يُعد الفنان أحمد رمزي من أبرز نجوم زمن الفن الجميل، حيث ارتبط اسمه بالأناقة والوسامة، وارتبط ظهوره على الشاشة غالبًا بأدوار الشاب الجان الأرستقراطي. رغم شهرته الفنية الكبيرة، فإن الجانب الشخصي من حياته كان مليئًا بالتقلبات، فقد مر بعدة زيجات وواجه تحديات خاصة مع أبنائه، ما يجعل من حياته الشخصية مادة ثرية تستحق التوقف عندها.
أقسام المقال
أحمد رمزي وزوجته الأولى عطية الدرمللي
تزوج أحمد رمزي للمرة الأولى من السيدة عطية الدرمللي، التي تنتمي إلى عائلة ثرية أرستقراطية، وقد نشأت في سويسرا وامتلكت قدراً عالياً من الرقي والثقافة. هذا الزواج أثمر عن ابنتهما الكبرى “باكينام”، ولكن لم يدم طويلًا، حيث حالت طبيعة رمزي المتحررة وعمله في الوسط الفني دون استقرار الحياة الزوجية، لينتهي الزواج بالطلاق. وقد ظل رمزي يكن احترامًا كبيرًا لعطية طوال حياته، خاصة لأنها والدة ابنته التي كانت الأقرب إلى قلبه.
المثير في هذه العلاقة أن رمزي كان يعتبر عطية نموذجًا للمرأة الراقية، رغم أن التناقضات بين نمط حياته كفنان ومزاجها المحافظ أوجدت فجوة استحالت معها الاستمرارية. لم تظهر عطية في الإعلام كثيرًا، لكنها كانت حاضرة دائمًا في الأحاديث الخاصة لأحمد رمزي.
أحمد رمزي وزوجته الثانية نجوى فؤاد
الزيجة الثانية في حياة رمزي كانت مفاجئة وسريعة، حيث تزوج من الفنانة والراقصة الشهيرة نجوى فؤاد، لكن الزواج لم يستمر أكثر من 17 يومًا فقط. الطبع الحاد لرمزي واختلاف نمط الحياة بينهما ساهما في إنهاء العلاقة سريعًا. رغم قصر مدة الزواج، ظل رمزي يحتفظ بعلاقة طيبة معها، ووصفها لاحقًا بأنها إنسانة طيبة وصادقة. لم ينجب منها أي أطفال.
اللافت أن هذا الزواج القصير دائمًا ما يُذكر كنموذج لعلاقات الوسط الفني السريعة، وقد صرحت نجوى فؤاد في أكثر من لقاء أنها لم تندم على التجربة رغم انتهائها السريع، مؤكدة أن الاحترام ظل متبادلًا بينهما حتى بعد الطلاق.
أحمد رمزي وزوجته الثالثة نيكولا
أما زيجته الثالثة فكانت الأطول والأكثر استقرارًا، إذ تزوج من المحامية اليونانية “نيكولا”، والتي ارتبط بها عاطفيًا لفترة قبل الزواج. أنجب منها نائلة ونواف، وظلت نيكولا زوجته حتى وفاته. كانت حياتهما هادئة إلى حد كبير، وعاشت العائلة بين القاهرة ولندن. يُعرف عن نيكولا أنها كانت داعمة كبيرة له في فترة اعتزاله، وساهمت في استقراره العائلي بشكل واضح.
نيكولا لم تكن فقط زوجة رمزي، بل كانت شريكته في القرارات المصيرية. ساعدته على الابتعاد عن الأضواء عندما قرر التفرغ لعائلته، وكانت العقل المدبر للكثير من تفاصيل حياته اليومية. كانت تتحدث العربية بطلاقة، واندمجت بسهولة في الوسط العائلي المصري.
أحمد رمزي وابنته باكينام
باكينام هي الابنة الكبرى لأحمد رمزي، وقد درست في الجامعة الأمريكية بالقاهرة وتخصصت في مجال الإعلام والعلاقات العامة. على الرغم من ابتعادها عن الأضواء، إلا أن ظهورها في المناسبات العائلية كان دائمًا ملفتًا. لديها ابن يُدعى فؤاد، احتفل بزفافه في 2023، وكانت مناسبة مؤثرة للعائلة. باكينام كانت الأقرب لوالدها في سنواته الأخيرة، وحرصت على دعمه في فترات مرضه واعتزاله.
كانت باكينام مصدر فخر كبير لأحمد رمزي، وكانت تُمثل له الامتداد الحقيقي لاسمه وروحه. في لقاءات نادرة، تحدثت عن مدى تعلق والدها بالعائلة، وحرصه على أن يكون حاضرًا في أدق تفاصيل حياتها رغم مشاغله الفنية.
أحمد رمزي وابنته نائلة
نائلة هي الابنة الثانية لأحمد رمزي من زوجته نيكولا، وقد نشأت في بيئة متعددة الثقافات بين مصر وأوروبا. درست في الخارج، وفضلت الابتعاد عن حياة الشهرة، وتفرغت لحياتها الخاصة. نائلة كانت ترافق والدها في رحلاته، وكانت مهتمة بشؤونه الصحية في سنواته الأخيرة، ما يدل على عمق العلاقة الأسرية التي ربطته بأبنائه.
ورغم أنها لم تظهر إعلاميًا، إلا أن بعض الصور العائلية أظهرت حضورها الدائم في المناسبات الخاصة، وكانت تربطها علاقة مميزة بوالدها، ظهرت في اهتمامها الدائم براحته وخصوصيته.
أحمد رمزي وابنه نواف
نواف هو الابن الوحيد لأحمد رمزي، وقد وُلد مصابًا بإعاقة ذهنية. أبدى رمزي تعلقًا شديدًا به، وحرص على أن يعيش حياة كريمة رغم التحديات الصحية. عاش نواف مع والدته في لندن، وتوفي في أبريل 2018. كانت خسارته مؤلمة للعائلة، خاصة لشقيقته باكينام التي رثته بكلمات مؤثرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معبرة عن مدى حبها له وافتقادها له بعد وفاته.
رمزي كان يرى في نواف نقطة ضعفه ومصدرًا للقوة في آنٍ واحد، إذ قال في أكثر من مناسبة إنه تعلّم الصبر والمعنى الحقيقي للحياة من ابنه. كان دائم الحديث عن نواف، ولم يشعر يومًا بالخجل من حالته، بل اعتبره نعمة خاصة.
أحمد رمزي وحياته العائلية
رغم أن الوسط الفني معروف بعدم الاستقرار العائلي، إلا أن أحمد رمزي كان يحاول جاهدًا الحفاظ على توازن بين حياته المهنية والأسرية. كان يحرص على التواجد مع أبنائه في الإجازات، ويخصص وقتًا لقضائه معهم رغم انشغاله. وبعد اعتزاله التمثيل، عاش حياة بسيطة في الساحل الشمالي، وابتعد عن الأضواء، مكتفيًا بصحبة أسرته وبعض أصدقائه المقربين. توفي في سبتمبر 2012 إثر سقوطه في الحمام، وكانت لحظة وفاته صادمة لعائلته ومحبيه.
من الأمور التي لا يعرفها كثيرون أن رمزي كان يحب العزلة في سنواته الأخيرة، وكان يجد في الطبيعة ملاذًا نفسيًا له. كان يمارس رياضة السباحة يوميًا، ويقضي أوقاتًا طويلة في القراءة أو الاستماع للموسيقى الكلاسيكية، كما احتفظ بعادة كتابة المذكرات الخاصة.