ أحد أعمدة المسرح الكويتي. أدى السجاري أدوارًا متعددة مقتبسة من أعمال عبدالحسين عبدالرضا، وجسدها بحس فني راقٍ يجمع بين التأثر والإبداع، ما جعل الجمهور يعيش لحظات من الحنين ويشيد بأداء السجاري المليء بالإخلاص الفني.
خالد السجاري بين الكوميديا والتراجيديا: تنوع في الأدوار
ما يميز تجربة خالد السجاري المسرحية هو قدرته على التنقل بسلاسة بين الكوميديا الخفيفة والدراما المؤثرة. لا يقتصر أداؤه على نمط معين، بل يسعى دائمًا إلى التجديد وتقديم شخصيات متنوعة تعكس قضايا المجتمع الكويتي والخليجي، وتتناولها بروح ناقدة ومبدعة. الجمهور يرى فيه فنانًا حقيقيًا لا يخشى التجريب، وهذا ما يجعل حضوره دائمًا مرحبًا به على خشبة المسرح.