الفنان الكويتي حسين المهدي هو أحد الأسماء التي باتت مألوفة بقوة على الشاشة الخليجية، بفضل أعماله المتنوعة التي قدمها على مدى أكثر من عقد من الزمن. بدأ مشواره في بدايات الألفية الجديدة، واستطاع بخطى ثابتة أن يحجز لنفسه مكانة مميزة بين النجوم الشباب، لما يتمتع به من كاريزما خاصة، وقدرة على تجسيد شخصيات مركبة ومعقدة، إلى جانب التزامه الكبير بالأدوار التي يقدمها. وقد أصبح اسمه مرادفًا للجودة الفنية، خاصة مع تكرار مشاركاته في أعمال درامية ناجحة ومتابعة جماهيرية عالية.
أقسام المقال
حسين المهدي يتألق في مسلسل “صدف”
أثبت حسين المهدي نفسه بقوة في مسلسل “صدف” الذي عرض عام 2024، حيث أدى دور المحقق “فهد” الذي يتابع خيوط جريمة غامضة تفتح أبوابًا على ماضي البطلة وتكشف أسرارًا نفسية دفينة. المسلسل ليس فقط دراما بوليسية، بل تناول عوالم داخلية لشخصياته، وكان حسين أحد أبرز عناصر التشويق فيه. تعاونه مع روان مهدي وأبرار أبو سيف أضفى على العمل بُعدًا إنسانيًا ومعنويًا، كما لعبت الإخراجات الفنية لمناف عبدال دورًا محوريًا في إبراز قدرات حسين التمثيلية.
حسين المهدي وبثينة الرئيسي يجتمعان في “سدف”
من أبرز ثنائيات رمضان 2025، جاءت عودة التعاون بين حسين المهدي وبثينة الرئيسي في مسلسل “سدف”. في هذا العمل الذي تولى محمد أنور محمد إخراجه وكتابته، يجسد حسين شخصية “فايز عبدالكريم”، وهو فنان تشكيلي يعاني من اضطرابات نفسية نتيجة ماضٍ مؤلم يطارده باستمرار. الشخصية كانت مليئة بالتحديات على الصعيد التمثيلي، وكان المهدي في قمة عطائه في أدائها، حيث جسد المشاعر المضطربة والانفعالات الداخلية بعمق وإتقان.
أدوار متنوعة في مسلسلات “حياة لا تشبهني” و”يس عبدالملك”
قدم حسين المهدي في مسلسل “حياة لا تشبهني” بجزأيه الأول والثاني شخصية “صلاح”، وهي شخصية معقدة لرجل تتداخل حياته بين الفقر والحلم والخذلان. المسلسل سلط الضوء على صراعات الطبقات المتوسطة في الخليج، وأداء حسين أضاف إلى العمل واقعية وأصالة لافتة. أما في مسلسل “يس عبدالملك”، فقد خاض تجربة جديدة إلى جانب قامات تمثيلية مثل سعد الفرج، حيث أدى دور شاب يواجه خيارات أخلاقية صعبة وسط تحديات اجتماعية. هذان العملان شكّلا نقلة نوعية في مسيرته، وأظهرا مرونته في التنقل بين الأدوار الجادة والشعبية.
تألق في “زمن العجاج” و”الصفقة”
مسلسل “زمن العجاج” أعاد حسين المهدي إلى المسلسلات التاريخية، حيث أدى دور “حمزة” في فترة زمنية تعود إلى بدايات القرن العشرين في الكويت. الأداء تطلب منه لهجة مختلفة، وانغماسًا في سياق اجتماعي وزمني غير مألوف، وقد برع في ذلك بفضل بحثه العميق وتفانيه في التحضير للدور. من ناحية أخرى، شارك في الجزء الثاني من مسلسل “الصفقة” عام 2025، وهو عمل درامي اجتماعي بوليسي تدور أحداثه في أوساط عالم الجريمة والمال، مجسدًا شخصية “سعود” التي تتداخل فيها المصالح مع المبادئ، في قالب مليء بالإثارة والغموض.
أعمال أخرى ومساهمات مسرحية
لم يقتصر تألق حسين المهدي على التلفزيون فقط، بل كانت له مشاركات لافتة في المسرح، من بينها مسرحية “عرس الجن” التي عرضت في موسم عيد الأضحى 2024، وجسد فيها شخصية معقدة تجمع بين الرعب والواقعية. كما عاد في 2025 إلى المسرح عبر عمل جريء بعنوان “المسرحية المحترقة”، الذي تناول موضوعًا شائكًا عن حرية التعبير والفن تحت القمع. في كلا العملين، أظهر حسين قدرة فائقة على التواصل المباشر مع الجمهور، وهو ما يميز الممثل المسرحي الحقيقي.
تعاونات فنية بارزة في مسيرته
لا يمكن الحديث عن مسيرة حسين المهدي دون الإشارة إلى تعاونه المتكرر مع مخرجين مثل مناف عبدال ومحمد أنور محمد، وكذلك مشاركته في أعمال جماعية جمعت أبرز نجوم الخليج مثل إلهام الفضالة، خالد أمين، هبة الدري، وعبدالرحمن العقل. هذه التعاونات أضافت له خبرات فنية غنية، وساعدته على بناء شبكة علاقات متينة في الوسط الفني، مما سهل عليه خوض تجارب متنوعة بثقة أكبر.
خاتمة
يبقى حسين المهدي من الأسماء البارزة في الدراما الخليجية، فهو فنان لا يكتفي بالأدوار السهلة، بل يبحث عن التحدي دائمًا، ويطمح لتقديم أعمال تحمل قيمة إنسانية وجمالية. من خلال مسلسلاته المتعددة، استطاع أن يترك بصمة في كل شخصية جسدها، وأن ينقل للمشاهد العربي حكايات صادقة ومؤثرة. الجمهور بانتظار خطواته القادمة، وهو بلا شك مستعد لمواصلة رحلته الفنية بثبات وإبداع.