عند تناول تاريخ الدراما الخليجية، يبرز اسم الفنانة حياة الفهد بوصفه أحد أبرز الأسماء التي ساهمت في صياغة الهوية الفنية للمنطقة. فهي ليست مجرد فنانة مخضرمة، بل رمز ثقافي وإنساني ترك بصمة عميقة في وجدان المشاهد العربي. مسيرتها الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وتجاوزها حاجز 160 عملًا دراميًا، يجعلها حالة فنية استثنائية تُدرّس في معاهد الفن. من الأدوار الكوميدية الخفيفة إلى الشخصيات النسائية المعقدة، من المسلسلات الاجتماعية إلى الأعمال التاريخية، تنقلت حياة الفهد بثقة واقتدار، مانحة كل دور تؤديه شيئًا من روحها وخبرتها ورؤيتها الخاصة. هذا المقال يستعرض أبرز محطات هذه الرحلة الفنية الطويلة والمبهرة.
أقسام المقال
- حياة الفهد تعود بقوة في رمضان 2025 بمسلسل “أفكار أمي”
- أبرز أعمال حياة الفهد التي شكلت ملامح الدراما الخليجية
- حياة الفهد: سيدة الشاشة الخليجية
- تنوع الأدوار بين الدراما والكوميديا
- أعمال حياة الفهد في السنوات الأخيرة
- الاحتفاء بمسيرة حياة الفهد الطويلة
- أدوارها النسوية وإبراز قضايا المرأة
- المسلسلات التي شاركت فيها حياة الفهد وتنوعها النوعي
- الختام
حياة الفهد تعود بقوة في رمضان 2025 بمسلسل “أفكار أمي”
ضمن أبرز مفاجآت موسم دراما رمضان 2025، تطل الفنانة القديرة حياة الفهد على جمهورها بمسلسل “أفكار أمي”، الذي يطرح صراع الأجيال بأسلوب درامي مشوق، حيث تجسد شخصية “شاهة”، الأم القوية ذات الفكر التقليدي، التي تحاول فرض رؤيتها على أبنائها. المسلسل يتناول التباين بين الأجيال، والانقسامات الأسرية الناجمة عن التغيرات المجتمعية، ويضم نخبة من النجوم منهم إبراهيم الحساوي وزهرة الخرجي وشيماء علي.
أبرز أعمال حياة الفهد التي شكلت ملامح الدراما الخليجية
امتدت مسيرة حياة الفهد منذ أواخر الستينيات، وقد أثرت الدراما الخليجية بعشرات الأعمال التي أصبحت جزءاً من ذاكرة المشاهد العربي، وبرزت مسلسلات بعينها كمنعطفات في مسيرتها الفنية مثل:
- خالتي قماشة (1983): كوميديا اجتماعية ترصد واقع الأم المتسلطة التي تتحكم في حياة أبنائها.
- رقية وسبيكة (1986): ثنائية كوميدية ناجحة عكست شخصيات نسائية شعبية بتصرفات فطرية.
- الحدباء (1994): دراما اجتماعية تعالج مفهوم التضحية والعطاء من خلال شخصية امرأة مكافحة.
- الأسوار (1983): من أبرز أعمالها الأولى، جسدت فيه حياة المرأة الكويتية ضمن بيئة تقليدية.
- الدردور (1991): مسلسل غني بالأبعاد الدرامية حول الثأر والتقاليد الصارمة.
- الفرية (2006): جسدت فيه معاناة المرأة التي تواجه ظلم المجتمع والأسرة.
حياة الفهد: سيدة الشاشة الخليجية
منحها الجمهور والنقاد على حد سواء لقب “سيدة الشاشة الخليجية”، وهي تسمية لم تأت من فراغ، بل نتيجة موهبة نادرة، وحضور طاغٍ، ومقدرة فنية جعلتها قادرة على تقمص شخصيات مختلفة بمهارة. امتازت حياتها الفنية بالثبات والتنوع في آن واحد، فهي لم تكرر نفسها أبدًا، بل كانت دائمًا تقدم الجديد في كل موسم درامي.
تنوع الأدوار بين الدراما والكوميديا
تألقت حياة الفهد في الأدوار الدرامية القوية، لكنها أبدعت أيضًا في الكوميديا، ونجحت في رسم الابتسامة على وجوه المشاهدين من خلال أعمال مثل “خالتي قماشة” و”الحيالة”، و”رقية وسبيكة”. هذا التوازن بين الدراما الجادة والكوميديا الهادفة ساعد على ترسيخ مكانتها بين الأجيال المختلفة من الجمهور.
أعمال حياة الفهد في السنوات الأخيرة
رغم تقدمها في السن، لم تتوقف حياة الفهد عن العطاء الفني، بل استمرت في تقديم أعمال جديدة تحمل رسائل اجتماعية وثقافية، ومن أبرز هذه الأعمال:
- أم هارون (2020): مسلسل جريء تناول التعددية الدينية في الخليج من خلال قصة طبيبة يهودية.
- مارغريت (2021): شخصية مثيرة لامرأة بريطانية تعيش في مجتمع خليجي وتصارع التناقضات الثقافية.
- قرة عينك (2023): دراما إنسانية بروح فكاهية، تحكي قصة امرأة تخرج من السجن لتعيد بناء أسرتها الممزقة.
- سنوات الجريش (2022): ملحمة تاريخية تحاكي فترة الحرب العالمية الثانية وانعكاسها على منطقة الخليج.
الاحتفاء بمسيرة حياة الفهد الطويلة
في مناسبات كثيرة، تم تكريم حياة الفهد تقديرًا لمسيرتها الحافلة، فقد نالت جوائز من مهرجانات خليجية وعربية، وكان آخرها تكريمها في مهرجان القاهرة للدراما، حيث وصفت بأنها “ذاكرة الخليج الحية”. كما نُظمت ندوات ولقاءات في معارض الكتب والمنتديات الثقافية للحديث عن تأثيرها في مسار الفن العربي.
أدوارها النسوية وإبراز قضايا المرأة
تميزت أعمال حياة الفهد بأنها ليست مجرد دراما للترفيه، بل ناقشت الكثير من القضايا النسوية الحساسة، مثل الزواج القسري، وحقوق المرأة، والحرية الشخصية، والتمكين الاجتماعي، حيث جسدت شخصيات نسائية متمردة، مكافحة، ضعيفة، قوية، وأحيانًا مظلومة… لتمنح المرأة الخليجية والعربية صوتًا دراميًا مؤثرًا.
المسلسلات التي شاركت فيها حياة الفهد وتنوعها النوعي
بلغ عدد المسلسلات التي شاركت فيها حياة الفهد ما يزيد عن 162 عملًا، تنوعت بين الاجتماعي، والكوميدي، والبدوي، والتاريخي، والتشويقي. ومن المسلسلات التي لا تزال تُعاد على الشاشات الخليجية والعربية:
- الشريب بزة
- الخراز
- علية وعصام
- ليلة عيد
- الحب الكبير
- الجدة لولوة
- ريحانة
الختام
حياة الفهد ليست مجرد فنانة تؤدي أدوارًا على الشاشة، بل هي ذاكرة فنية متحركة، ومشروع ثقافي قائم بذاته. قدّمت للعالم العربي أعمالًا خالدة شكّلت وجدان أجيال، وما زالت حتى اليوم تُجدد حضورها الفني بقوة. ومع كل عمل جديد، تُثبت أن الفن لا يعرف عمرًا، بل هو التزام ومسؤولية تجاه المجتمع والناس.