في عالم الدراما الخليجية، تبرز بعض الأسماء التي استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة مميزة بفضل موهبتها الحقيقية واجتهادها المتواصل، ومن بين تلك الأسماء اللامعة تبرز الفنانة “ياسة” التي أثبتت حضورها عبر سنوات طويلة من العمل الدؤوب والمثابرة. بأسلوبها الفريد وقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات، أصبحت ياسة من الأسماء المعروفة ليس فقط في الكويت، بل في مختلف دول الخليج. وفي هذا المقال، نسلط الضوء على محطات من حياتها، منذ ولادتها وحتى أبرز محطاتها الفنية.
أقسام المقال
ياسة: العمر وتاريخ الميلاد
وُلدت الفنانة ياسة عبد الأمير جمعة في الكويت بتاريخ 25 ديسمبر عام 1980، ويعني ذلك أنها تبلغ من العمر اليوم 44 عامًا. وترعرعت في منطقة “شرق” الكويتية، وسط بيئة تجمع بين الجذور العراقية من جهة الأب، والتقاليد الكويتية من جهة الأم. نشأتها في هذه البيئة المتنوعة ثقافيًا منحتها مخزونًا إنسانيًا وشعبيًا ثريًا ساعدها في تقمص الشخصيات المختلفة لاحقًا في مسيرتها الفنية.
ياسة: التعليم والتأهيل المهني
إيمانًا منها بأهمية التكوين الأكاديمي في تعزيز الموهبة، درست ياسة التمثيل والإخراج المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث نهلت من كبار الأساتذة قواعد الأداء المحترف والتقنيات المسرحية. لكن شغفها لم يتوقف عند الفنون فقط، إذ حصلت أيضًا على بكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة القاهرة، ودبلوم في تكنولوجيا المعلومات، مما يعكس اتساع مداركها واهتمامها بالمعرفة في مختلف المجالات.
ياسة: الأدوار الفنية والتنوع في الأداء
منذ بدايتها الفنية في برنامج “قرقيعان” عام 2003، وضعت ياسة قدمها الأولى في طريق النجومية. لكن الانطلاقة الحقيقية كانت من خلال مسلسل “الأخ صالحة” في 2007، حيث قدمت أداءً لافتًا جذب أنظار الجمهور والنقاد. ومن هناك، توالت الأعمال الدرامية الناجحة التي شاركت فيها، مثل “زوارة الخميس”، “جود”، “أمنيات بعيدة”، و”أم البنات”.
تتنقل ياسة بسهولة بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية، وتُظهر قدرة مذهلة على التحكم في تعبيراتها الجسدية والانفعالية، وهو ما جعلها من الفنانات القلائل اللواتي يمكن الاعتماد عليهن في الأدوار الصعبة.
ياسة: التحديات والنجاحات الشخصية
لم تكن طريق ياسة سهلة أو مفروشة بالورود، فقد واجهت العديد من التحديات، أبرزها على المستوى الشخصي، مع معاناتها الطويلة مع السمنة. في عام 2013، خضعت لعملية تكميم معدة، ساعدتها على خسارة حوالي 80 كيلوجرامًا من وزنها. وقد أثّر ذلك التحول بشكل كبير على صحتها النفسية والجسدية، بل وفتح لها آفاقًا جديدة في اختيار أدوار أكثر تنوعًا كانت قد حُرمت منها سابقًا.
ياسة: الحياة الأسرية والتوازن بين العمل والأسرة
على الرغم من انشغالاتها الفنية، فإن ياسة تولي لحياتها الأسرية اهتمامًا بالغًا. متزوجة من رجل مصري يُدعى كريم، وأم لولدين هما ياسين وعمر، وتحرص على أن يكون هناك توازن واضح بين حياتها المهنية والعائلية. تعتبر أسرتها الداعم الأكبر لها، وغالبًا ما تُشيد بدورهم في توفير الاستقرار والسكينة، ما يساعدها على تقديم الأفضل على الشاشة.
ياسة: الحضور الإعلامي وأسلوبها الشخصي
تتميّز ياسة بحضورها المميز على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تحرص على التواصل مع جمهورها بشفافية وود. أسلوبها في الحياة يتّسم بالبساطة والعفوية، وغالبًا ما تشارك لحظاتها اليومية بعيدًا عن التكلف، مما أكسبها احترام ومحبة متابعين من مختلف الفئات.
ياسة: المستقبل والطموحات الفنية
رغم سنوات طويلة من العطاء الفني، لا تزال ياسة تتطلع إلى المزيد من التحديات والأدوار الجديدة. هي حاليًا منخرطة في قراءة عدد من النصوص التي تميل إلى العمق الإنساني والقضايا المجتمعية المعاصرة، وترغب في التوسع نحو الإنتاج وربما الإخراج في المستقبل. كما صرحت أكثر من مرة بأنها تطمح إلى المشاركة في أعمال ذات بعد عربي أوسع، لتكون جسرًا بين الدراما الخليجية والجمهور العربي الكبير.