يعد نجاح سفكوني أحد أبرز نجوم الدراما السورية، حيث ترك بصمة واضحة في عالم الفن من خلال مسيرته الطويلة التي امتدت لعقود. ولد هذا الفنان المخضرم في مدينة حمص عام 1946، وبدأ رحلته الفنية من خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى الشاشة الصغيرة والكبيرة. اشتهر سفكوني بقدرته على تجسيد الشخصيات المعقدة بأداء متميز يعكس ثقافته الواسعة وحرفيته العالية، مما جعله اسمًا لامعًا في الساحة الفنية. ومن بين أدواره التي لاقت صدى كبيرًا، شخصية “أبو عزام” في مسلسل “باب الحارة”، التي أصبحت واحدة من أيقونات الدراما الشامية. بعيدًا عن التمثيل، عُرف سفكوني بتصريحاته الجريئة وآرائه النقدية التي أثارت الجدل أحيانًا، لكنه ظل محافظًا على مكانته كفنان ملتزم بفنه.
أقسام المقال
- دور نجاح سفكوني في “باب الحارة” يعكس براعته الفنية
- نجاح سفكوني يكشف خديعة الجزء الثاني عشر من “باب الحارة”
- رفض نجاح سفكوني استكمال “باب الحارة” إلا بشروط
- بداية نجاح سفكوني الفنية كانت من المسرح
- نجاح سفكوني في السينما مع “وقائع العام المقبل”
- مشاركة نجاح سفكوني في “الهيبة” أثارت الجدل
- نجاح سفكوني يعبر عن ندمه على دخول الفن
- حياة نجاح سفكوني الشخصية بعيدة عن الأضواء
- أهم أعمال نجاح سفكوني التلفزيونية عبر الزمن
دور نجاح سفكوني في “باب الحارة” يعكس براعته الفنية
في مسلسل “باب الحارة”، أحد أشهر الأعمال الدرامية السورية، قدم نجاح سفكوني شخصية “أبو عزام”، الزعيم الذي يتمتع بحضور قوي وكاريزما لافتة. ظهر هذا الدور لأول مرة في الجزء العاشر من السلسلة عام 2019، حيث جسد سفكوني شخصية رجل حكيم يحمل قيم الحارة الشامية ويعمل على حل النزاعات بين أهلها. أداؤه في هذا الدور لم يكن مجرد تمثيل سطحي، بل كان مزيجًا من العمق والتفاصيل الدقيقة التي أضفت على الشخصية طابعًا مميزًا. استطاع سفكوني أن يجعل “أبو عزام” رمزًا للعدالة والقوة، مما جعل الجمهور يتعلق به رغم ظهوره المتأخر في المسلسل مقارنة بشخصيات أخرى أساسية.
نجاح سفكوني يكشف خديعة الجزء الثاني عشر من “باب الحارة”
أثار نجاح سفكوني ضجة كبيرة عندما كشف في لقاء إذاعي عن تفاصيل صادمة تتعلق بمسلسل “باب الحارة”. فقد أوضح أن الجزء الثاني عشر، الذي عُرض عام 2022، لم يكن جزءًا جديدًا بالمعنى الحقيقي، بل اعتمد على مشاهد تم تصويرها أثناء الجزء الحادي عشر وأعيد تقديمها للجمهور كعمل مستقل. هذا التصريح جاء ليعكس مدى استيائه من شركة الإنتاج “قبنض”، التي اتهمها بعدم الالتزام الكافي تجاه الفنانين، سواء من حيث الأجور أو الشفافية في العمل. هذه الجرأة في التعبير عززت صورته كفنان لا يخشى قول الحقيقة، حتى لو كانت على حساب علاقته بالمنتجين.
رفض نجاح سفكوني استكمال “باب الحارة” إلا بشروط
لم يكتفِ سفكوني بالكشف عن خديعة الجزء الثاني عشر، بل وضع شرطًا واضحًا لعودته إلى السلسلة في الجزء الثالث عشر عام 2023. أعلن أنه لن يواصل تجسيد شخصية “أبو عزام” ما لم تُسدد له أجوره المستحقة عن الحلقات السابقة التي عُرضت في رمضان السابق. هذا الموقف أظهر جانبًا آخر من شخصيته، حيث أكد على أهمية احترام حقوق الفنانين المادية والمعنوية، وهو ما عكس وعيه الكبير بقيمة عمله ومكانته في الوسط الفني. هذا القرار لاقى تفاعلاً واسعًا بين الجمهور، الذي انقسم بين مؤيد لموقفه ومن اعتبره تحديًا قد ينهي مشاركته في العمل الشهير.
بداية نجاح سفكوني الفنية كانت من المسرح
قبل أن يصبح نجاح سفكوني اسمًا معروفًا في “باب الحارة”، كانت بدايته الفنية على خشبة المسرح. انطلق من مسرح الشبيبة في حمص، ثم انتقل إلى المسرح المحلي والجوال، وصولاً إلى المسرح القومي السوري الذي شهد تألقه في العديد من العروض. قدم خلال مسيرته المسرحية عشرات الأعمال، منها “الجدران القرمزية” و”الاغتصاب” و”قرقاش”، التي أظهرت موهبته في تقمص الشخصيات المتنوعة. هذه التجربة المسرحية شكلت أساسًا متينًا لما قدمه لاحقًا في الدراما التلفزيونية، حيث استفاد من خبرته في تقديم شخصيات ذات عمق نفسي واجتماعي.
نجاح سفكوني في السينما مع “وقائع العام المقبل”
في منتصف الثمانينيات، خطا سفكوني خطوة كبيرة نحو السينما عندما اختاره المخرج سمير ذكرى لبطولة فيلم “وقائع العام المقبل” عام 1985. هذا العمل كان نقطة تحول في مسيرته، حيث نال عنه عدة جوائز، وأثبت من خلاله قدرته على قيادة عمل سينمائي بأداء متميز. تدور أحداث الفيلم في إطار درامي اجتماعي، وقد ساهم نجاح سفكوني فيه في تعزيز مكانته كفنان متعدد المواهب، قادر على الانتقال بسلاسة بين المسرح والسينما والتلفزيون.
مشاركة نجاح سفكوني في “الهيبة” أثارت الجدل
إلى جانب “باب الحارة”، برز اسم نجاح سفكوني في مسلسل “الهيبة”، حيث جسد شخصية “جمال”، الخال الشرير، خلال المواسم الأربعة الأولى من العمل الذي عُرض ابتداءً من 2017. هذا الدور أثار جدلاً واسعًا بين النقاد، حيث رأى البعض أنه لا يليق بمسيرته الفنية الطويلة، بينما دافع سفكوني عن اختياره، مؤكدًا أن الشخصية تحمل رسالة تحذيرية من الانتهازية والوصولية. أداؤه في “الهيبة” أضاف بُعدًا جديدًا لتجربته، لكنه لم يحظَ بنفس الرواج الذي حققه في “باب الحارة”، مما جعل الأخير يبقى العمل الأبرز في ذاكرة الجمهور.
نجاح سفكوني يعبر عن ندمه على دخول الفن
في تصريحات لافتة، عبّر نجاح سفكوني عن ندمه على اختياره مهنة التمثيل، مشيرًا إلى أنها لم تمنحه الاستقرار المادي أو المعنوي الذي كان يطمح إليه. قال إنه لو عاد به الزمن لاختار التجارة بدلاً من الفن، معتبرًا أن المنتجين “تجار وليسوا شرفاء”، في إشارة إلى تجاربه المريرة مع شركات الإنتاج. هذه التصريحات جاءت بعد سنوات من العطاء الفني، وكشفت عن جانب شخصي في حياة سفكوني، حيث أكد أن ضياع مدخراته دفعه للعودة إلى التمثيل رغم رغبته في الانتقائية.
حياة نجاح سفكوني الشخصية بعيدة عن الأضواء
على عكس العديد من الفنانين، يفضل نجاح سفكوني إبقاء حياته الشخصية بعيدة عن الأضواء. هو متزوج من سيدة خارج الوسط الفني، ولديه ولدان يعيشان حياة هادئة بعيدًا عن الشهرة. سفكوني نفسه غير نشط على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس شخصيته الهادئة التي تركز على العمل أكثر من الظهور الإعلامي. هذا الابتعاد عن الإعلام زاد من غموض شخصيته، لكنه لم يقلل من تأثيره الفني الكبير.
أهم أعمال نجاح سفكوني التلفزيونية عبر الزمن
بدأ نجاح سفكوني مسيرته التلفزيونية في أواخر السبعينيات مع مسلسل “حرب السنوات الأربع” عام 1980، ثم توالت أعماله التي تنوعت بين الدراما الاجتماعية والتاريخية. من أبرز أعماله “جريمة في الذاكرة” عام 1992، و”صلاح الدين الأيوبي” عام 2001، و”ربيع قرطبة” عام 2003، إلى جانب “عمر” عام 2012، و”ممالك النار” عام 2019. كما قدم أدوارًا لافتة في “زقاق الجن” عام 2023، و”مال القبان” عام 2024، مما يظهر استمراريته في العطاء الفني حتى اليوم.