تُعد سامية الجزائري واحدة من أبرز نجمات الدراما السورية، حيث تركت بصمة لا تُمحى في عالم الفن العربي بفضل موهبتها الاستثنائية وحضورها الطاغي. ولدت في 25 نوفمبر 1946 بدمشق، ونشأت في أسرة متواضعة، لتبدأ مسيرتها الفنية بالصدفة عندما لفتت انتباه المخرجة قسمت طوزان عام 1963. اشتهرت بلقب “سيدة الكوميديا” بسبب قدرتها الفائقة على تقديم الأدوار الكوميدية بسلاسة وعفوية، لكنها لم تقتصر على هذا اللون الفني، بل تنوعت أعمالها بين الكوميديا والتراجيديا والبيئة الشامية. كما أنها شقيقة الفنانة صباح الجزائري، واستطاعت عبر عقود من العطاء أن تُثبت أن الفن قادر على تعويض ما قد ينقص في الحياة الشخصية، حيث لم ترزق بالأمومة لكنها جسدت دور الأم في العديد من أعمالها ببراعة.
أقسام المقال
- بداية سامية الجزائري في مسلسل “أبو البنات”
- تألق سامية الجزائري في “مرايا”
- نجاح سامية الجزائري في “عيلة خمس نجوم”
- تجديد سامية الجزائري للنجاح مع “يوميات جميل وهناء”
- تنوع سامية الجزائري في “أيام شامية”
- عودة سامية الجزائري بـ”ما اختلفنا”
- أبرز مسلسلات سامية الجزائري الأخرى
- تأثير سامية الجزائري على الدراما السورية
- جوائز سامية الجزائري تكريمًا لمسيرتها
بداية سامية الجزائري في مسلسل “أبو البنات”
كانت أولى خطوات سامية الجزائري في عالم الدراما عبر تمثيلية “أبو البنات” عام 1963، وهي عمل تلفزيوني قصير لم يتجاوز ربع الساعة. في هذا العمل، قدمت دور ممرضة بأداء بسيط لكنه مهد الطريق لما هو قادم. لم تكن تدرك حينها أن هذه الخطوة ستكون بداية رحلة طويلة جعلتها واحدة من أيقونات الشاشة العربية، حيث انطلقت من هناك لتكتشف موهبتها وتُثبت حضورها.
تألق سامية الجزائري في “مرايا”
في منتصف الثمانينيات، شاركت سامية في مسلسل “مرايا” الذي أخرجه هشام شربتجي وبطولة ياسر العظمة. هذا العمل الكوميدي الاجتماعي منحها فرصة ذهبية لإبراز قدراتها في تقديم المواقف الساخرة، حيث كانت إحدى الركائز الأساسية في نجاح حلقاته المتنوعة. استمرت في الظهور بأجزاء متعددة من المسلسل حتى التسعينيات، مما جعلها اسمًا مرتبطًا بالضحكة العفوية التي يبحث عنها الجمهور.
نجاح سامية الجزائري في “عيلة خمس نجوم”
عام 1993، قدمت سامية الجزائري شخصية “أم أحمد بلليش” في مسلسل “عيلة خمس نجوم” من إخراج هشام شربتجي. هذا العمل الكوميدي الذي يروي يوميات عائلة سورية بسيطة حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، وأصبح علامة فارقة في مسيرتها. المواقف الطريفة التي عاشتها الشخصية مع أبنائها جعلت المسلسل محط اهتمام المشاهدين حتى اليوم، حيث يُعاد عرضه باستمرار.
تجديد سامية الجزائري للنجاح مع “يوميات جميل وهناء”
في عام 1997، أطلت سامية بدور “أم محمود” في مسلسل “يوميات جميل وهناء”، لتضيف إلى رصيدها عملًا كوميديًا آخر لا يُنسى. العمل الذي جمعها مع أيمن زيدان ونورمان أسعد تناول الحياة الزوجية بأسلوب ساخر، وكانت سامية عنصرًا أساسيًا في إضفاء روح البهجة على الحلقات، مما عزز مكانتها كنجمة لا تُضاهى في هذا المجال.
تنوع سامية الجزائري في “أيام شامية”
لم تكتفِ سامية بالكوميديا، بل برعت أيضًا في أعمال البيئة الشامية، ومنها مسلسل “أيام شامية” في التسعينيات. جسدت فيه دور “أم عبدو”، واستطاعت أن تعكس تفاصيل الحياة الدمشقية في تلك الحقبة بأداء مميز. العمل، الذي أخرجه بسام الملا، جمع نخبة من النجوم، لكن حضور سامية أضاف لمسة خاصة جعلته محفورًا في ذاكرة عشاق الدراما التاريخية.
عودة سامية الجزائري بـ”ما اختلفنا”
في السنوات الأخيرة، عادت سامية الجزائري إلى الساحة الكوميدية بقوة من خلال مسلسل “ما اختلفنا”، حيث بدأ تصوير الجزء الثاني في 2024. هذا العمل، الذي أثار حماس الجمهور، أظهر قدرتها على مواكبة العصر مع الحفاظ على أصالتها الفنية. الصور التي نشرتها من كواليس التصوير أشعلت التوقعات، مما يؤكد أنها لا تزال ملكة الشاشة بلا منازع.
أبرز مسلسلات سامية الجزائري الأخرى
إلى جانب الأعمال المذكورة، قدمت سامية الجزائري مجموعة واسعة من المسلسلات التي تستحق الإشادة، منها: “ليالي الصالحية” (2004) بدور “أم صادق”، و”أهل الراية”، و”أبو جانتي” (2010)، و”صالون زهرة” بجزئيه (2021-2022)، و”الكندوش” (2021-2022)، و”حارس القدس” (2020)، و”دوار شمالي” (2024). هذه الأعمال أظهرت تنوعها وقدرتها على التأقلم مع مختلف الأنواع الدرامية، سواء كانت كوميدية أو اجتماعية أو تاريخية.
تأثير سامية الجزائري على الدراما السورية
لا يمكن الحديث عن الدراما السورية دون ذكر سامية الجزائري كإحدى رائداتها. بفضل أدائها المتميز، ساهمت في بناء جيل من المشاهدين تعلقوا بأعمالها، سواء من خلال الضحك أو التأمل في القضايا الاجتماعية. قدرتها على الجمع بين العفوية والعمق جعلتها نموذجًا يُحتذى به للأجيال الجديدة من الممثلين.
جوائز سامية الجزائري تكريمًا لمسيرتها
على مدار مسيرتها، حصدت سامية العديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثلة عربية عن “عيلة 6 نجوم” و”عيلة 7 نجوم” في التسعينيات، وتكريم عن دورها في “كفرون” بمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال عام 1990، بالإضافة إلى تكريمات عن مسيرتها الفنية من مؤسسات إعلامية سورية وعربية. هذه الإنجازات تعكس مدى تأثيرها الكبير.