والد رامز الأسود

رامز الأسود، اسم لمع في سماء الفن السوري بفضل موهبته المسرحية والتلفزيونية التي جعلته واحدًا من الوجوه المألوفة لدى الجمهور العربي. ولد هذا الفنان في دمشق عام 1976، ونشأ في بيئة فنية غنية، حيث كان والده، الفنان التشكيلي خالد الأسود، أحد أبرز الشخصيات التي أثرت في مسيرته. تخرج رامز من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1998، وبدأ رحلته الفنية التي امتدت بين المسرح والدراما التلفزيونية، تاركًا بصمة واضحة في أعمال مثل “باب الحارة” و”مسرح الخريف”. لكن خلف هذا النجاح، يقف والده كشخصية محورية تستحق الإضاءة، حيث كان له دور كبير في تشكيل هوية رامز الفنية.

خالد الأسود والد رامز الأسود يترك إرثًا تشكيليًا

خالد الأسود، والد الفنان رامز الأسود، لم يكن مجرد أب عادي، بل كان فنانًا تشكيليًا بارزًا في الساحة السورية. وُلد في دمشق عام 1940، وأمضى حياته في عالم الفنون الجميلة، حيث تخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام 1965. اشتهر خالد بأعماله التي عكست رؤية فنية عميقة، وكان له حضور لافت في المعارض الفنية المحلية التي أظهرت موهبته الاستثنائية. رحل عن عالمنا في أبريل 2023 عن عمر ناهز 83 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا يتحدث عنه الجميع.

تأثير خالد الأسود على مسيرة رامز الفنية

نشأ رامز الأسود في كنف والده خالد، الذي غرس فيه حب الفن منذ الصغر. لم يكن تأثير خالد مباشرًا بمعنى توجيهه لابنه نحو التمثيل، بل جاء من خلال البيئة الإبداعية التي وفرها له. كان منزل العائلة في دمشق مليئًا باللوحات والأفكار الفنية التي شكلت وعي رامز، مما دفعه لاحقًا للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية. يرى البعض أن شغف رامز بالمسرح، وتحديدًا تأسيسه لفرقة “مسرح الخريف”، يعكس بصورة غير مباشرة الروح الفنية التي ورثها عن والده.

رامز الأسود يبدأ رحلته الفنية من المسرح

بدأ رامز الأسود مسيرته الفنية في منتصف التسعينيات، حيث شارك في أول عمل أوبرالي في سوريا بعنوان “ديدو وإينياس” عام 1995. كانت هذه الخطوة بمثابة انطلاقة حقيقية له، حيث أظهر موهبته على خشبة المسرح قبل أن ينتقل إلى التلفزيون. بعد تخرجه من المعهد، عمل كممثل في العديد من العروض المسرحية، سواء مع فرقة المعهد أو المسرح القومي بدمشق، مما عزز مكانته كفنان متعدد المواهب.

تأسيس رامز الأسود لمسرح الخريف مع نوار بلبل

في عام 2006، اتخذ رامز خطوة جريئة بتأسيس فرقة “مسرح الخريف” بالتعاون مع زميله الفنان نوار بلبل. كانت هذه الفرقة تجربة فنية مميزة، حيث قدمت عروضًا مسرحية ناجحة مثل “المنفردة” التي تناولت قضايا سجناء الرأي. حققت الفرقة نجاحًا كبيرًا، حيث عُرضت أعمالها في أكثر من 25 دولة حول العالم، من أمريكا إلى اليابان، وحصلت على جوائز عديدة، مما جعلها محط أنظار الجميع، بما في ذلك القصر الرئاسي في سوريا.

شخصيتا أبو دراع ومحجوب ترسخان اسم رامز الأسود

على شاشة التلفزيون، اشتهر رامز الأسود بدورين بارزين في مسلسل “باب الحارة”. في الأجزاء الأولى، جسد شخصية “أبو دراع”، وهي شخصية قوية تركت انطباعًا كبيرًا لدى المشاهدين. لاحقًا، عاد في الجزء العاشر بشخصية “محجوب”، وهي مختلفة تمامًا عن دوره السابق، مما أظهر قدرته على التنوع. رغم ذلك، اعتذر رامز عن المشاركة في الجزء الحادي عشر لأسباب خاصة، وسط تكهنات بأن القرار كان مرتبطًا بجوانب مادية.

حياة رامز الأسود العائلية بعيدًا عن الأضواء

بعيدًا عن الفن، يعيش رامز حياة عائلية هادئة. تزوج من سيدة تُدعى رزان حيدر، وأنجب منها ابنة تُسمى جوليان وابنًا يُدعى جود. تعيش عائلته حاليًا في كندا، بينما يتنقل هو بين سوريا وكندا لمتابعة أعماله. في تصريحات سابقة، أشار رامز إلى أنه لا يملك منزلًا خاصًا في دمشق رغم عمله هناك لأكثر من عقدين، ولا يزال يقيم في منزل عائلته في الريف.

رامز الأسود وموقفه من دخول أبنائه عالم الفن

في حديث له عن مستقبل أبنائه، أكد رامز أنه يترك لهم حرية اختيار مسارهم المهني. يركز في تربيتهم على دعمهم وتوجيههم دون فرض رأيه، مشيرًا إلى أنه لن يعارض دخولهم مجال الفن إذا اختاروه. هذا الموقف يعكس شخصيته المرنة التي تجمع بين الانفتاح والحرص على إرث عائلته الفني الذي بدأ مع والده خالد.

أبرز أعمال رامز الأسود في الدراما السورية

إلى جانب “باب الحارة”، شارك رامز في العديد من الأعمال الدرامية السورية التي تنوعت بين التاريخية والاجتماعية. منها مسلسل “خالد بن الوليد” الذي عُرض عام 2006، و”انتقام الوردة” في نفس العام، بالإضافة إلى “أسد الجزيرة” و”زمن البرغوت” الجزء الثاني. كما قدم شخصية “أبو العناتر” في مسلسل “حمام شامي”، وهي شخصية طيبة أحبها الجمهور، مما أضاف بُعدًا جديدًا لمسيرته.