نزار أبو حجر ليس مجرد اسم في الدراما السورية، بل هو ظاهرة فنية تركت أثرًا لا يُمحى في ذاكرة المشاهد العربي. من أزقة الشام القديمة إلى أعماق القلوب، استطاع هذا الفنان أن يحفر لنفسه مكانة استثنائية بفضل صدقه الفني وأدائه الذي يلامس الواقع. في هذا المقال، نأخذكم في جولة موسعة ومفصلة في حياة نزار أبو حجر، لنكشف أسرار شخصيته، خلفية عائلته، ديانته، تفاصيل زواجه، وأهم المحطات التي عبرها خلال مشواره الطويل.
أقسام المقال
ديانة الفنان نزار أبو حجر
نزار أبو حجر يعتنق الديانة الإسلامية ويتبع المذهب السني، وهو ما يعبر عنه بشكل واضح في العديد من لقاءاته، حيث يتحدث عن أهمية القيم والمبادئ في الحياة الشخصية والمهنية. ديانته لم تكن مجرد هوية دينية بل كانت مرآة تعكس أخلاقه وسلوكه المتوازن، وهو ما أظهره في معظم أدواره التي تميل إلى الطابع الأخلاقي والواقعي.
زوجة الفنان نزار أبو حجر
الحياة العاطفية لنزار أبو حجر بقيت بعيدة عن عدسات الإعلام لفترة طويلة، فقد تزوج من السيدة “أسيمة محمد خير عنبرة”، وهي طبيبة سورية متخصصة. كانت حياتهما الزوجية هادئة، قائمة على الاحترام المتبادل والدعم، حتى وافت المنية زوجته الأولى في أكتوبر 2022. بعد ذلك، أعلن نزار عن زواجه الثاني دون أن يكشف عن اسم زوجته الجديدة، مؤكدًا أنه وجد فيها صفات قلما يجدها في النساء، خصوصًا التواضع والإخلاص.
عائلة الفنان نزار أبو حجر
ولد نزار في دمشق، لعائلة فلسطينية الأصل تعود جذورها إلى مدينة المجدل، وقد لجأت عائلته إلى سوريا بعد نكبة عام 1948. عائلته تُعرف باسم “آل الحلاق”، وهي عائلة محافظة ومثقفة. من الجدير بالذكر أن والدته كانت قريبة للفنانتين الشهيرتين سعاد حسني ونجاة الصغيرة، حيث كان والد الفنانتين عم والدته، مما يضيف بُعدًا فنيًا إضافيًا لخلفيته العائلية.
عمر وتاريخ ميلاد نزار أبو حجر
وُلد نزار أحمد أبو حجر في 13 مايو عام 1952، أي أنه يبلغ من العمر 73 عامًا في عام 2025. عاش طفولة صعبة بعد وفاة والده، واضطر للعمل في بيع العلكة وورق المحارم ليساهم في إعالة أسرته. وعلى الرغم من بداياته القاسية، إلا أنه تمكن من التغلب على الأمية في سن الخامسة عشرة، ثم التحق بالتعليم النظامي، حتى حصل لاحقًا على الدكتوراه في الفلسفة. هذه الخلفية منحت شخصيته نضجًا فريدًا، وانعكست على أدائه الفني بثقل استثنائي.
نشأة الفنان نزار أبو حجر
نشأ نزار في حي فقير بدمشق، وسط بيئة مليئة بالتحديات الاقتصادية والاجتماعية. بعد وفاة والده، لم يكن أمامه سوى العمل والدراسة في آنٍ واحد. بدأ في تعلم القراءة والكتابة في سن متأخرة، لكنه أصر على إكمال مسيرته التعليمية. التحق لاحقًا بالجامعة، ودرس الفلسفة التي أثرت كثيرًا على طريقته في فهم الحياة والفن، وجعلت منه فنانًا مثقفًا يُتقن قراءة الشخصيات بعمق.
المسيرة الفنية لنزار أبو حجر
بدأ نزار أبو حجر مسيرته الفنية في تسعينيات القرن الماضي، من خلال مشاركته في فيلم “الليل” للمخرج محمد ملص، بدور صامت لكنه ترك أثرًا كبيرًا. لاحقًا، انضم إلى نقابة الفنانين السوريين في عام 1994، ومنذ ذلك الحين وهو يقدم أدوارًا متقنة في المسرح والسينما والتلفزيون. اشتهر بدور “أبو غالب” في مسلسل “باب الحارة”، والذي جسد فيه شخصية البائع الانتهازي بطريقة فكاهية، لكنها واقعية.
أعمال نزار أبو حجر
تتضمن قائمة أعماله التلفزيونية: “باب الحارة”، “أيام شامية”، “الخوالي”، “أبو جانتي”، “الغربال”، “طالع الفضة”، و”الزير سالم”. أما في المسرح، فقد شارك في عروض هادفة مثل “زيارة السيدة العجوز” و”اللعبة”. في السينما، شارك بفيلم “الليل” وفيلم “نجوم النهار”. كما أن له مشاركات إذاعية مؤثرة في برامج درامية مثل “حكم العدالة”.
شخصية نزار أبو حجر
يتميز نزار بشخصية قوية، متزنة ومثقفة، لكنه في ذات الوقت بسيط وقريب من الناس. لا يسعى وراء الشهرة أو الأضواء، ويحرص دائمًا على احترام الجمهور والزملاء. في تصريح له، أكد أنه رفض أدوارًا لم تتوافق مع قناعاته، لأنه يعتبر أن الفنان لا يقدم فقط الترفيه، بل يحمل رسالة أخلاقية وثقافية.
نصائح نزار أبو حجر للجيل الجديد
في لقاءاته الأخيرة، وجّه نزار نصائح عديدة للجيل الجديد من الفنانين، داعيًا إياهم إلى الصبر، والقراءة، وعدم التسرع في اللهاث وراء الشهرة. شدد على أهمية التكوين الأكاديمي، والإلمام بالثقافة العامة، حتى يتمكن الفنان من بناء شخصياته على أسس معرفية، لا مجرد أداء سطحي.
الخلاصة
يمثل نزار أبو حجر حالة فنية فريدة، جمعت بين الأصالة، العلم، والموهبة الفطرية. رغم الصعوبات التي واجهها، إلا أنه تمكن من تحقيق مكانة مرموقة في قلوب الناس، دون أن يساوم على مبادئه. حياته المهنية والشخصية تقدم نموذجًا يحتذى به، لفنان ظل وفيًا لفنه وجمهوره.