تُعدّ سهير بن عمارة واحدة من أبرز الوجوه الفنية في تونس، حيث تمكنت من ترك بصمة واضحة في عالم التمثيل رغم بدايتها كمخرجة سينمائية. ولدت في 27 نوفمبر 1985 بتونس العاصمة، ونشأت في أسرة دبلوماسية مما منحها تجربة حياة متنوعة بين باريس وتونس. درست الإخراج السينمائي في كلية فنون الوسائط المتعددة بمنوبة، لكن شغفها بالتمثيل قادها لاحقًا إلى الوقوف أمام الكاميرا. بدأت مشوارها الفني في 2008، ومنذ ذلك الحين، أثبتت حضورها في الساحة الفنية العربية من خلال أدوار متنوعة في المسلسلات والأفلام. تتميز سهير بقدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة، مما جعلها محط اهتمام الجمهور والمخرجين على حد سواء.
أقسام المقال
- بداية أعمال سهير بن عمارة مع “مكتوب” و”شوفلي حل”
- تألق سهير بن عمارة في “عاشق السراب” و”من أيام مليحة”
- دخول سهير بن عمارة عالم السينما بـ”ديما براندو”
- تعاون سهير بن عمارة مع نوري بوزيد في “مانموتش”
- نجاح سهير بن عمارة الكبير في “يوميات امرأة”
- تنوع أعمال سهير بن عمارة في 2015
- أبرز أعمال سهير بن عمارة الأخرى
- سهير بن عمارة خارج التمثيل
- تأثير سهير بن عمارة على الجمهور التونسي
بداية أعمال سهير بن عمارة مع “مكتوب” و”شوفلي حل”
انطلقت رحلة سهير بن عمارة الفنية في 2008 بدور صغير في المسلسل التونسي الشهير “مكتوب” الجزء الأول، وهو عمل درامي اجتماعي لاقى قبولًا واسعًا لدى الجمهور التونسي. في العام نفسه، شاركت أيضًا في مسلسل كوميدي آخر هو “شوفلي حل”، حيث قدمت دورًا خفيفًا أظهر موهبتها المبكرة. هذه البداية المتواضعة كانت بمثابة بوابة دخولها إلى عالم التمثيل، حيث استطاعت أن تثبت وجودها رغم بساطة الأدوار الأولى التي أدتها.
تألق سهير بن عمارة في “عاشق السراب” و”من أيام مليحة”
في 2009، خطت سهير خطوة كبيرة نحو النجومية من خلال مشاركتها في مسلسل “عاشق السراب”، حيث أدت دورًا رئيسيًا أظهر قدرتها على تقديم شخصيات ذات عمق درامي. وبعد عام واحد فقط، في 2010، لعبت دور البطولة في مسلسل “من أيام مليحة” بشخصية “مليحة”، وهو عمل ترك أثرًا كبيرًا في نفوس المشاهدين بفضل قصته المؤثرة وأدائها المتميز. هذان العملان وضعاها على خارطة الدراما التونسية كممثلة قادرة على قيادة الأعمال الكبرى.
دخول سهير بن عمارة عالم السينما بـ”ديما براندو”
عام 2011 شهد انطلاقة سهير في السينما من خلال فيلم “ديما براندو” (Always Brando) للمخرج رضا الباهي. جسدت فيه شخصية “زينة”، وهو دور رمزي أضاف بُعدًا جديدًا لمسيرتها الفنية. الفيلم، الذي جاء كتعاون تونسي عالمي، عرض في مهرجانات دولية، مما ساهم في تعزيز مكانتها خارج الحدود التونسية. هذه التجربة أثبتت أن سهير قادرة على الانتقال بسلاسة بين التلفزيون والشاشة الكبيرة.
تعاون سهير بن عمارة مع نوري بوزيد في “مانموتش”
في 2012، اختارها المخرج التونسي الشهير نوري بوزيد لتكون بطلة فيلمه “مانموتش”، حيث قدمت شخصية “عائشة”، الفتاة المتحجبة التي تعيش صراعات داخلية وخارجية. هذا العمل السينمائي تناول قضايا اجتماعية حساسة، وأداء سهير فيه حظي بإشادة واسعة لقدرتها على التعبير عن التناقضات التي تعيشها الشخصية. يُعتبر هذا الفيلم من أهم المحطات في مسيرتها، حيث عكس نضجها الفني.
نجاح سهير بن عمارة الكبير في “يوميات امرأة”
عام 2013، أطلّت سهير على الجمهور بدور “دنيا” في مسلسل “يوميات امرأة”، وهو عمل حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا في تونس والمنطقة العربية. المسلسل، الذي تناول حياة امرأة تواجه تحديات يومية، قدم سهير في ثوب جديد كممثلة قادرة على الجمع بين القوة والحساسية في الأداء. هذا الدور عزز من شعبيتها وجعلها اسمًا مألوفًا في البيوت العربية.
تنوع أعمال سهير بن عمارة في 2015
في 2015، برزت سهير في عملين تلفزيونيين هما “ليلة الشك” و”حكايات تونسية”. في “ليلة الشك”، لعبت دور “الدكتورة ليندا”، وهي شخصية تتمتع بالذكاء والغموض، بينما قدمت في “حكايات تونسية” شخصية “ساندرا” التي أضافت لمسة مختلفة لأدوارها. هذا التنوع بين الدراما والقصص القصيرة أظهر مرونة سهير في التكيف مع أنماط مختلفة من التمثيل.
أبرز أعمال سهير بن عمارة الأخرى
تواصلت مسيرة سهير بن عمارة بمجموعة من الأعمال المميزة التي عززت حضورها الفني. في 2018، شاركت في فيلم “شيطان القايلة” بشخصية “فاطمة”، ثم في 2019 ظهرت في فيلم “تلماس” (Tlamess)، وفي نفس العام لعبت دور “السلطانة عائشة” في مسلسل “ممالك النار”، وهو عمل تاريخي ضخم تناول صراعات المماليك والعثمانيين. في 2021، قدمت دور “ريم” في مسلسل “الفوندو”، وهو عمل درامي ناقش قضايا اجتماعية معاصرة، كما تألقت في فيلم “قربان” بشخصية “سارة” التي أظهرت جانبًا جديدًا من موهبتها. وفي 2025، شاركت في مسلسل “رافل” بدور “ليلى”، ومسلسل “معاوية” بشخصية “هند بنت عتبة”، وهما عملان يعكسان قدرتها على تقديم أدوار متنوعة بين الدراما الاجتماعية والتاريخية. كما ظهرت في مسلسل “جودر – ألف ليلة وليلة” في نفس العام، مما يؤكد استمرار نشاطها الفني الملحوظ.
سهير بن عمارة خارج التمثيل
لم تقتصر موهبة سهير على التمثيل فقط، فقد شاركت في 2024 كعضو في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، إلى جانب مخرجين ونقاد بارزين. هذه التجربة عكست خبرتها في المجال السينمائي كمخرجة متمرسة، بالإضافة إلى كونها ممثلة. كما أبدت اهتمامًا بالعمل في الدراما المصرية بعد زيارتها لمصر خلال مهرجان القاهرة السينمائي.
تأثير سهير بن عمارة على الجمهور التونسي
تؤمن سهير أن نجومية الممثل في تونس تعتمد على محبة الجمهور أكثر من أي شيء آخر، وهو ما يميز الساحة الفنية التونسية عن غيرها. بفضل أدوارها المتنوعة وقربها من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تبني قاعدة جماهيرية قوية. حضورها الدائم في الأعمال التي تحمل طابعًا اجتماعيًا أو تاريخيًا جعلها رمزًا للموهبة التونسية المعاصرة.