يُعد الفنان الكويتي شعبان عباس، المعروف بلقبه “شعبولا”، من الشخصيات البارزة التي أثرت في الساحة الفنية الخليجية لعقود. ومع تميزه في الأدوار الكوميدية والمسرحية، خطفت الأنظار نحوه أيضًا بسبب التغيرات الجسدية الكبيرة التي مر بها، وعلى رأسها الوزن الزائد الذي كان عائقًا أمامه في سنوات عديدة. قصة وزن شعبان عباس ليست مجرد أرقام على الميزان، بل هي رحلة صراع مع المرض والإرادة، تتخللها لحظات أمل، وانتكاسات، ونجاحات على الصعيدين الشخصي والمهني.
أقسام المقال
شعبان عباس: بداية المعاناة مع السمنة
لم تكن السمنة مجرد مظهر خارجي لدى شعبان عباس، بل بدأت تتحول إلى مشكلة طبية حقيقية منذ أن تجاوز وزنه حاجز الـ230 كيلوغرامًا. جاءت تلك الزيادة نتيجة نمط حياة غير صحي وقلة الحركة، وهو أمر شائع بين الفنانين المنهمكين في العمل دون الاعتناء الكافي بالصحة. تراكمت الدهون في مناطق البطن والصدر بشكل خاص، ما أدى إلى صعوبة في التنفس وحركة محدودة للغاية، إضافة إلى إرهاق مستمر وتراجع في النشاط الجسدي.
شعبان عباس: العمليات الجراحية ومسيرة العلاج
بعد أن أصبحت السمنة خطرًا على حياته، بدأ عباس رحلة علاجية طويلة، تضمنت أولًا تغييرًا في أسلوب حياته، لكنه لم يكن كافيًا في ظل الحالة المتدهورة لجسده. لجأ إلى الجراحة كخيار ضروري، وخضع لعدة عمليات دقيقة في السعودية وألمانيا، من بينها عملية جراحية خطيرة لإزالة تراكمات الدهون حول القلب والصدر.
كما أُجريت له عملية تحويل مسار المعدة، التي ساعدته على التحكم في الشهية وتقليل الامتصاص الغذائي. رافقت هذه الإجراءات متابعة دقيقة من الأطباء، وتم إدخاله في برامج غذائية دقيقة بعد العمليات، لتفادي حدوث مضاعفات أو استعادة الوزن المفقود لاحقًا.
شعبان عباس: النتائج والتحسن في الوزن
بفضل الإجراءات الجراحية المكثفة والالتزام بالعلاج الغذائي، تمكن شعبان عباس من تقليل وزنه بشكل دراماتيكي. فقد وزنه من نحو 290 كيلوغرامًا إلى أقل من 150 كيلوغرامًا خلال فترة زمنية محدودة نسبيًا، وهو إنجاز طبي وإنساني كبير. التحسن لم يكن فقط في المظهر، بل لاحظه الأطباء في تحسن مؤشرات التنفس، وزوال ضغط الشحوم عن القلب، وعودة النشاط الجسدي الطبيعي تدريجيًا.
شعبان عباس: العودة إلى الساحة الفنية
بعد تحسن حالته، كانت عودة شعبان عباس إلى المسرح والتلفزيون لحظة مؤثرة لكل محبيه. مشاركته في مسرحية “البيت المقلوب” إلى جانب الفنان طارق العلي مثَّلت عودة قوية أكدت تعافيه، وقدرته على استعادة بريقه الفني القديم. كما شارك في عدد من الأعمال الدرامية وبرامج المنوعات، واستضافته بعض القنوات للحديث عن تجربته كانت بمثابة إلهام للكثيرين الذين يعانون من نفس التحديات.
شعبان عباس: العزيمة والإصرار على التغلب
قصة عباس مع السمنة تقدم مثالًا حيًا على قوة الإرادة. فقد تحدى المرض، والسمنة المفرطة، ومضاعفاتها المزمنة، واستطاع بصبره وإصراره أن يستعيد صحته ومكانته. عزيمته جعلت منه رمزًا للكثيرين ممن يعتقدون أن لا أمل في الشفاء. وهو اليوم لا يتردد في تقديم النصائح والدعم النفسي لكل من يسعى إلى إنقاص وزنه والتخلص من معاناته الصحية.
شعبان عباس: نمط الحياة الجديد بعد فقدان الوزن
لم يكن فقدان الوزن نهاية القصة، بل بداية جديدة في حياة شعبان عباس. فهو اليوم يعيش بنمط مختلف كليًا، يحرص فيه على اتباع نظام غذائي صحي خالٍ من الدهون المشبعة، مع ممارسة رياضات خفيفة تناسب حالته. كما يقوم بإجراء فحوصات دورية لمراقبة الحالة العامة لجسده، ويتلقى دعمًا نفسيًا من الأطباء لضمان عدم العودة إلى العادات السابقة.
شعبان عباس: كيف ألهم الآخرين من خلال قصته؟
من خلال لقاءاته وتصريحاته العلنية، أظهر عباس استعدادًا كبيرًا لمشاركة تجربته بكل تفاصيلها المؤلمة والمُلهمة. لم يكن يخجل من عرض صور وزنه الزائد، ولم يُخفِ معاناته في المستشفيات وغرف العمليات. بل استخدم قصته كمنصة لرفع الوعي حول خطورة السمنة، ودفع الكثيرين لبدء رحلتهم الخاصة نحو الشفاء. بل إن بعض محبيه وصفوا قصته بأنها أقوى من مئات الحملات الصحية.