يواجه العديد من مربّي القطط ظاهرة شائعة وهي ظهور إفرازات حول عيون القطة، وقد يختلط الأمر عليهم بين ما هو طبيعي نتيجة تنظيف العين أو النوم، وبين ما يُعد علامة تحذيرية لمشكلة صحية. الإفرازات العينية قد تكون بسيطة ومؤقتة، أو قد تكون دليلاً على إصابة بمرض يحتاج إلى علاج فوري. في هذا المقال، نستعرض العلامات الفارقة بين الإفرازات العادية وتلك المرضية، مع تقديم نصائح عملية للتعامل مع كل حالة، وسنغوص أكثر في الأسباب المختلفة وطرق الوقاية لضمان صحة وسلامة عيون القطة.
أقسام المقال
ما هي الإفرازات العادية في عيون القطط؟
الإفرازات العادية غالبًا ما تكون خفيفة، ذات لون شفاف أو بني خفيف، وتظهر في زوايا العين بعد الاستيقاظ من النوم. يمكن ملاحظتها بشكل أكبر لدى القطط ذات الوجوه المسطحة مثل الفارسية أو الهيمالايا، نظرًا لطبيعة تكوين وجهها الذي يُعيق التصريف السلس للدموع. هذه الإفرازات لا تصاحبها أعراض أخرى كالحكة أو الاحمرار، ولا تؤثر على سلوك القطة أو شهيتها.
أشكال الإفرازات المرضية ولماذا تستحق القلق
عندما تتحول الإفرازات إلى اللون الأخضر أو الأصفر أو تصبح كثيفة وتشبه القيح، فهذه علامة على عدوى أو التهاب. كما أن الإفرازات المصحوبة بتورم الجفون، أو ضيق في فتح العين، أو كثرة فرك القطة لعينيها، كلها مؤشرات تستدعي فحصًا بيطريًا عاجلاً. في بعض الأحيان، قد تترافق مع إفرازات الأنف أو العطس، مما يدل على مرض تنفسي علوي.
أسباب الإفرازات المرضية عند القطط
- التهابات فيروسية: كفيروس الهربس السنوري أو الكاليسي، وهما من أكثر الأسباب شيوعًا.
- عدوى بكتيرية: يمكن أن تظهر بشكل ثانوي بعد عدوى فيروسية، أو بسبب إصابة في العين.
- وجود جسم غريب: مثل شعرة، أو ذرة غبار، أو حتى حبة رمل قد تسبب تهيجًا شديدًا.
- الحساسية: قد تنتج عن منظفات منزلية أو دخان السجائر أو عطور قوية.
- عيوب خلقية: مثل انسداد القناة الدمعية أو انقلاب الجفن نحو الداخل.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت استمرار الإفرازات لأكثر من يومين، أو كانت مصحوبة بأي أعراض أخرى مثل ضعف الشهية أو الكسل العام أو تغير الصوت، فهذا مؤشر على حالة صحية كامنة. كما أن تكرار ظهور الإفرازات قد يعني أن المشكلة مزمنة أو أن القطة مصابة بمرض مناعي يتطلب متابعة مستمرة.
طرق العناية بعيون القطة في المنزل
يمكنك استخدام قطن ناعم مبلل بماء دافئ لمسح الإفرازات العادية يوميًا بلطف، مع تجنب فرك العين بقوة. كما يُنصح باستخدام قطعة قطن منفصلة لكل عين لتفادي نقل العدوى بينهما. يُفضل أيضًا الحفاظ على نظافة فراش القطة ومحيطها، والابتعاد عن أي مسببات قد تهيّج العين.
أدوية وعلاجات قد يصفها الطبيب
يحدد الطبيب العلاج بناءً على السبب، فقد يوصي بقطرات مضادة حيوية، أو مضادة للفيروسات، أو قطرات مرطبة في حالات الجفاف. لا يجوز بأي حال استخدام قطرات بشرية للقطط، لأنها قد تحتوي على مواد سامة أو غير مناسبة لها.
سلالات القطط الأكثر عرضة لمشاكل العين
القطط الفارسية والبريطانية قصيرة الشعر والهيمالايا تعاني أكثر من غيرها من مشكلات في العيون نظرًا لشكل وجهها المسطح، وهو ما يؤدي إلى انسداد القنوات الدمعية بسهولة. تحتاج هذه السلالات لعناية يومية مركّزة لتجنب تراكم الإفرازات أو تطور أي التهابات.
كيف تقي قطتك من مشاكل العين؟
- نظّف وجه القطة بلطف بشكل دوري، خاصة الزوايا الداخلية للعين.
- لا تستخدم معطرات أو مواد تنظيف قوية في أماكن نوم القطة.
- احرص على تغذية متوازنة تحتوي على فيتامين A وE لدعم صحة العين.
- تابع تطعيمات القطة لحمايتها من الفيروسات التي تؤثر على العين.
خاتمة
عيون القطة ليست فقط جزءًا جماليًا من مظهرها، بل هي نافذة لصحتها العامة. التعرف على الفروقات بين الإفرازات العادية والمرضية يساعدك على التدخل في الوقت المناسب وحماية قطتك من مضاعفات قد تكون خطيرة. لا تتردد في مراجعة الطبيب عند أي تغيير غير طبيعي، وكن دائمًا سباقًا في توفير بيئة نظيفة وصحية لقطة تنعم بالراحة والسكينة.