وفاة إحسان الترك

إحسان الترك، الوجه المألوف في السينما والدراما المصرية، ترك بصمة فنية مميزة على مدار عقود قبل أن يغيبه الموت في مارس 2025. هذا الفنان، الذي بدأ مشواره مع بداية الألفية الثانية، اشتهر بأدوار مساعدة أضافت عمقًا للأعمال التي شارك فيها، سواء كان رجل أعمال أو مسؤول كبير. ولد في القاهرة عام 1954، وعاش حياة حافلة بالإنجازات والتحديات، ليصبح رمزًا للمثابرة حتى رحيله عن عمر 71 عامًا بعد صراع طويل مع المرض. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل وفاته وأبرز محطات حياته الفنية والشخصية.

وفاة إحسان الترك تُنهي رحلة فنية طويلة

في يوم السبت 15 مارس 2025، أعلنت زوجة إحسان الترك خبر وفاته عبر منشور مؤثر على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك، قائلة: “جوزي في ذمة الله”. رحل الفنان عن عمر 71 عامًا بعد معاناة صحية استمرت لأشهر، حيث كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات القاهرة. هذا الخبر هز الوسط الفني والجمهور، الذين عبروا عن حزنهم العميق لفقدان أحد أبرز نجوم الدراما المصرية.

إحسان الترك يواجه المرض في أيامه الأخيرة

قبل وفاته، عانى إحسان الترك من تدهور حاد في حالته الصحية، بدأ بمشكلات في الشرايين أدت إلى خضوعه لعملية جراحية معقدة في قدميه استغرقت 10 ساعات. لم تتوقف معاناته عند هذا الحد، فقد أصيب بمضاعفات تنفسية استدعت وضعه على جهاز التنفس الصناعي، ودخل العناية المركزة في أسابيعه الأخيرة. زوجته كانت إلى جانبه، ووصفت حالته بأنها “صعبة جدًا”، مشيرة إلى فقدانه القدرة على الكلام قبل الرحيل.

إحسان الترك يترك الدنيا بعد أزمة مالية

لم تكن المعاناة الصحية التحدي الوحيد في حياة إحسان الترك، فقد كشف في تصريحات تلفزيونية قبل وفاته عن أزمة مالية شديدة دفعته لبيع ممتلكاته الشخصية، بما في ذلك أثاث منزله وسيارته. هذه الأزمة، التي تصدرت عناوين الأخبار في يناير 2025، أثارت تعاطف الجمهور، خاصة بعد مناشدته زملاءه بفرص عمل لتتمكن من مواجهة ظروفه الصعبة.

بداية إحسان الترك الفنية كانت بالصدفة

لم يكن إحسان الترك يحلم بالفن في شبابه، لكنه دخل هذا العالم بالصدفة في 2002 عندما شارك في إعلان لشركة أدوات منزلية. تلى ذلك ظهوره في فيديو كليب “حط النقط على الحروف” للمغنية بوسي سمير، ليبدأ بعدها رحلة طويلة في السينما والتلفزيون. أول أفلامه “سحر العيون” كان بوابة دخوله إلى عالم التمثيل، حيث أثبت موهبته رغم بدايته المتأخرة في الأربعينيات من عمره.

إحسان الترك يبدأ مسيرته السينمائية في 2002

مع انطلاقته في فيلم “سحر العيون” عام 2002، بدأ إحسان الترك في بناء اسمه كممثل داعم. تبعه فيلم “عريس من جهة أمنية” عام 2004، الذي عزز مكانته بين الجمهور. على مدار مسيرته، شارك في أكثر من 30 فيلمًا، منها “تيتو”، “طباخ الريس”، و”معالي الوزير”، حيث كان يجسد غالبًا شخصيات ذات سلطة أو نفوذ، مما جعله وجهًا لا يُنسى على الشاشة الكبيرة.

إحسان الترك يتألق في الدراما التلفزيونية

في نفس العام 2002، دخل إحسان عالم الدراما بمسلسل “العصيان”، ليبدأ مسيرة حافلة تجاوزت 100 مسلسل. من أبرز أعماله “لقاء على الهوا” عام 2005، “يتربى في عزو” عام 2007، و”جعفر العمدة” عام 2023، الذي كان آخر ظهور له بدعم من النجم محمد رمضان. تنوعت أدواره بين الاجتماعي والتاريخي، مما أظهر قدرته على التكيف مع مختلف الأنماط الدرامية.

آخر أعمال إحسان الترك تتوقف بسبب المرض

كان من المقرر أن يشارك إحسان في مسلسل “فهد البطل” مع أحمد العوضي في رمضان 2025، لكنه لم يتمكن من تصويره بسبب تدهور حالته الصحية. في تصريحات سابقة، أعرب عن إعجابه بالعوضي وأمنيته بالعمل معه، لكن المرض حال دون تحقيق ذلك، ليظل “جعفر العمدة” آخر محطاته الفنية قبل الرحيل.

إحسان الترك يترك إرثًا فنيًا غنيًا

بأكثر من 150 عملًا فنيًا، ترك إحسان الترك أثرًا كبيرًا في الفن المصري. من أفلامه البارزة “الشبح”، “خالتي فرنسا”، و”بوحة”، ومن مسلسلاته “حدائق الشيطان”، “وش إجرام”، و”أسمهان”. حصل على لقب سفير النوايا الحسنة في أمريكا والدكتوراه الفخرية من جامعة نيوكاسل، مما يعكس تقديرًا عالميًا لمسيرته التي امتدت لأكثر من عقدين.

حياة إحسان الترك الشخصية تظهر الإنسان

تزوج إحسان الترك ست مرات، وأنجب من ثلاث زيجات فقط، من بينهم ابنته نور التي تألقت في الطفولة، ونجله الأكبر الذي قاطعه بعد أزمته المالية، وابنه الصغير آدم. في تصريحاته الأخيرة، أشاد بزوجته التي دعمته خلال مرضه، قائلًا: “هي ست الكل”، مما أظهر جانبًا إنسانيًا بعيدًا عن الأضواء.

جنازة إحسان الترك تشهد حزن الوسط الفني

شُيعت جنازة إحسان الترك من مسجد صلاح الدين بالمنيل بعد تأخير بسيط لإنهاء إجراءات الدفن، ثم أقيم العزاء في مسجد الخلفاء الراشدين بالجيزة يوم 17 مارس 2025. حضر الجنازة عدد من الفنانين والجمهور، معبرين عن حزنهم لفقدان فنان أحبه الجميع، بينما ناشدت زوجته الدعاء له بالرحمة والمغفرة.