مسلسلات محمد المسلم

يُعتبر الفنان الكويتي محمد المسلم من أبرز الوجوه الدرامية الخليجية التي أثبتت حضورها بثقة على مدار سنوات. منذ بداية مشواره الفني، استطاع أن يحجز له مكانًا مميزًا في عالم التمثيل بفضل اختياراته الذكية للأدوار وقدرته اللافتة على تجسيد الشخصيات المركبة والمتنوعة. لم يكن مجرد ممثل عابر في مشهد الدراما الخليجية، بل شكّل جزءًا من تطورها، وشارك في نقلها من النمطية إلى التنوع والعمق. في هذا المقال نستعرض قائمة مسلسلات محمد المسلم منذ بداياته وحتى أحدث أعماله، مع تحليل لمحطاته المفصلية ومراحل نضجه الفني.

محمد المسلم وبدايته في مسلسل “الحب الكبير” 2009

كانت البداية الرسمية لمحمد المسلم في مسلسل “الحب الكبير” عام 2009، وهو عمل درامي اجتماعي ضم مجموعة من كبار نجوم الخليج. رغم صغر سنه حينها، تمكن من أن يلفت الأنظار بقدرته على أداء الدور بجديّة وتفاعل، مما جعل المنتجين والمخرجين يلاحظون موهبته المبكرة. هذه التجربة كانت بمنزلة انطلاقة فتحت له أبوابًا أوسع للظهور في الساحة الفنية.

محمد المسلم ومسلسلات عام 2012 الغزيرة

شهد عام 2012 طفرة في نشاط محمد المسلم الفني، حيث شارك في ستة مسلسلات دفعة واحدة، ما يعكس مدى نشاطه وحضوره اللافت. في مسلسل “غريب الدار”، لعب دور “فهد” الشاب، وهي شخصية تحمل أبعادًا درامية وتاريخية في العمل. كما قدّم دور “مروان” في مسلسل “خوات دنيا”، وهو دور إنساني عاطفي يحاكي صراعات داخل الأسرة. إلى جانب مشاركته في “عشرة عمر”، و”حلفت عمري”، و”بين الماضي والحب” و”الوداع”، حيث جسد في الأخير شخصية “ناصر” التي عبّرت عن الجانب المأساوي في شخصية تعاني من فقدان الأب.

محمد المسلم وأعمال 2013: التنوع في الأدوار

تابع محمد المسلم تألقه في عام 2013 عبر أدوار جديدة أثبتت تعدد قدراته. في مسلسل “الواجهة” لعب دور “عبداللطيف”، وهي شخصية محورية في العمل تسهم في توجيه الأحداث بشكل كبير. كما ظهر كضيف شرف في مسلسل “توالي الليل”، وهو ما يعكس سعيه لتقديم أدوار نوعية حتى لو لم تكن رئيسية. كذلك شارك في مسلسل “ذيب السرايا” الذي حمل طابعًا تاريخيًا، وأبرز فيه جديته في خوض أدوار متطلبة.

محمد المسلم عام 2015: عام التوهج الدرامي

شهد عام 2015 قفزة نوعية في مسيرة محمد المسلم، إذ شارك في أربعة مسلسلات قوية، هي: “طربان” بدور “فيصل”، “ذاكرة من ورق” بشخصية “حمد”، “بقايا ألم” بشخصية “طلال”، و”العم صقر” بدور “موسى”. هذه الشخصيات تراوحت بين الدراما العائلية والاجتماعية المعقدة، وتطلبت أداءً داخليًا قويًا وتعبيرًا دقيقًا عن مشاعر الشخصية. لاقت هذه الأعمال صدى واسعًا لدى الجمهور، خاصة “ذاكرة من ورق” الذي تناول قضايا الشباب في الغربة.

محمد المسلم في “المسافات” و”كان في كل زمان”

في عام 2016، شارك بدور “هارون” في مسلسل “المسا فات”، وهي شخصية تتميز بالتردد والبحث عن الذات. المسلسل عالج قضايا اجتماعية حساسة، وكان محمد أحد ركائزه الفنية. ثم عاد عام 2017 في مسلسل “كان في كل زمان” الذي يتكوّن من حلقات مستقلة، كل منها يحمل قصة مختلفة. أتاح له هذا التنوع فرصة لتقديم أكثر من شخصية في عمل واحد، وهو تحدٍّ تمثيلي بامتياز.

محمد المسلم وأعمال 2018: أدوار أكثر عمقًا

برزت أدوار محمد المسلم في عام 2018 من خلال مسلسلات حملت بعدًا إنسانيًا كبيرًا. في “سامحني خطيت” لعب دور “عبدالله”، وهي شخصية تعاني من صراع داخلي بسبب خطأ في الماضي يطارده. أما في “آخر شتا” فقدّم شخصية “غازي”، الشاب الذي يعاني من أزمة الهوية والاضطراب العائلي. كما شارك في مسلسل “القطاوة”، وهو عمل شبابي ناقش قضايا الانتماء والولاء.

محمد المسلم في “الرهائن” ومسلسلات ما بعد 2020

في 2021، قدّم محمد دورًا مؤثرًا في مسلسل “الرهائن”، الذي تناول قضايا الاختطاف والسيطرة النفسية. هذا العمل أظهر جانبًا أكثر حدة في أدائه، ولفت أنظار جمهور الدراما البوليسية. وفي عام 2023، شارك في مسلسل “نون النسوة” بشخصية “أيوب”، وهي شخصية مليئة بالرمزيات والتحديات النفسية. كما تألق في مسلسل “آدم وحواء” بدور “سعود”، الذي جسد علاقة عاطفية معقدة بين التقاليد والواقع.

محمد المسلم في “أفكار أمي” 2025

أحدث أعماله الدرامية كان مسلسل “أفكار أمي” عام 2025، حيث لعب دور “عدنان”. يناقش المسلسل العلاقة بين الأم والأبناء من منظور فكري عميق، حيث تتصادم أفكار الجيل القديم مع الحاضر. أدّى محمد المسلم الدور بروح تأملية ناضجة تعكس مدى تطوره كممثل. وقد نال العمل إشادة نقدية لكونه من الأعمال الهادفة والنادرة التي تغوص في البنية النفسية للأسرة الخليجية.

نظرة شاملة على مسيرة محمد المسلم الدرامية

من خلال ما يزيد عن 25 مسلسلًا، قدّم محمد المسلم طيفًا واسعًا من الأدوار التي غطّت النطاقات النفسية والاجتماعية والإنسانية. تميّز بقدرته على تقديم الأداء الصامت المؤثر، وبتقديم أدوار لم تكن سهلة أو نمطية. لم يعتمد على شكله الخارجي أو حضوره فقط، بل استثمر في تطوير أدواته التمثيلية باستمرار. وما يميز تجربته هو ميله للمجازفة والبحث عن الشخصيات المعقدة التي تتطلب قراءة عميقة وتحضيرًا نفسيًا قبل الوقوف أمام الكاميرا.